ملك الأردن يكشف عن تحركات للأمير «حمزة» صبيحة عيد الفطر
كشف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عن تحركات قام بها ولي العهد السابق حمزة بن الحسين صبيحة عيد الفطر.
وذكر الملك عبد الله، في كلمة وجهها للشعب بعيد صدور الإرادة الملكية بتقييد تحركات الأمير حمزة واتصالاته، أن حمزة «حاول فرض احتكاك على نشامى الحرس الملكي صبيحة عيد الفطر المبارك».
ووصف العاهل الأردني ذلك، بـ«مؤشر قاطع على أن أخاه غير الشقيق وولي العهد السابق مستمر في سعيه إلى افتعال القلاقل وإشعال الأزمات على غرار ما فعل مع رئيس هيئة الأركان المشتركة العام الماضي».
وقال الملك: «يعرف حمزة أن ترتيبات صلاة العيد كانت مقرة وضمن الترتيبات الأمنية المعتمدة في كل تحركاته.. ومع ذلك، بدأ يستفز نشامى الحرس الملكي بتصرفات تأزمية، موظفا الخطاب الديني لكسب التعاطف وتصوير ما افتعل وما نطق من حق أراد به باطلا».
منتسبو الحرس
وتابع: «بحمد لله أدى منتسبو الحرس عملهم بمهنية عالية وباحترام، وحالوا دون حمزة ورغبته افتعال مشكلة لا تليق بمكانته ولا يستحقها رجال قواتنا المسلحة».
وأضاف: «يلبس أخي حمزة ثوب الواعظ ويستذكر قيمنا الهاشمية في الوقت الذي خرقتها أفعاله وتصرفاته. يدّعي الامتثال بسلفنا الرّاحل قولاً ويتجاوز إرثهم فعلاً، فالتّشبّه بالآباء لا يكون بتقليد ظاهرهم؛ بل بحفظ إرثهم والتّمسك بمبادئهم واتّباع أخلاقهم، بدا واضحا أن الأمير يعيش في وَهّم زرعه بعض من حوله بامتلاكه وحده هذا الإرث العظيم، متجاهلاً صغر سنه وتواضع تجربته، فكم تمنيت لو عاش سنوات أطول مع أبينا الحسين، رحمه الله، ليتعلم منه قيم القيادة والثوابت الراسخة التي أورثنا إياها، لكن قدّر الله وما شاء فعل».
ونوة: «صارحت حمزة على مرّ السنين بكل ما سبق، وقدّمت له النّصح محاولاً مساعدته على الخروج من الحالة التي وضع نفسه فيها، لكنّه لم يتغيّر، على العكس من ذلك، ظلّ على ضلاله الذي وصل قاعة العام الماضي، وكان ذلك جلياً في كل رسائله، التي شعرت أنها معدّة مسبقاً للإعلام، والتي عكست قناعته بادعاء الظلم عليه بالرغم من المحاولات التي بُذلت معه».
حالة ذهنية أفقدته القدرة على تمييز الواقع
وأضاف: «لقد تيقّنت، بعد كل ذلك، أن أخي الصّغير سيظل يعيش في حالة ذهنية أفقدته القدرة على تمييز الواقع من الخيال، وتيقنت وقتها صعوبة التعامل مع شخصٍ يرى نفسه بطلاً وضحيةً في الوقت نفسه، ورغم ذلك، بذلت المزيد من الجهد لإعادته إلى صوابه، وبعثت له ردا مكتوبا على رسالته الخاصة التي كان بعثها لي، وطلبت منه أن يأتيني متصالحًا مع نفسه، معترفًا بخطئه، ملتزماً بقيمنا وإرثنا، وأكدت له أنه إذا كان يريد التّعامل مع موضوعه قانونيا كما طلب، فخيار اللّجوء إلى القوانين ذات العلاقة متاح أمامه، على أن يتحمّل ما يصدر عنها من قرارات».
واستطرد: «بناء على طلبه، التقيته بحضور أخوينا الأمير فيصل بن الحسين والأمير علي بن الحسين علّه يهتدي. وقدّمت له في ذلك اللّقاء خارطة طريق لإعادة بناء الثّقة، تتضمّن خطوات واقعيّة يقود التزامه بها إلى عودته، إن شاء، عضوا فاعلا في الأسرة المالكة، وأعطيته حرّية الاختيار كاملة. وتفاءلت خيرا حين اختار حمزة أن يقرّ بما فعل، وبعث لي رسالة أعتذر فيها للوطن والشعب ولي عمّا قام به».
وتابع: «للأسف، ما هي إلا أسابيع حتى أثبت الأمير حمزة سوء نيته، وعاد إلى استعراضيته ولعب دور الضّحية كما عوّدنا، فهو لم يخرج من قصره مدّة شهر كامل، ولم يستخدم التسهيلات التي منحت له، بل خرج ببيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي معلنًا فيه تخلّيه عن لقبه، فعل أخي الصغير ذلك، وهو يعرف تمامًا أن منح الألقاب واستردادها صلاحية حصرية للملك، حسب المادة 37 من الدستور وقانون الأسرة المالكة، وفي الوقت الذي أعلن الأمير حمزة قراره التّخلي عن لقبه، بعث لي برسالة خاصة يطلب فيها الاحتفاظ بمزايا لقبه المالية واللوجستية خلال الفترة المقبلة».
قضية الفتنة
يعد الأمير حمزة من الشخصيات الرئيسية في المحاولة المعروفة إعلاميا بـ"قضية الفتنة" بالأردن أوائل أبريل 2021، عندما قال في تسجيل مصور إنه وضع تحت الإقامة الجبرية في مقر إقامته في عمان، ضمن حملة اعتقالات طالت معارضين في المملكة.
وبعد عدة أيام أعلن الملك عبدالله أنه قرر التعامل مع موضوع الأمير حمزة "في إطار الأسرة الهاشمية" وأن الأمير تحت رعايته، مشيرا إلى أن أخيه غير الشقيق "التزم أمام الأسرة بأن يسير على نهج الآباء والأجداد وأن يكون مخلصا لرسالتهم وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى".
وفي الثامن من مارس الماضي، أصدر الديوان الملكي الأردني رسالة من الأمير حمزة للملك عبدالله أقر فيها بأنه «أخطأ» ويتحمل المسئولية الوطنية إزاء ما بدر منه من مواقف وإساءات، بحق العاهل الأردني وبلده خلال السنوات الماضية، وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة.
واعتذر الأمير في الرسالة من الملك عبدالله ومن أسرته عن كل هذه التصرفات التي لن تتكرر بإذن الرحمن الرحيم.
وفي الثالث من أبريل أعلن الأمير حمزة تخليه عن اللقب، قائلا: إنه خلص إلى استنتاج بأن "قناعته الشخصية والثوابت التي غرسها والده فيه" لا تتماشى مع "النهج والتوجهات والأساليب الحديثة" لمؤسسات المملكة.