في ذكرى رحيله.. «ليوناردو دافنشي» العابر من عصر النهضة للمستقبل
الفنان ليوناردو دافنشي، أحد أبرز رموز عصر النهضة، والذي تحل اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل في مثل هذا اليوم 2 من مايو 1519 م، فقد كان فنانًا موسوعيًا، فإلى جانب احترافه الفن كان مهندسًا، وعالم نبات، وجيولوجيًا، وموسيقيًا، ونحاتًا، وفي التقرير التالي نرصد سيرة دافنشي من الفن للهندسة.
قال ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق عن ليوناردو دافنشي: إن كل ما بلغه رواد فن التصوير في مستهل عصر النهضة أمثال جوتو وما زاتشيو في تمثيل القيم اللمسية، وكل ما حققه فر أنجيليكو وفرا فيليبو في مجال التعبير، وكل ا ابتكره بولا يولو في صعيد الحركة وفيركيو في في استخدام الضوء والظل =، كل ذلك قد تمثله ليونارد وزاد عليه، عمليا عن موهبة لا عن تجربة شأن غيره.
وفي موضع أخر أكد عكاشه على ان “ليوناردو دافنشي” هو الفنان الوحيد الذي يمكن أن يقال عنه بأمانة وصدق أن ليس ثمة شيء مسته يداه لم يتحول إلى جمال باق سواء أكان رسام قطاع لجمجمة أو بنية لنبتة من الأعشاب أم دراسة لمجموعة من العضلات، فهو باحساسة العميق بالخط والأضواء والظلال جميعا دون قصد إلى قيم ناطقة بالحياة.
سيرة ليوناردو دافنشي لا تتوقف عند ما قدمه من لوحات وجداريات فنية ما زالت خالدة، بل أنه تجاوز ذلك ليكون الفن أحد أدواته في سلك طرق أخرى فهو المهندس والجيولوجي والموسيقي الفنان، وتشير سيرته إلى أنه أحد أذكى البشر فشغفه الدائم للمعرفة والعلم كانت حاضرة حتى وقتنا الراهن.
ترك ليونارد دافنشي مذكرات في خمسة آلاف صفحة تضم كثرة من الرسوم التخطيطية تجاوز الآلاف، وكثرة من الأفكار في محتلف أنواع العلوم عن الإنسان والطبيعة والآلات جاءت سابقة لعصرها ، وتتميز بتعمقة كنه الطبيعة نبا وجماد وحيوانا للكشف عن اسراراها .
كان خيال ليونارد دافنشي كاشفا للمستقبل ففى عصر النهضة يرسم دافنشي جناج الطائر على أنه عدة إنسان المستقبل ليحلق به في الفضاء ، واضعا لكل جناج حدودة التى تتنفق والإنسان نسجا وحجما، ورسم مظله يهبط بها الانسان من اي علو ، رسمها كالخيمة شكلا وحدد ما ستكون عليه.
بلغ علم ليوناردو في الهندسة أن كتب رسالةً في عام 1482 إلى دوق ميلان لودوفيكو سفورزا يخبره بأنه قادرٌ على تصنيع كل أنواع الآلات القادرة على حماية المدينة وحصار المدن. وعندما هرب من ميلان إلى البندقية في عام 1499، عمل كمهندسٍ وبنى نظامًا متحركًا من المتاريس لحماية المدينة أثناء الهجوم عليها. كما صمم مخططًا لتحويل مسار تدفق نهر أرنو في عام 1502 وهو مشروعٌ عمل عليه نيكولو مكيافيلي أيضًا.
الموناليز والعشاء والأخير
تعد لوحة الموناليزا اللوحة الأكثر شهرة وذيوعا في العالم كله، وليست هناك لوحة في العالم شغلت إعلامه وكتابه ومثقفيه مثلما حدث مع لوحة الموناليزا ليوناردو دافنشي.
قد يرجع ذلك إلى أن دافنشي اشتغل على تجسيد الجمال الإنساني والطبيعة بحيث أبدع في الفلسفة والرياضيات، ومنه عرف التصاميم الهندسية في الإعمار وفي صناعة الآلات.. ومن أبرز إنجازاته هي لوحة الموناليزا والتي تجمع جميع الملامح المتناقضة في صورة واحدة.
في اللوحة التي أبدع فيها دافنشي، وهي اللوحة التي رسمت على جدار غرفة الطعام بكنيسة سانتا ماريا ديلي غراسي في ميلانو، بأمر من أمير ميلان "لودفيكو لودوفيكو سفورزا".
وتعد لوحة العشاء اللوحة الأكثر شهرة لليوناردو، وقد رسمها في العقد الأخير من القرن الخامس، والعشاء الأخير يمثل الوجبة الأخيرة التي شاركها يسوع مع تلاميذه قبل أسره وموته، وتظهر اللحظة التي قال فيها يسوع للتو "واحد منكم سيسلمني"، والذعر الذي سببته هذه العبارة، وأخذت لوحة "العشاء الأخير" شهرتها وذيوعها نتيجة عبقرية ليوناردو دافنشي في تقديم لوحة حية تمثل فيها حركة وحوار مقيم "بين المسيح وتلاميذه".