جدري القرود
هل وصل جدرى القرود إلى حديقة الحيوان؟
حالة من الفزع العالمي يثيرها انتشار مرض جدري القرود في بعض الدول الأوروبية خوفًا من تحول هذا الفيروس إلى الوباء مثل تحول سابقه «الكورونا»، ورغم خلو مصر تمامًا من الإصابة بهذا المرض إلا أنه ونتيجة لانتشار جدري القرود من الحيوان إلى الإنسان تتبادر بعض المخاوف والأسئلة حول الاحتياطات التي تتخذها حديقة الحيوان المصرية لمنع ظهور أي إصابة داخلها حرصًا على أمن وسلامة الحيوانات داخلها، وبالتالي المواطنين.
تواصلت «الدستور» مع الدكتور محمد رجائي مدير الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، الذي أكد أنه لا خوف على حديقة الحيوانات وحيواناتها من الإصابة بمرض جدري القرود على الإطلاق، موضحًا أنه لا يوجد أي من القرود في الحديقة تم استيرادها من الخارج، وبالتالي لا يوجد أي فرصة لتعرض أي منهم للإصابة من قبل حيونات حاملة للفيروس، مشيرًا إلى أن جميع القرود بالحديقة هي من سلالات مصرية، وبالتالي فهي آمنة من الإصابة.
فضلًا عن ذلك، أكد رجائي أنه يُجرى داخل الحديقة جميع إجراءات الفحص اليومي والمعملي الدائم على الحيوانات، بالإضافة إلى المتابعة اليومية لملاحظات حراس الحيوانات عليها وعلى حالتها الصحية، كما أضاف أن الحديقة تقوم بكافة التحصينات اللازمة للحيوانات في المواعيد المحددة لها، لذا قال إن الوضع مطمئن وآمن للغاية داخل الحديقة، ولا يدعو إلى قلق.
وجدري القرود اكتشف لأول مرة في عام 1958 نتيجة حدوث تفش لمرض يشبه الجدري بين مجموعة من القرود المخصصة لإجراء الأبحاث العلمية، ونتيجة لذلك أطلق على هذا المرض «جدري القرود»، وتشمل أعراض المرض النادر الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية والقشعريرة والإرهاق وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه.
وفي تصريح للدكتور هاني الناظر، أوضح أن الحيوان من الممكن أن يصاب بجدري القرود، وأن المرض لا يقتصر على القردة وحسب بل إن الكلاب والقطط والقوارض مثل الفئران وغيرها قد تنقل الفيروس، وتابع أنه في حال كان الحيوان المصاب من ذوي الحيوانات التي يمكن تناولها فإنه قد ينقل من حيوان مصاب بالفيروس وغير مطهية جيدًا فقد ينتقل الفيروس للإنسان.
جدير بالذكر أنه كانت قد حذّرت "الهيئة المستقلة للتأهب لمواجهة الأوبئة والاستجابة لها"، من أن مزارع الإنتاج الحيواني وأسواق بيع الحيوانات البرية الحية، مثل السوق التي انطلق منها "كوفيد-19 " على الأرجح، تمثل تربة خصبة للأمراض الحيوانية مؤكدة أن العديد من المسالخ يمتلئ بسوائل الجسم "إفرازات" والقاذورات، وتنقل الحيوانات- ومنها تلك الآتية من مزارع «المراعي الحرة»- إليها على متن شاحنات قذرة فتنتقل مسببات الأمراض بسرعة بين مختلف الأجناس.
كما أكدت الهيئة أنه يجب حاليًا تقبل فكرة أن اختطاف الحيوانات من موائلها الطبيعية وحبسها داخل أقفاص متسخة على مقربة من بعضها البعض (كما يحدث في الأسواق أو المزارع)، وقتلها وأكلها سيؤدي إلى مزيد من الأمراض الحيوانية المنشأ مثل جدري القرود، كما أنه ستخلق هذه الأمراض طفرات غير متوقعة يُحتمل أن تتسبب بنتائج مميتة، مشيرة إلى أنه استطاع العلماء تطوير لقاح للحماية من "كوفيد- 19" ولكنهم قد يعجزون عن ذلك في المرة المقبلة.
وأوضحت أنه حري بالجميع حاليًا أن يتوقف عن اعتبار الحيوانات سلعة، والنظر إليها عوضاً عن ذلك على أنها مجتمعات نتشارك معها الكوكب، وفي حال عدم اعتبار وفي حال استمرار المعاملة القاسية والمريعة التي تتعرض لها الحيوانات سنبقى عرضة للمزيد من الجائحات القاتلة.
يُذكر أن الحيوانات تتسبب في إصابة البشر بعدة أمراض مثل مرض خدش القطط الذي يعتبر عدوى بكتيرية، تظهر في مكان عضة القطة أو خدشها، ويمكن أن يسبب هذا المرض تورم العقد الليمفاوية وارتفاع درجة حرارة كما يمكن أن يصاب البعض بسببه بمضاعفات خطيرة، تستهدف مجرى الدم والمسالك الهضمية وحتى القلب في بعض الأحيان، وهناك كذلك مرض الجمرة الخبيثة الذي ينتقل عن طريق الحيوانات الأليفة مثل الأبقار والأغنام والغزلان، ويمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكنها غالبًا تتمثل في الحمى والصداع والغثيان وضيق التنفس.