«الجارديان»: بوتين يسعى إلى تجميل صورة حرب أوكرانيا أمام شعبه
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول خلال كلمته التي وجهها للشعب الروسي في ذكرى النصر في الحرب العالمية الثانية، أن "يُجمل صورة الحرب الروسية في أوكرانيا".
وأشارت الصحيفة، في مقال افتتاحي، إلى أن “بوتين حين أصدر القرار بشن العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا فى فبراير الماضى، كان ينوى أن تكون عملية سريعة وخاطفة بحيث يحتفل بانتصاره فى أوكرانيا مع احتفالات ذكرى النصر فى التاسع من مايو، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، فقد ألقت المشاكل التى يواجهها الجيش الروسي في أوكرانيا بظلالها على احتفالات ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية فلم تخرج بالشكل المعهود كل عام، فعلى سبيل المثال، خلت احتفالات هذا العام من عروض الطيران العسكري التي كانت القوات الجوية الروسية تقدمها فى الاحتفالات السابقة”.
وأضافت الصحيفة أن "القوات الروسية لم تتمكن حتى الآن من تحقيق انتصار مؤكد في أوكرانيا، واعتقد الكثيرون أن كلمة بوتين فى احتفالات ذكرى النصر هذا العام، سوف تتضمن الإعلان عن إجراءات تصعيدية جديدة فى أوكرانيا، ولكن حسناً فعل بوتين أنه لم يعلن عن أية خطوات تصعيدية، ولم يوجه تحذيرات للدول الغربية بشأن قدرات موسكو النووية، وخلت كلمته كذلك من إعلان حرب والذي كان سيقتضي استدعاء جميع قوات الاحتياط فى الجيش الروسي".
وتابعت "لكن بدلاً من كل ذلك، فقد استغل بوتين الفرصة لتجميل صورة الحرب فى أوكرانيا أمام الشعب الروسي، وتبرير العملية العسكرية هناك، بدعوى أن كييف تسعى لامتلاك أسلحة نووية وأن القوات الروسية في أوكرانيا تقوم بالدفاع عن مناطق دونباس والقرم من غزو قوات مدعومة من أمريكا".
وأشارت إلى أن "بوتين أوضح فى معرض دفاعه عن العملية العسكرية في أوكرانيا أن القوات الروسية تدافع عن أراض تنتمي إلى روسيا الأم كما فعل آباؤهم وأجدادهم في السابق.
وتضيف" أنه كلما طالت مدة الحرب في أوكرانيا، زادت التوقعات أن العقوبات المفروضة على روسيا سوف تؤدي إلى انكماش اقتصادي، قد يصل إلى 12 في المئة بنهاية العام الجاري، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى التوصل لاتفاق لفرض حظر على صادرات الغاز الروسية".
ونوهت بأنه فى الوقت الذى تزداد فيه شعبية الرئيس بوتين داخل روسيا حيث تشير استطلاعات الرأى إلى أن نسبة التأييد له تجاوزت 80 في المئة، مقارنة بالشهور السابقة، إلا أن القلق والخوف مازالا يسيطران على قطاع من الشعب الروسى بسبب الحرب فى أوكرانيا.
واختتمت الصحيفة المقال بالإعراب عن اعتقادها أن معارضة جانب من الشعب الروسي للعملية العسكرية الحالية قد لا يمثل أهمية ذات بال بالنسبة للرئيس بوتين في الوقت الحالي، ولكن مع استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا وطول مدة الحرب التي تستنزف الكثير من الموارد الاقتصادية، ستمثل معارضة الشعب الروسي لهذه الحرب مشكلة حقيقية للرئيس بوتين.