الشرقاوي: نسعى لتوحيد جهود القطاع الخاص لاستدامة الأمن الغذائي الأفريقي
اختتمت فعاليات المؤتمر الزراعي الأفريقي الثاني تحت عنوان "استدامة الأمن الغذائي الأفريقي"، والذي نظمتة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، برئاسة دكتور يسري الشرقاوي، وقد أدار المؤتمر السيد "دانيال موتشوان"، ممثل ومدير مكتب الجمعية بجنوب إفريقيا.
وحضر الحدث نخبة من الخبراء المتخصصين من مختلف دول القارة السمراء، من بينهم الأستاذ الدكتور "محمد عادل الغندور" رئيس لجنة الزراعة بالجمعية، الدكتور "إسلام الفاضلي" أخصائي زراعة بالمكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا (الفاو).
وشارك في المؤتمر الدكتور "سليمان رامابو" رئيس كلية علوم الحيوان والعلوم البيطرية في جامعة بوتسوانا للعلوم الزراعية، والسيد "مارسيل بروسبر باكاك" الرئيس التنفيذي لشركة PHYTEL CONSULTING والمدير السابق لوزارة الزراعة والتنمية الريفية في الكاميرون، والسيد "كاكل مبومب" جامع تمويل واستراتيجي في الاتحاد الوطني لرواد الأعمال الشباب في الكونغو في قطاع الأعمال التجارية الزراعية.
كما شارك بالمؤتمر أيضًا جوزفين فافر" رئيس الرابطة الأفريقية للزراعة العمودية – بسويسرا، و "زانديل كومالو" مؤسس HyHarvest (Pty) Ltd والشريك المؤسس لشركة Neighbor Roots (Pty) Ltd - جنوب إفريقيا.
وناقش المؤتمر عدد من الأبحاث العلمية والأوراق ذات الصلة بالزراعة، وأمن وسلامة الغذاء، وصحة النبات والحيوان، وسبل تعزيز الزراعة الحيوية، إلى جانب رؤى وأفاق ومشروعات السياحة الزراعية، وتأهيل الشباب للعمل بالزراعة، والاستفادة من موارد دول حوض النيل في إنتاج المحاصيل الزراعية.
وتحدث خلال مؤتمر استدامة الأمن الغذائي الأفريقي هذا العدد الكبير من المتحدثين المتخصصين في مجال الزراعة من جميع الدول الأفريقية، حيث قدموا رؤى متنوعة لأخر مستجدات الزراعة الأفريقية، وأفضل الممارسات في مجالات الزراعة والأمن الغذائي.
وعُقد المؤتمر تحت عدة أهداف منها بناء العلاقات الزراعية والاقتصادية عبر القارة، وعرض لتجارب الاستثمار الناجح في مجال الزراعة الأفريقية الحديثة، ورفع مستوى الوعي حول الزراعة المستدامة والأمن الغذائي الأفريقي، وتحديد الفرص الاستثمارية وجذب المستثمرين الأجانب المحتملين من القطاع الخاص في قطاع الزراعة، ودعم معدلات الأمن في ظل التحديات الحالية.
واستعرض "دانيال موتشوان"، خلال كلمته الافتتاحية، أفاق وفرص تطوير قطاع الزراعة، وشدد على أهمية الشراكات والتعاون من أجل تحقيق الأمن الغذائي المستدام في أفريقيا، كما أكد على أهمية زيادة حجم التجارة البينية بين دول القارة، وأن هذا له دور هام في استدامة الأمن الغذائي.
وأعرب الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، عن سعادته باستضافة الجمعية لنخبة متميزة من صناع القرار والباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال الزراعة، مؤكدًا أن مخرجات المؤتمر سيكون لها دورًا فعالًا في تطوير الزراعة الأفريقية، واستدامة الأمن الغذائي في المنطقة.
