أظهر موهبته الفنية في سن صغيرة
فى ذكرى ميلاده.. سلفادور دالي تأثر بنظريات فرويد في التحليل النفسي
بين الواقع والخيال يقف سلفادور دالي بشاربيه المعقودين وعصاه الفريدة، ليخلق مزيجا من النرجسية والجنون والإبداع.
ويعد سلفادور دالي والذي تحل اليوم ذكري ميلاده، فقد ولد في مثل هذا اليوم من عام 1904 بأقليم كاتالونيا الأسباني، فهو أحد أغرب الشخصيات في تاريخ الفن العالمي، وصاحب أكثر اللوحات تميزا في عالم السيريالية، ويبقي أيقونة مجنونة لعدة قرون قادمة.
كان والد سلفادور دالي محاميا من الطبقة الوسطي، يتبع نظاما شديد الصرامة في تربية أولاده، وعلي العكس منه كانت والدته التي شجعت سلفادور دالي علي الانغماس في موهبته الفنية وشخصيته الغريبة.
كان سلفادور دالي عصبيا في تعامله مع أبويه والآخرين، ونتيجة لغرابة أطواره تعرض للاضطهاد والعدائية من قبل زملائه في المدرسة.
كان لــ سلفادور دالي أخا يكبره بحوالي تسعة أشهر اسمه “سلفادور” أيضا، لكنه توفي نتيجة مرض في الأمعاء الأمر الذي أثر في شخصية دالي، فغالبا ما كان يروي عن اصطحاب والديه له عندما كان في الخامسة من عمره لقبر شقيقه المتوفي قائلين أنه متجسد عن أخيه.
ــ محطات في حياته الفنية
أظهر سلفادور دالي موهبته الفنية في سن صغيرة، مما دفع والدته إلي تشجيعه، فبنت له استديو ومرسم فني، كان يرسم القوارب الشراعية والمنازل، وأقام أول معرض فني وهو في الرابعة عشرة، وعندما أصبح في السابعة عشرة انتقل إلي مدريد للدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة عام ١٩٢٢.
قضي سلفادور دالي بعضا من الوقت في الجامعة يختلق المشاكل ولم يكن كثير الاهتمام وغير جاد في دراسته، حيث كان يتميز بغرابة أطواره، من حيث ملابسه الغريبة التي كان يرتديها، وشعره الطويل المشعث. وبعد عام فقط طرد من الأكاديمية لقيامه بنقد أساتذته، ولتحريضه للطلاب علي القيام بأعمال شغب احتجاجا علي قرارات الأكاديمية الأستاذية. وفي السنة ذاتها أعتقل دالي وسجن لدعمه حركة الإنفصال.
عاد سلفادور دالي إلي الأكاديمية مرة أخري عام ١٩٢٦ لكنه فصل نهائيا، لاعتباره أن لا أحد في كليته مؤهل بشكل كاف لامتحانه.
بين عامي ١٩٢٦ و ١٩٢٩ نظم سلفادور دالي رحلات إلي العاصمة الفرنسية باريس، وقابل عدد من نخبة الرسامين، أمثال: بابلو بيكاسو والذي كن له دالي احتراما كبيرا.
رسم سلفادور دالي لوحات عكست تأثير “بيكاسو” عليه، كما قابل الرسام الأسباني “خوان ميرو” والذي ساهم في تقديم “دالي” إلي عالم السيريالية ، وتميز في تلك الفترة باعتماده الإنطباعية والمستقبلية والتكعيبية، واتربطت لوحاته بثلاثة مواضيع، وهي: عالم الإنسان والأحاسيس، الرمزيات الجنسية، والصور الإيدوجرافية. فكانت هذه أولي التجارب التي أوصلته إلي المرحلة السيريالية الأولي.
ــ تأثير فرويد علي أعمال سلفادور
كان سلفادور دالي قارئا شرها لنظريات المحلل النفسي "سيجموند فرويد"، الأمر الذي أنعكس علي لوحاته. حيث تعتبر كبري مساهماته في الحركة السريالية هي ما دعاه منهج أرتياد "الارتياض"، وهي تمارين طورها وصولا إلي اللاوعي من أجل تحسين الإبداع الفني.
وفي عام ١٩٢٩ وسع سلفادور دالي مسيرته الفنية ليصل إلي عالم صناعة الأفلام والسينما، تعاون مع “لويس بونويل”، علي صناعة وإخراج فيلمين ، هما “الكلب الأندلسي”، و“العصر الذهبي”. كما برز فنه بعد عدة سنوات في فيلم المخرج الأمريكي“ألفريد هيتشكوك” في التحليلي النفسي Spellbound.