الخلايا الشمسية
السر الخلايا الشمسية.. رحلة مصر للمركز 77 عالميا في مجال الطاقة
رحلة طويلة قطعتها مصر في مجال الطاقة المتجددة لاسيما الخلايا الشمسية، والتي تسعى إلى إحلالها بديلًا عن الكهرباء، إذ تعتبر الطاقة الشمسية أحد أنواع الطاقة النظيفة، والتي يتم الاستعاضة بها عن الكهرباء.
وسعت مصر خلال السنوات القليلة الماضية إلى التوسع في ذلك المجال، من خلال بناء محطات للخلايا والطاقة الشمسية، لرفع معدل استخدام الطاقة النظيفة، ما أدى إلى قفز مصر معدلات غير مسبوقة في ذلك المجال على المستوى العالمي.
واتساقًا مع ذلك، أصدرت هيئة الطاقة المتجددة نشرتها الدورية الحادية عشر (NREAmeter) متضمنة رصد لأنشطة الطاقة المتجددة خلال الربع الثالث من العام المالي 2021/2022، والتي توضح تقدم الأعمال في مجالات الطاقة المائية، الشمسية، الرياح، والكتلة الإحيائية.
يأتي ذلك في إطار استراتيجية قطاع الكهرباء التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة وترشيد استخدام مصادر الطاقة التقليدية، وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة.
وقد تمكن قطاع الطاقة المتجددة في مصر من إحراز العديد من النجاحات، شملت التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر من مشروعات الطاقة المتجددة، وتتجاوز التقديرات الأولى لإجمالي إنتاجية المرحلة الأولى لهذه المشروعات من الهيدروجين الأخضر حاجز 1.5 مليون طن.
فيما تتخطى إجمالي كافة المراحل 5 ملايين طن، وهو ما يشير إلى تنافسية مصر في هذا المجال، وغناها بموارد طبيعية سواء من حيث سرعات الرياح المتميزة، ومعدلات سطوع الإشعاع الشمسي، وكذلك سواحل بطول 3000 كيلومتر على البحرين الأحمر والمتوسط، بخلاف البنية التحتية المتطورة.
وهناك مشاريع للطاقة الشمسية تم الانتهاء منها بالفعل والبعض الآخر جار العمل عليها، ففي الوقت الحالي اقتربت هيئة الطاقة المتجددة من الانتهاء من تنفيذ أحد أهم محطات الخلايا الشمسية في منطقة الزعفرانة لإنتاج كهرباء بقدرة 50 م.و، باستثمارات بلغت 700 مليون جنيه، إلى جانب محطة بنبان في مدينة أسوان والتي تبعد 35 كيلو متر عن شمال غرب المدينة، وتنتج 2000 ميجاوات من الكهرباء إذ تعتبر شبكة محطات فتضم 32 محطة شمسية تولد الكهرباء بقدرة 50 ميجا وات.
تضم بنبان 4 محطات طاقة شمسية تنتج تلك المحطات كهرباء تعادل 90% من الطاقة التي ينتجها السد العالي بموجب 1465 ميجاواط، باستثمارات نحو 1.9 مليار دولار، ويمول من مؤسسة التمويل الدولية بواقع 653 مليون دولار، والبنك الأوروبي للأعمار والتنمية بقيمة 500 مليون دولار.
ولم تكن بنبان هي محطة الطاقة الشمسية الوحيدة التي قامت مصر بإنشائها ولكن هناك مشروع مادس ببرج العرب والذي يعد الأكبر بعد بنبان، بطاقة 5 ميجاوات طاقة حرارية، و1 ميجا وات طاقة كهربائية، و250 متر مكعب مياه محلاة من المياه المالحة يوميًا.
ويستخدم في ذلك المشروع أحد التطبيقات التكنولوجية المتطورة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، كما أنه لا يخدم مصر فقط ولكن الدول العربية والقارة الإفريقية، وتوطين التكنولوجيا المتقدمة للمركزات الشمسية في مصر، بالإضافة إلى محطات سيمنز العملاقة ببنى سويف والعاصمة الإدارية الجديدة والبرلس، والتي تعد ضمن الاتفاق الحكومي بين مصر وألمانيا، بقدرة 14 ألف 400 ميجا وات، إذ تعمل المحطات الثلاثة بكفاءة توليد تصل لـ 65%.
ووصلت تكلفة المحطة إلى 2 مليار يورو بإجمالي 6 مليارات يورو للثلاث محطات، إذ تتكون كل محطة من 4 وحدات توليد، وتسهم في تلبية 20% من إجمالى استهلاك الكهرباء على مستوى الجمهورية.
وانعكست تلك المشروعات على مكانة مصر حيث أصبحت في المركز رقم 77 عالميًا خلال 7 سنوات فقط في مجال الكهرباء والطاقة بعدما كانت في المركز 145، وصنفت بأنها تمتلك أكبر تجمع لمحطات الطاقة الشمسية.