«آسيا تايمز» تكشف سيناريوهات تصاعد الأزمة بين الصين وتايوان
عاد جوهر الصراع بين الصين وتايوان الي الصدارة خلال هذه الفترة، وسط حقيقة أن بكين ترى تايوان مقاطعة منشقة سيعاد ضمها إلى البر الصيني في نهاية المطاف، فيما يختلف الكثير من التايوانيين مع وجهة نظر بكين، إذ أنهم يرون أن لديهم أمة منفصلة.
سيناريوهات الأزمة التايوانية
من جهتها، كشفت صحيفة «آسيا تايمز» الآسيوية، اليوم، سيناريوهات الأزمة التايوانية خلال هذه الفترة مع الصين.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن صور الأقمار الصناعية الجديدة أظهرت أن الصين تتدرب على مهاجمة طائرات أواكس اليابانية في أول إشارة لاستعداد بكين للقتال مع طوكيو.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة من شينجيانج أن الصين ربما كانت تتدرب على مهاجمة طائرة بوينج E-767 المحمولة جواً ونظام التحذير والتحكم (أواكس) اليابانية.
وتابعت الصحيفة أنه يمكن للطائرة E-767، التي يتم تشغيلها حصريًا من قبل اليابان، اكتشاف الطائرات والصواريخ السريعة التي تحلق على ارتفاع منخفض والتي قد تكافح الرادارات الأرضية لفك تشفيرها من خلال الفوضى الأرضية.
كما أنها تعمل كمراكز قيادة تشارك المعلومات بين الطائرات الصديقة والمقاتلات الموجهة نحو أهدافها.
وقامت اليابان بتشغيل أربع طائرات من طراز E-767 متمركزة في قاعدة هاماماتسو الجوية منذ عام 2000.
ويبلغ مدى طيران E-767 9000 كيلومتر وسرعة قصوى تبلغ 800 كيلومتر في الساعة على ارتفاعات عالية.
مهاجمة الصين القواعد الجوية اليابانية
وحسب التقرير فقد شوهد النموذج الصيني متوقفًا على المدرج، مما يلمح إلى احتمال أن تهاجم الصين القواعد الجوية اليابانية في حالة وقوع أعمال عدائية فوق تايوان.
وربما تكون الصين تتدرب على ضرب طائرات أواكس اليابانية على الأرض، لأن قدرات المراقبة الواسعة لديها تجعل من الصعب للغاية إسقاطها بمجرد طيرانها.
وأظهر نموذج ومدرج أواكس نفس نموذج الشكل لاختبار دقة الصواريخ مثل التصميم الذي شوهد في الهدف الوهمي لحاملة الطائرات الأمريكية الصينية، مما أثار مخاوف من أن الصين تجري تدريبات حرب واسعة النطاق في منطقة شينجيانج الغربية النائية.
طائرات أواكس الحامية
وأوضح لالتقرير أن اليابان دون طائرات أواكس ستفقد قدرتها على مراقبة جزر ريوكيو الاستراتيجية، وتشكل خط احتواء ضد السفن الحربية والغواصات الصينية التي تسعى إلى اختراق المحيط الهادئ المفتوح في مناورة محاطة ضد تايوان، أو إطلاق صواريخ باليستية من الغواصات لضربها.
وتمثل صور الأقمار الصناعية المرة الأولى التي تُراقب فيها الصين وهي تستعد للقتال ضد اليابان، حيث سبق لها أن تدربت على شن هجمات على سفن حربية وقواعد أمريكية.
ويلمح التركيز على استهداف طائرات أواكس إلى نهج الصين تجاه حرب الأنظمة، حيث لا ينصب التركيز على إبادة قوات العدو في ساحة المعركة، بل تدمير وتعطيل وشلل القدرة التشغيلية لنظام عمليات العدو.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال الضربات الحركية وغير الحركية ضد النقاط والعقد الرئيسية مع استخدام أنظمة تشغيلية أكثر قوة وقدرة وقابلية للتكيف في نفس الوقت.
وأشار إلى أنه إذا تم تدمير إحدى طائرات أواكس أو توقفت عن العمل، فستكون هناك فجوة خطيرة في الدفاعات الجوية اليابانية حتى يمكن استبدالها.
وأفاد التقرير بأنه من المحتمل أن يكون لتدمير طائرات أواكس اليابانية تأثير عميق على دفاعها الصاروخي ومعاركها الجوية فوق ريوكيوس، لأن هذا من شأنه أن يضعف بشكل خطير قدرة اليابان على الرد ضد صواريخ كروز الصينية وتكتيكات الحشود الجوية.
ودون أواكس، سيكون لدى اليابان عدد أقل من الأصول لتغطية الثغرات في شبكة رادار الدفاع الجوي الأرضية، والتي يمكن لصواريخ كروز استغلالها لضرب أهدافها، من بينها محطات الرادار وبطاريات الصواريخ أرض-جو.
إن فقدان طائرات أواكس وعدد كبير من محطات الرادار من شأنه أن يجعل اليابان عمياء فيما يتعلق بموعد إطلاق مقاتلاتها لصد غزو المقاتلات الصينية المتفوقة عدديًا، وفق آسيا تايمز.
ويؤدي مثل هذا السيناريو إلى إخراج القوة المقاتلة اليابانية من العمل عن طريق الاستنزاف، مما يجبرها على الحفاظ على دوريات جوية قتالية متعددة للتعويض عن فقدان أجهزة الاستشعار المهمة وعقد القيادة والتحكم.
استراتيجية صينية
كل هذا يلعب في استراتيجية الاستنزاف الجوي للصين، والتي تهدف إلى إلحاق خسائر ضد اليابان من خلال إجبارها على الحفاظ على وتيرة عملياتية تتجاوز قدراتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن تدريبات الصين لتدمير طائرات أواكس اليابانية على الأرض ردًا على جهود اليابان المحتملة لتطوير قدرات الضربة المضادة التي تستهدف القواعد الصينية ووظائف القيادة والسيطرة.