جبخانة محمد على باشا.. تقرير أمريكى يشيد بجهود مصر فى ترميم مصنع للأسلحة النادرة
أشاد موقع المونيتور الأمريكي في تقرير نشره صباح اليوم الثلاثاء، بجهود مصر في ترميم مصنع الأسلحة والبارود والذي يعود تاريخه إلى عهد محمد علي باشا، إذ جاء الترميم في إطار مشروع أوسع لتطوير المنطقة التاريخية للنهوض بالسياحة.
وقال الموقع إنه فى 24 إبريل المنصرم، أعلنت وزارة السياحة والآثار البدء فى أعمال ترميم مصنع البارود المعروف بـ"الجبخانة"، والذي يتكون من مستودع ومصنع أسلحة وذخائر يعود تاريخها إلى عهد محمد علي باشا، في اسطبل عنتر بالقاهرة.
وأشار المونيتور إلى أن المشروع جاء كجزء من خطة أوسع للحكومة المصرية لتطوير الأحياء التاريخية القديمة في القاهرة.
ولفت الموقع إلى بيان لمجلس الوزراء في أكتوبر 2021 ، قال فيه إن الخطة تتمثل في إعادة إحياء القاهرة القديمة عن طريق إزالة المباني العشوائية واستبدالها بوحدات سكنية، كما تتضمن الخطة بناء عدة مراكز تجارية وثقافية في المنطقة.
وأوضح الموقع أن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيرى، تفقد في 24 أبريل الماضى العديد من الآثار الإسلامية في القاهرة، بما في ذلك منطقة الجبخانة ، لمتابعة أعمال الترميم في المنطقة.
وأكد التقرير أن مشروع ترميم الجبانة يشمل إزالة الأوساخ المتراكمة نتيجة عوامل التعرية والعوامل الجوية، وإعادة الأحجار إلى حالتها الأصلية، وكذلك أعمال إزالة النفايات، والترميم المعماري الدقيق، واستكمال الكورنيش والأبواب الخشبية، وفقا لما نقله التقرير عن بيان وزارة السياحة والآثار.
ولفت التقرير إلى أن مصنع البارود يعتبر من الآثار القليلة في العالم من هذا النوع، وكانت الثانية التي بناها محمد علي باشا، الذي حكم مصر من 1805 إلى 1848، بعد أول مستودع أسلحة يقع في قلعة صلاح الدين والذي كان مقرا لحكم محمد علي باشا.
وأوضح أن السبب وراء إنشاء تلك الجبخانة هو اشتعال النيران مرتين فى المستودع الأول داخل القلعة، مما دفع ذلك محمد علي باشا إلى إنشاء مستودع آخر في الصحراء، بعيدا عن القلعة، لمنع وقوع حادث ثالث، وقام بحماية المستودع بأربعة جدران عالية.
وقال التقرير إن محمد علي باشا عمل بجد على إنشاء المستودع بعيدًا عن التجمعات السكانية في ذلك الوقت، ولم يتخيل أن المكان الذي اختاره كمخزن لأسلحة جنوده سيتحول بعد ذلك بقرون إلى ساحة مكب نفايات.
وفى السياق، قال عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة السياحة والآثار بجنوب سيناء، "إن ترميم الجبخانة يخدم عدة أغراض أولاً: حمايته وحفظه من التدهور باعتباره عائقًا نتيجة لظروف الطقس، وثانيًا دمجها على خريطة السياحة كنصب تذكاري ".
وتابع ريحان فى تصريحات لموقع المونيتور "الهدف الثالث من الترميم هو تسليط الاهتمام العلمي والإعلامي على أهمية المعلم ، والسماح للباحثين والمتخصصين بدراسته تاريخياً وأثرياً ومعمارياً وفنياً".
وأوضح ريحان أن ترميم الآثار الإسلامية بما في ذلك الجبخانة، يمهد الطريق للاستثمار في تلك المناطق الأثرية، مما يعود بفائدة كبيرة على الآثار ويسهم في تنميتها ، بالإضافة إلى تنشيط السياحة التاريخية وتطويرها في المنطقة الإسلامية المتنوعة.
ولفت ريحان إلى أن مستودع الأسلحة أنشئ عام 1829 كمخزن لذخيرة الكبريت والبارود، بعد حرائق متكررة في المخزن الأصلي بقلعة القاهرة عام 1819 ثم عام 1823.
وأشار ريحان إلى أن المستودع محاط بسور خارجي، مع وجود بعض الغرف خارج المبنى، متصلة ببعضها البعض بواسطة ممر تحت الأرض.
وقال ريحان "يبلغ ارتفاع الجدار 180 مترا، و 115 مترا، محاط بفناء واسع به آبار مياه مبردة لخفض درجة حرارة المكان، مضيفا أنه تم تصميم النوافذ والغرف أيضًا لمنع حرارة الشمس من المرور بضوء كاف لتجنب اشتعال البارود المخزن".
كما أكد محمد عبد اللطيف مساعد وزير السياحة والآثار الأسبق، والذي كان يرأس سابقًا دائرة الآثار الإسلامية بالوزارة، أهمية مخبأ البارود الذي كان مصنعًا ومخزنًا للذخيرة في عهد محمد علي باشا الذي أراد بناء جيش مصري قوي، كما أنشأ أول مدرسة عسكرية في مصر، وهي اليوم الأكاديمية العسكرية المصرية.
وتابع عبداللطيف في تصريحاته للموقع الأمريكي: "تم بناء مخزن الذخيرة والأسلحة بعيداً عن قلعة القاهرة التي كانت مقر الحكومة في عهد محمد علي باشا، بسبب الحرائق المتكررة التي اندلعت في المخزن الأصلي، والتي كان من الممكن أن تقتل شخصيات بارزة في ذلك الوقت ويمكن أن تعطي فكرة للمواطنين أن الحكم ليس بالترتيب داخل القلعة ".
وتعليقًا على ما إذا كانت ترميم المستودع ستسهم في جذب المزيد من السياح ، قال عبد اللطيف: "من المهم جدًا ترميم وتطوير مناطق الآثار الدينية، سواء كانت إسلامية أو قبطية أو يهودية، لكن ترميم المبنى وحده لا يكفي، حيث يجب إجراء عملية تجميل للمنطقة المحيطة به بأكملها إنها منطقة للطبقة العاملة، بها بعض الأحياء الفقيرة هنا وهناك بحاجة إلى إعادة تطوير".
وأكد عبداللطيف أن تطوير المناطق المحيطة بالمواقع الأثرية من أهم عوامل الجذب السياحي ، إضافة إلى ضرورة التسويق الجيد والترويج للمواقع الأثرية، لأننا نفتقد ذلك متابعا حديثه قائلاً: "لذلك ، فإننا لا نستفيد استفادة كاملة من تراث مصر الثقافي".