دراسة أوروبية: الإخوان أكثر جماعات الإسلام السياسى خطورة فى فرنسا
كشف المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن فرنسا تشدد إجراءاتها وترسانتها التشريعية للحد من النفوذ المؤسسي لجماعة "الإخوان" في إطار محاربتها التهديدات التي تمثلها التنظيمات المتطرفة في البلاد، مشيرة إلى أن السلطات الفرنسية انتقلت بالفعل من سياسة التصدي للتطرف إلى المعالجات الحقيقية لمنابع الإرهاب.
وقال المركز، في دراسة حديثة، إن هذا الاتجاه ينبع من اعتقاد الحكومة الفرنسية، المبني على الأدلة الملموسة، بأن جماعة الإخوان تحرض على الكراهية ونشر الفكر المتطرف في أوساط الجاليات المسلمة في فرنسا تحت مظلة الجمعيات والعمل الخيري ومنظمات الإغاثة وما شابه.
وأضاف أن الإخوان تعد أكثر جماعات الإسلام السياسي خطورة في فرنسا، كما أنها باتت أكثر خطورة من التنظيمات الإرهابية "الجهادية" المنتشرة حول العالم، مشيرًا إلى أن عمل الجماعة لا يزال يعتمد على التخفي والسرية وتتخذ من المساجد والمراكز الإسلامية واجهة لعملها، ما دفع الحكومة الفرنسية مؤخرًا إلى تشديد حملاتها للحد من توغل الإخوان، وتعزيز عمليات التفتيش المراقبة على أماكن العبادة والجمعيات المشتبه في دعمها أجندة جماعات الإسلام السياسي المتطرفة.
الترويج للأفكار المتطرفة
ووفقًا للدراسة، كشفت الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية أن جماعة الإخوان تستخدم المنظمات غير الحكومية المعترف بها من قبل الدولة للترويج للأفكار المتطرفة في البلاد، كما أنها تتسلل إلى المنظمات غير الهادفة للربح من خلال تقديم الدعم النقدي وتنصيب قادتها في مجموعات المجتمع الفرنسي، تحت ستار ما يبدو أنها منظمات غير حكومية تمثل مصالح مسلمي فرنسا.
ونقلت الدراسة عن مرشحة الرئاسة الفرنسية عن حزب التجمع الوطني مارين لوبان خلال مناظرتها مع إيمانويل ماكرون في 20 أبريل الماضي قبل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة الفرنسية، قولها "إن أيديولوجيا الإسلام السياسي في فرنسا تسببت في وقوع هجمات إرهابية"، وإشارتها بأن السياسة التي اتبعتها باريس ضد الإسلام السياسي لم تكن نافعة.
خطورة الإخوان في تلويث عقول الشباب
ولفتت إلى أنه في وقت سابق من الشهر الماضي أيضًا، حذّر رئيس منتدى أئمة فرنسا، حسن شلغومي، في حوار لمجلة "ماريان" الفرنسية، من خطورة جماعات الإسلام السياسي وفي القلب منها "الإخوان"، معربًا عن مخاوفه من تغلغل الجماعة في فرنسا ومحاولاتهم المستمرة لتلويث عقول الشباب المسلم ودفعه إلى التطرف الديني، حتى يصبح بعضهم إرهابيين.
ونقلت عن شلغومي قوله "جماعة الإخوان تحاول دائمًا الظهور في ثوب الضحية، متهمة الغرب برهاب الإسلام أو الإسلاموفوبيا، وتسعى لتضخيم تلك الظاهرة واستخدامها سلاحًا لتحفيز التطرف وإثارة الكراهية وتوليد ردود فعل عدائية ضد الحكومة الفرنسية؛ بسبب مواجهتها تيارات الإسلام السياسي المتشددة".
وتابعت: "تنبهت فرنسا مؤخرًا للخطر الكبير الذي تمثله جماعات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان، على المجتمع الفرنسي وذلك بعد تنامى العمليات الإرهابية في شتى أرجاء البلاد، والهجمات التي نفذها أفراد، أثبتت التحقيقات صلتهم بهذه الجماعات"، مشيرة إلى أن الجمعيات الخيرية الدينية التي تمارس نشاطًا سياسيًا أو تعمل لصالح هذه الجماعات خطر آخر على المجتمع الفرنسي.
منتدى الإسلام في فرنسا
وأشارت إلى إطلاق الحكومة الفرنسية في فبراير الماضي منتدى الإسلام في فرنسا (FORIF) ليكون بمثابة المحاور الرسمي بين الدولة الفرنسية ومواطنيها المسلمين، موضحة أن المنتدى يهدف إلى بدء "مرحلة جديدة في الحوار بين السلطات العامة والعقيدة الإسلامية"، ليحل محل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) وتصحيح بعض عيوبه، على وجه التحديد من خلال توسيع أصحاب المصلحة المعنيين، بدلًامن وجود هيئة مركزية واحدة.
وبينت أن هذا المنتدى يأتي في إطار قانون "مكافحة الانعزالية الإسلامية" الذي أصدره الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون، وتمت الموافقة عليه في البرلمان الفرنسي في فبراير 2021.