انطلاق فعاليات المشروع القومي للوقاية من ارتفاع ضغط الدم بالفيوم (صور)
أطلقت الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم مبادرة "اعرف رقمك" ضمن المشروع القومي للوقاية من مرض ارتفاع ضغط الدم تزامنًا مع اليوم العالمي.
وبدأت فعاليات المبادرة من محافظة الفيوم لتكون أولى الحملات التي تستمر لمدة عام كمرحلة أولى وتستهدف 10 محافظات تجمع ما بين المجتمع الريفي والحضر للتوعية بأهمية الوقاية من مرض ضغط الدم المرتفع وفحص المترددين على المستشفيات الجامعية.
وتضمنت فعاليات الحملة عقد محاضرات توعوية من ممثلي الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم لعدد من الأطباء بمختلف التخصصات الطبية المتعلقة بارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته داخل مستشفى الباطنة والأطفال الجامعي، شملت توضيح أهمية تغيير نمط الحياة للنمط الصحي في خفض ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وشملت أيضا فحص المترددين من المواطنين والمرضى على مستشفيات الجامعة عن طريق قياس ضغط الدم والوزن واستبيان حالتهم الصحية، بالتنسيق والاشتراك مع كلية الطب البشري بجامعة الفيوم بحضور الأستاذ الدكتور عاصم العيسوي عميد كلية الطب، والأستاذ الدكتور خالد الخشاب رئيس قسم القلب والأوعية الدموية بالمستشفيات الجامعية وعميد كلية الطب الأسبق، وبرعاية شركة حكمة للصناعات الدوائية.
وشملت أنشطة الحملة أيضا تدريب عدد من الصيادلة وشباب الأطباء والممرضات على كيفية استخدام أجهزة قياس ضغط الدم بطريقة صحيحة وتجنب أسباب القياس الخاطيء، وكذلك شرح مزايا وعيوب أجهزة قياس الضغط المختلفة.
وصرح الدكتور سليمان غريب إبراهيم، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة القاهرة وسكرتير عام الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم أن ارتفاع ضغط الدم يتسبب في وفاة الملايين من الأشخاص سنويا في جميع أنحاء العالم بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 60 عاما، مشددا على أن علاج ضغط الدم المرتفع يؤخذ مدى الحياة ولا يجب التوقف عن تناول العلاج فور انخفاض الضغط، مؤكدا أن ارتفاع ضغط الدم ليس له أعراض فهو قاتل صامت، مشيرا إلى أن معدل ضغط الدم الطبيعي يبدأ من 90/60 إلى 140/90 وعليه فإن ضغط الدم المساوي لـ 90/60 والذي يُعالج على أنه هبوط في الضغط ليس صحيحا بل يمكن أن يضر بالمريض.
وأكد الأستاذ الدكتور سليمان غريب أن الجمعية قامت بعمل بحث ميداني لاختبار دقة أجهزة الضغط المستخدمة في العيادات والمستشفيات والصيدليات، ووجد أن 80% من أجهزة قياس ضغط الدم المستخدمة بمصر غير صالحة لقياس الضغط، وهو ما أكدته أبحاث مصرية أثبتت أن نسبة ليست بالقليلة ممن يُعالجون من ارتفاع ضغط الدم أصحاء وأن قياس الضغط غير الدقيق قد يكلف المريض والدولة عبء علاج لا حاجة إليه، مضيفا أنه تبين من خلال بحث آخر بأن ارتفاع ضغط الدم يمكن معالجته بدون أدوية في بعض الحالات التي تُكتشف مبكرا بتقليل الملح والإكثار من الخضروات للسيطرة على الوزن نظرا لكونه عاملا مهما في الإصابة بضغط الدم المرتفع، مشيرا إلى أن سوق الدواء المصري به حوالي 300 دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم ولكن اختيار النوع المناسب يعتمد على تقييم الطبيب المعالج لحالة المريض.
من جانبه، قال الأستاذ الدكتور خالد الخشاب، رئيس قسم القلب والأوعية الدموية بمستشفيات جامعة الفيوم والعميد الأسبق لكلية طب الفيوم، بأن قيمة حملة "اعرف رقمك" والمشروع الذي تتبناه الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم تكمن في اهتمامها برفع وعي المواطن وتعديل سلوكياته الصحية، موضحا أن ارتفاع ضغط الدم هو مرض سلوكي في المقام الأول، وبدون تعديل تلك السلوكيات لن يكون للعلاج أي قيمة.
مشيرا إلى أن البعض قد يرى أن قياس ضغط الدم واختيار العلاج دور سهل يمكن أن تقوم به الصيدليات دون الرجوع للطبيب المختص وهو ما يشكل خطورة لارتباط الدم بأهم منطقة بالجسم وهي الشرايين خصوصا شرايين المخ والقلب، لذا كان أحد أهم أركان الحملة تدريب شباب الأطباء والتمريض على القياس الصحيح لضغط الدم حتى يدرك كل من يحمل جهاز ضغط كيفية التعامل معه جيدا، لافتا إلى أن نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم في مصر تصل إلى 30% وهي نسبة تستحق أن تتبنى الدولة مشروعا قوميا للحد من مخاطره.
وأكدت الدكتورة وفاء العروسي، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة وأمين صندوق الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، أن الجمعية من خلال المشروع القومي للوقاية من ارتفاع ضغط الدم وحملة "اعرف رقمك" تخاطب شركات صناعة الغذاء وهيئة سلامة الغذاء في مصر بوضع الإرشادات الخاصة بإضافة الملح للأطعمة والأغذية المصنعة والمعلبة، مشيرة إلى أن الدراسات التي أجريت على معدل استهلاك المصريين للملح عن طريق تحليل معدل إفراز الصوديوم في البول كشفت عن أن المصريين لديهم أعلى معدلات إفراز صوديوم في العالم نتيجة الإفراط في استهلاك ملح الطعام.