دراسة أمريكية: تناول الأسبرين بشكل يومى يضر كبار السن ويؤدى لحدوث نزيف
حذر أطباء أمريكيون، من أن اتباع نظام تناول الأسبرين اليومي والذي قد يضر أكثر من كونه مفيدًا بالنسبة للكثير من الأشخاص خاصة كبار السن.
ويتناول الملايين من الأمريكيين حبوب "الأسبرين" لمنع حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية، لكن الآن ينصح الأطباء بعدم استخدامه خاصة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، وذلك وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم السبت.
وعلى مدى ثلاثة عقود، كانت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة، وهي لجنة مستقلة ومؤثرة من الخبراء، تستعرض الدليل المتزايد على استخدام الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية الأولى، لكن في الشهر الماضي، أصدرت أحدث توصياتها بشأن استخدام الأسبرين، وهي الأولى منذ ست سنوات وحذرت البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا من بدء نظام الأسبرين للوقاية الأولية.
وقال الدكتور جون وونغ في مركز تافتس الطبي في بوسطن وعضو فريق العمل "إنه يحمل أضرارًا جسيمة محتملة" - لا سيما زيادة خطر حدوث نزيف داخلي مضيفًا: وهذه الأضرار أعلى مما كان متوقعًا في عام 2016.
والمقصود بـ "الوقاية الأولية" المرضى الذين لم يصابوا من قبل بنوبة قلبية أو سكتة دماغية ولا يعانون من أمراض القلب وهذه المجموعة من الأفراد هي محور تركيز فريق العمل في دراسته الجديدة.
وبحسب الدراسة الأمريكية الجديدة فإن الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين للوقاية الثانوية - لأنهم تعرضوا بالفعل لنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو تدخل مثل جراحة الدعامات - يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بأزمات قلبية لاحقة، وقد يظل الأسبرين جزءًا من علاجهم.
وخلصت فرقة العمل إلى أنه بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عامًا، فإن الفائدة من تناول الأسبرين يوميًا ستكون صغيرة، وقد يختارون بدء نظام الأسبرين اليومي إذا واجهوا خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 10% أو أكثر خلال العقد القادم ولكن يجب أن يكون هذا قرارًا من قبل الطبيب.
ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أن حوالي ثلث الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا يتناولون الأسبرين، من بين الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا أكثر من 45% يأخذون الأسبرين للوقاية الأولية، وربما يمثل ذلك فرطًا كبيرًا في الاستخدام.
وقال الدكتور أميت خيرا، مدير أمراض القلب الوقائية في مركز ساوث وسترن الطبي بجامعة تكساس: "كثير من الناس لا يفكرون حتى في الأسبرين على أنه دواء، بل يعتقدون أنه أشبه بفيتامين ولكن لمجرد أنه لا يحتاج إلى وصفة طبية، لا يعني أنه ليس عقارًا له فوائد ومخاطر".
وفي عام 2019، ساعد الدكتور خيرا في تطوير مبادئ توجيهية مماثلة للكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية، والتي أوصت بعدم استخدام الأسبرين الروتيني للوقاية الأولية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.
كما تفكر جمعية طب الشيخوخة الأمريكية، بوضع الأسبرين على قائمة الأدوية التي تعتبر غير مناسبة لكبار السن المرضى والذي يسعون إلى الوقاية الاحتياطية من الأزمات القلبية.
وقال الدكتور خيرا إن ثلاث تجارب سريرية كبيرة وصارمة نُشرت في عام 2018، شملت أكثر من 47000 مريض من كبار السن، "أبرزت مخاطر حقيقة" لتناول الأسبرين.
فيما أكد الدكتور وونغ المشارك في الدراسة أن تناول الأسبرين لكبار السن لم يسجل أي انخفاض كبير في النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، ولكن كان هناك خطر متزايد من حدوث نزيف.
كما وجدت التجربة السريرية الثالثة، التي اقتصرت على مرضى السكري، وهي مجموعة معرضة لخطر أكبر، انخفاضًا طفيفًا في أحداث القلب والأوعية الدموية ولكن مع ارتفاع مخاطر النزيف.
ويحدث النزيف المعني في الجهاز الهضمي، ولكن يمكن أن يشمل أيضًا نزيفًا في المخ وسكتات دماغية نزفية.
وبالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وفقًا لإرشادات فريق العمل، أو 70 عامًا، وفقًا لتوصيات أطباء القلب، فإن مخاطر بدء تناول الأسبرين الآن تفوق الفوائد.