وأكد الشرقاوي أن تسليط الضوء على تجارب الزراعة الأفريقية، والزراعة الحيوية في القارة، يساعد على مواجهة تحديات قطاع الزراعة الأساسية، ويسهم في تلبية متطلبات زيادة الإنتاج، وتحسين جودة الإنتاج الحيواني والزراعي، وحل مشكلات الأمن الغذائي في القارة فلا يمكن أن يتصور أحد أن القارة التي تمتلك ٦٠٪ من مساحة الأرض الصالحة بالعالم للزراعة وبها كافة مدخلات الإنتاج يمكن أن تعاني، بل أن التحديات الأخيرة تؤكد أن إفريقيا هي سلة الأمن الغذائي العالمي وعلى القطاع الخاص التحرك في هذا الاتجاه.
وافتتح الدكتور محمد عادل الغندور، رئيس لجنة الزراعة بالجمعية، العروض بموضوع "تقنية النانو في الزراعة"، وتركز تلك التقنية على مجالات متنوعة من الآداء الحديث بينهم: الزراعة، والبيولوجيا، والنفايات، والمنسوجات، والأغذية، والهندسة، وأكد على قيمة التقدم التكنولوجي في الزراعة، مشددًا على أن استعراض التجارب التكنولوجية في الزراعة، يسمح لنا برفع مستوى القطاع الزراعي بجميع محاوره في القارة السمراء.
وشارك الدكتور "إسلام الفضالي" عرضًا تقديميًا مثيرًا للاهتمام حول "عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية"، الذي يتم تنفيذه حاليًا في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، وينشر تدريجيًا في بلدان أخرى، وأكد أن "غامبيا" تتصدر قائمة دول إفريقيا التي نفذت هذا المشروع.
وخلال المؤتمر، شارك جميع المتحدثين نماذج أعمال ناجحة للغاية، وهي ليست مؤثرة في مجالاتهم فقط، بل قابلة للتطوير والاستدامة.
وقالت زانديلي كومالو، من أبرز المتحدثين في هذا الموضوع، حيث عرضت تجربتها في إنشاء مزارع مائية على أسطح مراكز التسوق وتزويد المطاعم بالخضروات الطازجة يوميًا، وناقش المقدمون فرص استخدام الطعام كأدوية وعلاجات صحية وغذائية وامر يستدعي تطوير منظومة الصحة العامة عبر الاهتمام بالغذاء.
وثمن المشاركون دور الرابطة الأفريقية للزراعة العمودية، والتي توفر استدامة الأمن الغذائي خاصة في المناطق الحضرية، حيث يكافح الناس من أجل زراعة الأراضي لإنتاج الغذاء، كما تتيح الرابطة تبادل الأفكار والخبرات الاقتصادية والزراعية بما يعود بالنفع على القارة السمراء.
واختتم الشرقاوي المؤتمر، مؤكدًا على ضرورة معالجة التحديات التي تواجه قطاع الزراعة، واستغلال الأدوات الحديثة؛ لضمان الأمن الغذائي، وتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية، والنظر في تآزر السياسات وتغيير أنماط الغذاء في أفريقيا، وشدد على انفتاح جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة للعمل مع جميع رواد الأعمال الزراعيين، وتوفير الدعم الذي يحتاجونه لتوسيع نطاق أعمالهم.
وتلخصت توصيات المؤتمر حول ضرورة توفير الدراسات والمعلومات وجهات التمويل للقطاع الخاص حتى يتم تحرك استثمارات القطاع الخاص في الزراعة في القارة، كذلك دعوة الشركاء الاستراتيجيين للجمعية من أكاديميات وجامعات ومراكز بحثية لتحديد نوعية المحاصيل الزراعية المطلوبة والجيدة الانتاج لو ضعها على رأس القائمة أمام الباحثين عن فرصة عمل في قطاع الزراعة، والتوصية الأهم في هذا المؤتمر هو دعوة كافة الحكومات والمنظمات والاتحادات ومنظمي السياسات لبحث إيجاد سياسات زراعية متكاملة تضمن تحسين مستوى دخل المزارع الإفريقي وتكون قادرة على القضاء على الفقر وتضمن التعويض المناسب للدخل حتى نحدث حالة جديدة من مشاركة قطاع الزراعة بمعدلات جيدة في الناتج المحلي الإجمالي الإفريقي.