الاعدام شنقا
حكمت المحكمة: الإعدام لأم وزوجة أب قتلا 3 أطفال عمدًا فى «مذبحة الضراير»
قضت محكمة جنايات شمال القاهرة الأربعاء، بالإعدام للأم وزوجة الأب بتهمة قتل أطفال الأولى الثلاثة وزوجيهما الذي فارق الحياة داخل محبسه في القضية المعروفة بمذبحة المرج.
◘ غيرة ضرّة
3 سنوات مرّت على اكتشاف أبشع جريمة قامت خلالها أم بإغراق أطفالها الثلاثة وإذابة أجسادهم بمادة كاوية "البوتاس" إرضاءّ لزوجها وضرتها العاقر التي انتابتها الغيرة لعدم قدرتها على الإنجاب، بينما أنجبت ضرتها 3 أطفال، فاشترطت على زوجها أن يتخلص من أطفاله مقابل أن يكون من صاحب الأملاك "ميكروباص وشقة" فسيطرت رغبة الثراء على الزوج الذي أجبر زوجته الثانية على قتل أطفالهما إرضاءً لزوجته الأولى والحصول على أموالها.
◘ بداية الحكاية
الجريمة التي مر عليها فترة كبيرة ولم يتم اكتشافها بدأت خيوط الكشف عنها عندما عرض د.محمد الباز في برنامجه 90 دقيقة، فيديو للأم "إيمان" تستغيث من زوجها الذي يعذبها وتسبب في فقء عينيها بمساعدة زوجته الأولى "هالة.س" التي تغار منها، على إثر ذلك ألقت مديرية أمن القاهرة القبض على الزوج المتهم وضرّة المجني عليها بتهمة إحداث عاهة مستديمة بالزوجة الأولى.
وأوضحت التحقيقات أنه خلال تواجد الزوج وزوجتيه في طرقات النيابة، نشبت مشادة كلامية بينهم، بسبب تبادل التهديد فيما بينهم حول مسؤولية قتل أطفال "إيمان" الثلاثة، فوصلت تلك الكلمات إلى المحقق، الذي بدأ يوجه التساؤلات إلى والدة الأطفال التي روت تفاصيل مروعة حول قتل الأطفال الثلاثة بإغراقهم في المياه تحت تهديد من الزوج والضرة وبتصوير صوتا وصورة.
◘ اعترافات صادمة
أقرت الأم أنها كانت زميلة "أحمد" أثناء عمله كفرد أمن إداري في المترو، ونشأت بينهما قصة حب، فتزوّجا وانتقلا للعيش مع زوجته الأولى التي تكبره بنحو 15 سنة، مضيفة أنها أنجبت طفلتين "جنا 3 سنوات، ملك 5 سنوات" فاشتعلت نار الغيرة في قلب ضرتها وحرّضته على تعذيبها، حتى تقتل أطفالها.
وقالت إيمان، أم الأطفال الثلاثة، إنها وبعد إجبارها على التخلص من صغارها، وتصويرها فيديو، قام زوجها وضرتها بتقييدها بالحبال وفقء عينيها وحلق شعرها، وعدم إطعامها وكلما حاولت أن تستغيث بالجيران قاما بسحلها وتعذيبها.
هروب واستغاثة
ذكرت الأم المتهمة بالقتل، في أقوالها، أنها نجحت في الهروب وتوصلت لأحد الشيوخ بمنطقة الزاوية الحمراء، وقصت عليه حكايتها وسمعتها سيدة ساعدتها على توصيل استغاثتها لبرنامج ٩٠ دقيقة ومقدمه حينها الدكتور محمد الباز، وروت في مداخلة هاتفية مأساتها مع زوجها وضرتها، وهو ما كشف الجريمة بعد تتبع ضباط الأمن العام لشكواها.
واعترفت المتهمة الأولى "إيمان" أمام النيابة بقتل أبنائها الثلاثة مع أبيهم وزوجته الأخرى، للتخلص من شكوك زوجها حول نسبهم له، بالإضافة إلى وعود زوجة الأب بتحسين حياتهم المادية.
وحول موافقتها على ارتكاب الجريمة قالت: «قال لي: "لو اتخلّصنا من العيال هالة" المتهمة الثانية" ها تكتب لي شقتها اللي في الزاوية الحمراء وتشتري لي ميكروباص، وإنتي تخلصي من جو الشك لأني شاكك إن دول مش عيالي، وتثبتي لي إنك باقية عليا"»، واستكملت: "بعدها جابوا طبق بلاستيك كبير لونه لبني وكان فيه ميه وموتنا فيه العيال، وبعد ما قتلتهم حطيت عليهم "بوتاس" علشان الجثث تسيح والشكل يتغير وملامحها تختفي، وأحمد وهالة هما اللي قالوا على الفكرة دي".
