كاتب ليبى: ظروف اجتماع القاهرة ملائمة.. ومصر وسيط مقبول
أكد الكاتب والصحفي الليبي حسين مفتاح، أن اجتماع الجولة الثانية في القاهرة للجنتي المسار الدستوري بين مجلسي النواب والدولة الاستشاري الليبي يأتي في ظروف أفضل من الاجتماعات واللقاءات السابقة.
وأوضح حسين مفتاح، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الجولة الثانية من المسار الدستوري بين لجنتي مجلسي النواب والدولة الاستشاري في القاهرة تأتي برعاية البعثة الأممية إلى ليبيا وبحضور المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز وباستضافة كريمة من مصر.
تهيئة ظروف الجولة الثانية لاجتماع القاهرة
واعتبر المحلل السياسي الليبي أن أن كل الاجتماعات التي سبقت هذا اللقاء لم تثمر عن نتائج حقيقية مثل اجتماع تونس الذي فشل فشلا ذريعا لأن مجلس النواب لم يحضره من الأساس، وكذلك اجتماع القاهرة الأول الذي عقد منذ شهر بين مجلسي النواب والدولة رغم تهيئة الظروف في مصر، لكن لم يتم التوصل إلى نقاط عملية حقيقة تدعم المسار السياسي للأمام.
وأضاف: "أعتقد أن لقاء القاهرة يعقد في ظل ظروف أفضل وقد تكون نتائجه أفضل من اللقاءات السابقة، خاصة وأنه سبقه مجموعة من اللقاءات احتضنها القاهرة مثل لقاءات رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح مع مسؤولين مصريين في القاهرة وكذلك المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز والسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند"، وبجانب ذلك حضر رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري إلى القاهرة في زيارة استثنائية.
وشدد حسين مفتاح على أن هذه اللقاءات ستساهم في تذليل الكثير من الصعاب وتقريب وجهات النظر وقد تساعد في الخروج بنتائج أفضل من الاجتماعات السابقة.
توقيت اجتماع القاهرة
واعتبر الكاتب الليبي أن توقيت اجتماع القاهرة الثاني حاليا ليس مناسبا لأن هناك مسارات أهم من المسار الدستوري، في ظل تعطل المسار السياسي سواء بوجود حكومتين (حكومة الدبيبة وحكومة باشاغا) تنادي بالشرعية وكل منها تتهم الأخرى بعدم الشرعية، وأيضا الوضع الأمني في ليبيا غير مستتب، رغم صمود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ قرابة عامين، فالميلشيات تهدد الاتفاق كل لحظة بتبادل إطلاق النار والصراعات فيما بينها على مناطق النفوذ سواء في العاصمة أو مدن الغرب الليبي بشكل عام.
وأوضح مفتاح أن التوقيت كان يستدعي الاهتمام أكثر بالمسارين السياسي والأمني عن المسار الدستوري، على الرغم من أهميته ولكن إذا تمت معالجة المسار الأمني والمسار السياسي فإن أي اتفاق أو نتائج جديدة لن تبقى مهددة في ظل الارتباك السياسي وهشاشة الوضع الأمني واتفاق وقف إطلاق النار، لاسيما في مدن الغرب.
تداعيات وقف إنتاج النفط
وشدد الكاتب الليبي على أن توقف إنتاج النفط في ليبيا سيبقى إشكالية قائمة ما لم تعالج هذه المشكلة من الجذور، مشيرا إلى أن عقيلة صالح وخلال لقاءه مع ويليامز في القاهرة كان واضحا وكان شرطه الوحيد لإعادة إنتاج النفط هو ضمان التوزيع العادل للإيرادات وألا تنفرد به حكومة تشوبها الكثير من الشبهات بالسيطرة على مقدرات الشعب بالكامل، ويتم التوزيع بطريقة غير عادلة فهناك اتهامات بأن إيرادات النفط تذهب لدعم المجموعات المسلحة والمشبوهة وبعضها ضالع في عمليات إرهابية.
وأكد حسين مفتاح أن أزمة النفط تلقي بظلالها على كل المسارات في حل الأزمة الليبية وليس فقط المسار السياسي أو الدستوري أو الاقتصادي، رغم أنها مسألة اقتصادية بحتة لكن آثارها تواجه كل المسارات بالدولة حتى المسار الدستوري المنعقد في القاهرة، رغم أن حالة التقارب بين مجلسي النواب والدولة أفضل من ذي قبل بجانب تعامل مصر بصفة وسيط مقبول من قبل كافة الأطراف، فكل هذه المعطيات ترفع من حالة التفاؤل وتبشر نتائج إيجابية رغم أنه لن يكون هناك مردود مباشر للحل الدستوري ما لم تحل باقي المسائل العالقة.