قتلته كلمة.. ذكرى ميلاد فارس الشعر العربي صلاح عبد الصبور
تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، أحد أبرز رموز الشعر العربي الحديث، وأحد أبرز مجددي المسرح الشعري فى عالمنا العربي، ولد فى مثل هذا اليوم 3 مايو من عام 1931م.
يعد عبد الصبور أحد الذين أضافوا إلى الشعر العربي الحديث عبر تجربته الشعرية، والتي لم تكن مجرد انتقال من الشعر العمودي إلى التفعيلة بل كانت نقله من الغنائية المفرطة إلى الدرامية.
قال عنه نعمان عاشور "ترك بصمات لن محى على مسار الشعر العربي المعاصر، ومسرحي ورائد التجربة، باكر النضج، وله في هذا المجال الجديد إنتاجه المتفوق البارز، وليس في مقدوري أن أحدثكم على شعره، على الرغم من أنني من أشد الناس إعجابا به ، وفي وحفاوة وهو نفسه كان يعرف في ذلك الشغف بقصائده.
وفي موضع آخر أشار نعمان عاشور إلى أن صلاح عبد الصبور يختلف عن كثير من الشعراء المعاصرين الآخرين الذين تقف بهم طاقاتهم عند حدود الارتكان على الموهبة وحدها. نعم، كان صلاح يميل إلى الانفراد والعزلة، والأمل والعيش مع شياطين الشعر كما يقال، ولكنه لم يكن يخطف رؤياه، أو يبلورها حول عموميات الفكر السادئد العابر، وإنما كان يستمد مكونات رؤياه من صلب ما يزود به نفسه دائما من معارف مقروءه وممارسات حية. ومن اجل ذلك لم تهتز شاعريته حتى النهاية.
لفت الناقد والأكاديمي أحمد مجاهد إلى أن عبد الصبور كان مسرحيا من الدرجة من الأولى، على معرفة ودراية بلغة المسرح، يهتم بشدة بالإرشادات المسرحية، بمعنى أنه كان يكتب للمخرج كل ما يراه من تفاصيل من ملابس وديكور.
بعت نفسك بمليم الكلمة التى قتلت عبد الصبور
روت الكاتبة سميحة غالب عن زوجة الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور تفاصيل الليلة الأخيرة في حياة صلاح عبد الصبور، ذلك عبر حوار اجرته مع مجلة الدوحة بعددها رقم 8.
وقالت إن كلمة كانت السبب في قتله، مستشهدة بتقرير الأطباء الذي يوضح أن جلطة داهمته في الشريان التاجي نتيجة انفعال داخلي جاءه بعد فترة إجهاد، وتابعت: "الكلمة القاتلة قالها رسام مصري معروف الاسم في الجلسة التعسة في اليوم الأخير من حياة صلاح".
“لقد بعت نفسك بمليم”.. هكذا قال الرسام لصلاح عبد الصبور بالحرف الواحد، في منزل أحمد عبد المعطي حجازي، أثناء الاحتفال بعيد ميلاد ابنته.
وأضافت "طلبت من الرسام في ذروة الانفعال، أن يعطيني ورقة مكتوبة في 3 أسطر، يذكر فيها بعضًا من مواقفه الوطنية الشريفة، ولكن الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور وضع يده على كتفي قائلا: "كوني قوية يا أم مي"، وردد هذه العبارة أكثر من مرة، وكانت هي آخر كلماته لي".