◘ اعترافات الأب المتهم
واعترف المتهم "أحمد.ع.ع" أمام النيابة بتخطيطه مع زوجته الأولى لارتكاب الجريمة والتخلص من الأطفال الثلاثة بسبب غيرتها من زوجته الثانية لعدم قدرتها على الإنجاب.
وقال: «كنت شاكك إن العيال دي مش عيالي، عشان إيمان كانت شغالة في المترو وبتخرج كتير وتتأخر، واتفقنا إحنا التلاتة إننا نتخلص من الأطفال عشان نحل المشاكل اللي كنا فيها، والاتفاق كان إننا نتخلص من العيال عشان "هالة" بتغير منهم وما أطلقش إيمان».
وعن تفاصيل ارتكاب الجريمة قال:"جهزنا طبق بلاستيك فيه ميه وحطينا الطفل اللي كان لسه مولود من شوية بعد ما هالة قطعت له الحبل السري، وبعدها إيمان حطته في الطبق لمدة 10 دقائق، وهو كان لسه صغير مالوش ملامح قوي، وكان نازل عمال يعيط وفضل يعيط لحد ما مات".
أضاف: «كنت واقف بساعدهم، وبعد ما مات حطيناه في شنطة واتخلصنا منه أنا وهالة، وبعدها قتلنا جنى بنفس الطريقة وكانت شبه أختها ملك وشعرها أسود، وكنت ساعتها بصور اللي بيحصل بتليفون هالة عشان محدش يفكر يبلغ عن القتل».
◘ فيديو مروع
تبين من محضر تفريغ ومشاهدة محتوى كارت الذاكرة ظهور سيدة ذات شعر قصير ترتدي عباءة سوداء اللون تشبه المتهمة إيمان بداخل دورة المياه الكائنة محل الواقعة حال قيامها بوضع طفل صغير داخل إناء لبني ممتلئ بالمياه، وتقوم بالضغط على الطفل بشكل متكرر ومستمر، وتقوم السيدة بالنداء على أحد الأشخاص بعبارة "أحمد" فيرد آخر غير ظاهر بعبارة: "نعم مش شايف"، ثم يظهر رجل ذو شعر كثيف ولحية ولا يرتدي ملابس من أعلى، يشبه المتهم أحمد يتوجه إلى تلك السيدة ويترك الكاميرا.
واستكمالا للمقطع الأول تظهر المتهمة، وتقوم بالنداء على شخص خلف الكاميرا وتردد عبارة "خلاص"، فيرد: "لا لسّه" وترد عليه بعبارة "تعالى شوف" فيرد: "لا لسه" فترد "إزاي تعالى شوف" ثم تقوم باستكمال الضغط على الطفل وتتركه غارقا في المياه بمفرده حال تدفق المياه من صنبور بجوار الإناء.
ويظهر بمقطع آخر ذات الطفل مسجى على وجهه داخل الإناء في حالة سكون، ثم تظهر المتهمة داخل دورة المياه حال تجرّدها من ملابسها من أعلى وتقوم بإخراج الطفل من الإناء البلاستيكي وتضعه أرضًا، ويظهر بجوارها المتهم أحمد عبد القادر، ثم يظهر الطفل مسجى على ظهره بدورة المياه وفي حالة سكون، وتقوم والدته بسكب مادة سائلة عليه، وتظهر حال قيامها بوضع الطفل داخل حقيبة سوداء اللون وتحكم غلقها، وتُظهر المقاطع المتهمة حال قيامها برش مادة داخل "كيس" بحوزتها وتقوم بوضع الطفل داخل قطعة من القماش سوداء اللون، ويردد المتهم أحمد "اربطيها اربطيها" وتستكمل المتهمة إحكام الغلق.
◘ حكم بالاعدام
على مدار 3 سنوات من مداولة محكمة جنايات القاهرة للقضية ومطالبة النيابة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، انتهت الجلسات بقرار المحكمة بإحالة أوراق المتهمين الثلاثة إلى مفتي الجمهورية وعقب إعادة المتهمين إلى محبسهم أصيب والد الأطفال بأزمة قلبية أودت بحياته وبقيت المتهمتان الأخريان تنتظران رأي المفتي الشرعي في حكم الإعدام، لتنطق اليوم بحكم الشنق لما ارتكبتاه من جرائم فيما قررت انقضاء الدعوى الجنائية للمتهم بوفاته.