المسار الصحيح.. مصر تتبع نهجا جديدا لأمن المياه لمواجهة تغيرات المناخ
سلط الدكتور ثيودور كاراسيك، مستشار أول لشركة "جولف ستيت انلايتيسز التي تتخذ من واشنطن العاصمة الأمريكية مقرا لها، الضوء على جهود مصر لإدارة المياه، مؤكدا أنها تسير على الطريق الصحيح.
وقال في مقاله المنشور على صحيفة "آراب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية، إن برنامج المياه والتغير المناخي في مصر قد بدأ بشكل جدي.
وأشار إلى أن مشاريع المياه في البلاد جذبت الانتباه العالمي، حيث تحاول مصر اتباع نهج جديدة لأمن المياه والموارد كجزء من محاولاتها لمعالجة تغير المناخ.
وأضاف أن مصر تستضيف قمة المناخ "كوب 27" هذا العام، لذا تستفيد القاهرة من هذه اللحظة المهمة، وهذا العامل هو سبب بدء مشاريع المياه والري بشكل جدي في الوجه البحري.
وكان الرئيس الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر هذا الشهر، توجيهات بتوسيع تطبيق ونشر نظام الري الحديث للأراضي الزراعية على مستوى الجمهورية، بسبب سرعة تنفيذه وترشيد المياه، وتتلقى طرق الري المصرية أيضًا دفعة من الخبراء المطلعين.
وأكد كاراسيك أن هذا التحول نحو أنظمة الري الحديثة، وكذلك التطورات في المشروع القومي لتطويق آلاف الكيلومترات من القنوات، هي مشاريع كبرى.
وأضاف أن مشروع خط القنوات بمحافظة سوهاج يعتبر من أهم المشاريع في الدولة حيث يهدف إلى ضمان عدم إهدار المياه، وتم اصطفاف حوالى 212 قناة بطول إجمالي 640 كم فى المقاطعة.
وأوضح أن مصر تمتلك بالفعل خمسة خزانات مياه جوفية متجددة وغير متجددة، ويعتبر نظام خزان الحجر الرملي النوبي، الذي يخدم ليبيا والسودان وتشاد ، الأكبر في العالم حيث تبلغ مساحته حوالي 2.2 مليون متر مربع.
وأشار كاراسيك الى ان نظام خزان الحجر الرملي النوبي شهد انخفاضًا في مستواه بسبب إنشاء ليبيا للنهر الصناعي العظيم في عهد معمر القذافي، ولكن مع العلاقات الجديدة لمصر مع ليبيا ، قد يتم حل الضغط على طبقة المياه الجوفية هذه من خلال جهود إدارة المياه والري.
وأضاف أن القاهرة تسعى الآن إلى مزيد من التعاون مع البلدان الأفريقية الشقيقة في مجال الري، تركز هذه الجهود المشتركة على حفر آبار المياه الجوفية ، وتطوير المجاري المائية ، وتجهيز المراكز المتخصصة للتنبؤ بالمطر ، وإعادة تأهيل الموانئ ، وبرامج التدريب للسكان المحليين.
وتابع أن هناك أيضا خطة لربط بحيرة فيكتوريا مع البحر الأبيض المتوسط محاولة لتعظيم الاستفادة من الملاحة النهرية وزيادة التجارة، ستساعد هذه الجهود في معالجة تغير المناخ وتعزيز استضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين في نوفمبر.
وأوضح كاراسيك أن تطوير سد أسوان يعد أحد الأهداف الرئيسية الأخرى للسياسة المصرية فيما يتعلق ببرامج تغير المناخ، حيث يساعد بنك التنمية الألماني في تمويل اتفاقية بقيمة 28.3 مليون دولار للمرحلة الثانية من إعادة تأهيل محطات الطاقة الكهرومائية في محافظة أسوان، ويهدف المشروع إلى إحلال وتجديد محولات محطات المياه في المحافظة لزيادة كمية الكهرباء التي تولدها.
وتابع ان الحكومة المصرية تعمل أيضًا على تحسين محطات معالجة مياه الصرف الصحي في الوجه البحري للمساعدة في تعويض فقدان المياه في البلاد.
وأوضح أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي الجديدة في الساحل الشمالي تهدف إلى استصلاح الأراضي للزراعة في دلتا النيل باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، حيث تم الانتهاء من إجمالي 26 في المائة من المشروع حتى الآن.
وأكدت الصحيفة أنه تم افتتاح محطة بحر البقر، وهي أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في العالم، في بورسعيد في سبتمبر 2021. لكن محطة الساحل الشمالي ستكون أكبر، حيث يحول كلا المشروعين المياه عالية الملوحة ومياه الصرف من مشكلة إلى تطوير فرصة.
وأكد كاراسيك أنه بشكل عام، تحرز مصر تقدمًا في برنامج الأمن المائي لأنه لا توجد خيارات أخرى لإصلاح نظام إمدادات المياه بطريقة منطقية، وسيؤدي القيام بذلك إلى مساعدة البلاد على تلبية متطلباتها الزراعية، حيث يتم دمج الأمن الغذائي في أحدث التطورات في إدارة المياه.