اقتباس عناوين الأعمال الإبداعية.. حظ سىء والعبرة فى المتن
ظاهرة اقتباس العناوين في عالم الإبداع وتحديدا الرواية العربية هى ظاهرة قديمة ومتكررة، وقد ظهرت بداياتها في أربعينيات القرن الماضي، وجاءت عبر اقتباس الكاتب عز الدين عيسى لعنوان "قصة العسل" من ألبرتو مورافيا.
ظلت الظاهرة تطل برأسها من وقت لآخر، ففى عام 2007 أصدر الكاتب الروائي محمد البساطي آخر أعماله رواية "جوع" وهي نفس العنوان ذاته للروائي كنوت همس، والتى صدرت في مطلع عشرينييات القرن الماضي.
الأمر لم يتوقف عند الرواية فقد طار إلى القصة وأصدر الكاتب الروائي والقاص أحمد مجدي همام مجموعته القصصية “الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة”، وهي إحدى الجمل الشهيرة والتى وردت في قصة وسم السيف لبورخييس، أما في مجال الكتب في العموم فقد أصدر الكاتب الروائي والناقد محمود الغيطاني كتابًا بعنوان "اللامنتمي" وهو أحد أشهر الكتب لكولن ولسن.
نهلة عبد السلام: أمر مقبول مادام لا يتجاوز العنوان
تقول الكاتبة الروائية نهلة عبد السلام، فى تصريحات لـ"الدستور"، إن "اقتباس العناوين قد يصبح مقبولًا مع بذل قليل من المجهود فى تجويده وتطويعه ليتناسب مع محتوى العمل.. المشكلة أن يكون بغرض استغلال ما حققه من شهرة.. وهو ما أنتهجه بعض صناع السينما والدراما بإطلاق أسماء أغانى لها جماهيرية على أفلامهم ومسلسلاتهم.. بعضها خرج رديئًا ومحتواه لا يمت بصلة للعنوان.
وتتابع عبد السلام: "وآخر نجح بدرجة فائقة مثل مسلسل (أهو ده اللى صار) لعبد الرحيم كمال.. وأغنية سيد درويش.. مسلسل (ونحب تانى ليه) لعمرو محمود ياسين.. مقطع لأم كلثوم بتصرف.. مع الروايات الأمر قد يكون توارد أفكار.. بمعنى أنه فى ذات التوقيت قد يصدر عملان بعنوانين متشابهين.. ربما لأن حتى الكتابة صارت تواكب التريندات ومثلها كالأزياء موضة الموسم.. وقد يغفر المحتوى الاقتباس.. أو يوصم الكاتب بالنقل أو إعادة تدوير منتج الغير. أو تجعل منتجه فى مقارنة ومواجهة مع عمل سبق وأثبت جدارته.. وغالبا لن تكون فى صالحه.. وثمة شبهة كسل أو استسهال قد تلتصق به.. ومجهود صفحات قد تضيعه جملة".
وتلفت عبد السلام إلى أن روايتها الجديدة عنوانها "صاحب العمر القصير" وقد يبدو واضحا التناص مع رواية صاحب الظل الطويل لللروائية الأمريكية "جين ويبستر".
عزة سلطان: حظ سيء والعبرة بالمتن
ومن جانبها تلفت القاصة والروائية عزة سلطان إلى أن “اقتباس عناوين ليس بالضرورة أن يكون الكاتب الذي اقتبس عنوان عمل ما هو محدود للخيال، أحيانا الكاتب خياله بيكون واسع جدًا، لكن لا يجد ما يعبر عنه غير جملة معينة أو اسم معين، لكن لسوء حظه أن هذه الجملة أو العنوان سبقه فيه كاتب تاني”.
وتضيف أن العبرة بالمتن بما يتضمنه العمل من رؤية وعوالم وأجواء، أما أن يكون الاقتباس في المحتوى والمتن فهذا يعني فقر.