كاتبة بريطانية: تقبيل الأطفال عنوة يضر بالصحة العقلية
ينجذب الكثير من الناس إلى تقبيل واحتضان الأطفال كنوع من أنواع التعبير عن المحبة تجاههم، أو السعادة ببراءتهم ووداعتهم، دون أن يدركوا أن تقبيل الأطفال دون أن يكون لديهم قبول أو استعداد نفسى قد يصيبهم بأضرار نفسية سيئة للغاية.
وطالبت الكاتبة البريطانية إيما أموسكاتو، فى مقال لها بمجلة «نيوزويك» الأمريكية، باحترام رغبات الأطفال فى هذه المسألة، قائلة: «الصغار ينفرون دائمًا من تلك التصرفات، ويستنكرون هذه الأساليب فى قرارة أنفسهم، فهم يرفضون تقبيلهم أو احتضانهم عنوة». وذكرت أنها قررت أن توعّى أطفالها بهذه المسألة، بحيث يرفضون أى محاولة من الكبار لتقبيلهم دون رغبتهم، مضيفة أن ذلك السلوك مشين ويؤدى لأضرار، خاصة إذا تم ارتكابه مع طفل لا يستطيع التحدث.
وروت الكاتبة، التى تعيش فى مدينة بيدفوردشير بإنجلترا وأسست منصة للصحة العقلية والرفاهية، قصتها مع طفلها، قائلة إن ابنها جيمس، الذى يبلغ من العمر حاليًا ٩ سنوات، كان دائم التشبث بها حينما كان رضيعًا، وحين أراد بعض الأصدقاء معانقته أو تقبيله بدا شديد العزم فى رفض ذلك.
وأضافت أن الناس انتقدوا رغبة نجلها، وقالوا لها إنه بحاجة إلى تعلم كيفية الاندماج مع أشخاص آخرين، وإنها يجب أن تجعله يعتاد على ذلك، مشيرة إلى أنها فكرت قليلًا فيما يقوله الأصدقاء، ولم تقتنع، وخلصت إلى رفض أى محاولات لتقبيل نجلها أو احتضانه دون رغبته.
وأكملت: «عندما اقترب جيمس من عمر ١٢ شهرًا كان يعبّر عن عدم رغبته فى أن يحتضنه أو يحمله أشخاص آخرون، ومن الواضح أنه كان غير مرتاح لذلك الفعل من الأساس»، مردفة: «على مدار العامين التاليين بدأ فى التعبير عن نفسه أكثر، ربما لم يكن قادرًا على قول جملة مفيدة، ولكن صار يمكنه قول (لا) وإخبار الأشخاص بما لا يريده.. مع ذلك، تجاهل الآخرون رغبته، لأنهم اعتقدوا أنهم يعرفون أفضل منه أو أنه مجرد طفل». وتابعت: «عند هذه النقطة توقفت وصممت على أن أشرح وجهة نظر ابنى، وأن أضع قاعدة بأن موافقة الطفل على الأفعال واحترام رغباته هما الأهم، وليس ما يريده الكبار.. وفى المواقف المختلفة كنت أقول إنه لا يريد ذلك الفعل أو لا يشعر بالراحة تجاه ذلك الأمر، وهكذا».
وقالت إن ابنتها «أماليا»، التى كانت أصغر من ابنها «جيمس» بـ٣ سنوات، وكانت أقل تشبثًا بها من شقيقها وأكثر سعادة واستعدادًا للخروج إلى العالم، كانت هى الأخرى دائمًا تعارض تقبيل الناس لها، وكانت تقول دائمًا: «لا، لا أريد قبلات».
وأكدت أن الأمر كله يتعلق بموافقة الطفل ورغبته، وأن على الكبار احترام ذلك، حتى لو لم يستطع الطفل التعبير بالكلام، مضيفة: «يجب احترام نفور الأطفال من أى أفعال»، متابعة أنه من المهم حقًا تعليم الأطفال منذ الصغر، بحيث يفهمون ما يحتاجون إليه ويدركون كيف تكون ردود أفعالهم، وكيف يتم التعبير عن مشاعرهم، وكيفية إيصالها، لأن هناك الكثير من البالغين الذين لا يجيدون فهم ردود أفعال الأطفال، وهى أزمة لها تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والعقلية للطفل.