دروس الهولوكوست.. كيف أحيت إسرائيل ذكرى المحرقة النازية؟
تحيي إسرائيل اليوم الخميس ذكرى الهولوكوست (المحرقة النازية )من خلال فعاليات مختلفة ستجري خلال ساعات اليوم، ما بين إضاءات شموع الذكرى ومراسم وضع إكليل الزهور، ومسيرات، بالإضافة إلى مراسم تأبين فعاليات، مع حقيقة تضاؤل عدد الناجين من المحرقة الذين ما زالوا على قيد الحياة.
فعاليات إحياء الذكرى
انطلقت صافرات الحداد على مدار دقيقتين الساعة العاشرة صباحا، وبعدها بدأت مراسم وضع أكاليل الزهور في النصب التذكاري في متحف المحرقة "ياد فاشيم"، كما قام رئيس الكنيست ميكي ليفي مع رئيسة البرلمان الألماني بوندستاغ بإضاءة شموع الذكرى في الكنيست.
وفي الساعة الـ11 من صباح اليوم أقيمت في ردهة "شاغل" في الكنيست المراسم الرسمية "لكل انسان يوجد اسم"،وتم خلاله قراءه علنية لأسماء ضحايا المحرقة، ويتم خلاله إضاءه 6 شموع ذكرى من قبل 6 أعضاء كنيست، من أجل 6 ملايين يهودي قتلوا في الهولوكوست.
وفي الخامسة والنصف عصراً ستنظم وقفة حركات الشبيبة في متحف "ياد فاشيم" ، وفي الساعة الثامنة مساء يختتم الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ فعاليات يوم ذكرى المحرقة، بإلقاءه كلمة.
بينيت: تعلمنا الاعتماد على أنفسنا
من جانبه علق أرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس الأربعاء على ذكرى الهولوكوست قائلاً، أنه "حتى حروب اليوم الأكثر خطورة لا يمكن مقارنتها بالهولوكوست" مضيفاً أن "الدرس الذي يجب تعلمه من الهولوكوست هو "الاعتماد على أنفسنا فقط. أن نكون أقوياء ولا نعتذر أبدًا عن وجودنا أو نجاحنا".
وأضاف قائلاً:"الهولوكوست حدث غير مسبوق في تاريخ البشرية. أتحمل عناء قول ذلك لأنه على مر السنين تمت مقارنة المزيد والمزيد من الأحداث الخطيرة بالهولوكوست".
وأشار بينيت إلى أنه "لا يوجد حدث في التاريخ ، مهما كان قاسيا، يمكن مقارنته بتدمير يهود أوروبا على أيدي النازيين والمتعاونين معهم" واضاف "إن بناء دولة إسرائيل، الدولة اليهودية في أرض إسرائيل، هو انتصار على أولئك الذين كانوا يسعون إلى تدميرنا. دعونا نتمسك جميعا بهذا الأمر".
و شدد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ على أهمية نقل ذكرى المحرقة إلى الجيل القادم، قائلاً إن “التزام الدولة اليهودية تجاهكم أقوى من أي وقت مضى. أنتم عمود النار”.
فيما شاركت رئيسة البوندستاغ (البرلمان الألماني) باربل باس أمس الأربعاء في مراسم إحياء "يوم المحرقة" في الكنيست، وهذه هي المرة الأولى التي تشارك بها شخصية ألمانية كبيرة في هذه المراسم في الكنيست.
ووقعت الرئيسة في كتاب الزوار الرسمي للكنيست وكتبت إن "إسرائيل وألمانيا اصدقاء حقيقيين وأنا ممتنة لذلك، انا اعتبر دعوتكم لي للمشاركة في مراسم احياء ذكرى المحرقة ، احني رأسي بتواضع أمام المعاناة التي لا يمكن تصورها لضحايا جرائم الانسانية التي نفذتها المانيا، دروس المحرقة تلزمنا عدم الافساح لمعاداة السامية، مسؤولية ألمانيا لم تنتهي، نحن نقف إلى جانب إسرائيل".
مساعدات للناجين
وفي ذات السياق، نشرت هيئة حقوق الناجين من المحرقة في وزارة المساواة الإجتماعية الإسرائيلية معطيات جديدة اتضح خلالها أن 161,400 من الناجين من المحرقة والانتهاكات المعادية للسامية يعيشون في إسرائيل.
وذكرت أن متوسط عمر الناجين من المحرقة هو 85.5 عاماً، فيما تجاوز 31,500 منهم جيل التسعين، وأكثر من 1000 تجاوزوا جيل الـ100، في العام الماضي توفي 15,553 من الناجين والناجيات، أي أن معدل الوفيات بينهم 42 يومياً.
وبحسب المعطيات، فإن 63% من الناجين المعروفين لدى الهيئة من مواليد أوروبا، من بينهم 37% من مواليد رومانيا 12% ويليهم 5% من مواليد بولندا، و2.7% من مواليد بلغاريا، و1.4% من مواليد هنغاريا، ومن ألمانيا 1.4%، أما من فرنسا وتشيكوسلوفاكيا بلغ عدد الناجين 1%.
في حين أن 18.5% من الناجين هم من يهود المغرب والجزائر، و11% من يهود العراق بالإضافة إلى 7% من ليبيا وتونس.
يحصل الناجون الآن على راتب شهري يتراوح بين 2254 شيكل و 6412 شيكل، كما أن هناك 15,300 ممن يعتبرون من ذوي الدخل المنخفض ويتلقون مخصصات شهرية إضافية يمكن أن تصل إلى 11,729 شيكل.
خلال العام الماضي، تم منح إعفاءات من تكلفة الأدوية بلغت قيمتها 373 مليون شيكل، وغطى مبلغ 673 مليون شيكل خدمات رعاية المعيشة وتم تخصيص مبلغ 128 مليون شيكل آخر للعلاجات والمعدات الطبية.