«طالب الأقباط بعودته للإذاعة وتبرع مخرج لعلاجه».. الأيام الأخيرة فى حياة الشيخ محمد رفعت
ولد الشيخ محمد رفعت في 9 مايو 1882 وافتتحت الإذاعة المصرية بصوته في مايو وودع الدنيا في 9 مايو 1950.
بدأ الشيخ محمد رفعت قراءة القرآن الكريم لينفق على أهله بعد رحيل أبيه، وهو لا يزال في التاسعة من عمره، وعُين في الخامسة عشرة من عمره قارئًا بمسجد فاضل باشا في درب الجماميز بحي السيدة زينب، وظل ثلاثين عامًا يرتل القرآن الكريم في هذا المكان دون تغيير.
وبقرب افتتاح الإذاعة المصرية في 31 مايو 1934 عرض سعيد لطفي باشا مستشار الإذاعة على الشيخ محمد رفعت أن يفتتحها، لكنه رفض لأنه كان يرى أن كلام الله لا يمكن أن ينقل ويذاع بجانب الأغاني التي تقدمها الإذاعة. بحسب جريدة "المصري اليوم" 2005.
ألح سعيد لطفي باشا وذهب الشيخ محمد رفعت إلى الشيخ السمالوطي أحد أعضاء هيئة كبار العلماء أبلغه أنه بعد الإذاعة الأهلية أنشأوا إذاعة لا سلكية يريدون منه أن يقرأ فيها القرآن لكنه أبلغهم برفضه فرد "السمالوطي"، أن قراءة القرآن حلال في الإذاعة.
ولم تسجل إذاعة القرآن الكريم شيئًا للشيخ محمد رفعت لذا عندما مرض لم تجد ما تذيعه بصوته، لكن زكريا مهران، أحد عمد الأرياف كان يعتز بصوت الشيخ "رفعت" كان يسجل له كل ما تقدمه الإذاعة، وحصل أبناء الشيخ على هذه التسجيلات منه ومن السيد خميس أحد التجار، ومن بعض المستمعين وبلغ عدد الأسطوانات التي تحصلوا عليها حوالي 278 أسطوانة بمدة 21 ساعة.
وقبل أن يصاب الشيخ "رفعت" بالزغطة ويتوقف صوته توقف هو عن القراءة للإذاعة عام 1939، لأن سعيد لطفي باشا رفع أجر الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي من 12 إلى 14 جنيهًا في التلاوة الواحدة، ولم يرفع أجر الشيخ "رفعت" ليساويه به.
غضب الشيخ "رفعت" ، توقف عن القراءة، فكتب المستمعون للإذاعة وكان من بينهم رسائل من مسيحيين يطالبون بسماع صوته وهو يقرأ سورة مريم، فعاد "رفعت" إلى الإذاعة بعد أن رفع أجره، وأصيب بالسرطان عام 1942.
في عام 1944، يوم الجمعة، كان الشيخ محمد رفعت يقرأ من سورة الكهف ولا مكان لقدم في مسجد فاضل، فانتابته نوبة الزغطة التي حاول مقاومتها وحاول الاستمرار في القراءة لكن حبس صوته.
واقترح الكاتب أحمد الصاوي أن يدشن اكتتابًا شعبيًا لعلاج الشيخ محمد رفعت، لكنه وعائلته رفضوا، ووقتها أرسل المخرج السينمائي محمد كريم تبرعًا بعشرة جنيهات، وأرسل لمجلة "المصور" خطابًا يقول فيه: "بعد التحية تأثرت وأنا أطالع في عدد المصور الأخيرة ما صار إليه حال الشيخ محمد رفعت، ومسألة علاجه فهل للمصور أن يتم جميله ويقبل مني هذا المبلغ الصغير ليكون فاتحة لتبرعات قرائه، مساعدة للقارئ الموهوب الذي طالما استمعت إليه الملايين وهو يرتل كلام الله بصوته الملائكي فينزل على قلوبهم سلامًا وهدى ورحمة؟.. ولكم مني خالص الشكر، مرفق طيه عشرة جنيهات.. محمد كريم 13/8/1949".