«كان غيورا ودموعه قريبة».. الوجه الآخر للأديب يوسف إدريس
عانى الأديب يوسف إدريس في طفولته، لم يعش مع عائلته كثيرا، لذا عندما أنجب كان يسعى دوما إلى أن يعوض أبناءه ما فقده في طفولته.
روت زوجته في حوارها مع "العربية"، أن الأديب يوسف إدريس كان يحب منزله وعائلته بشكل كبير، ولا يمارس الكتابة إلا فيه وفي وجودها هي أيضًا.
أما عن التفضيلات التي كان يحب أن يقرأ في مجالاتها يوسف إدريس، قالت: "بالرغم من أنه كان روائيا وأديبا شهيرا لكنه لم يكن يفضل القراءة في الأدب، بل كان يحب القراءة في مجالات الكيمياء والفيزياء والعلوم المختلفة بأكثر من لغة".
وكشفت عن علاقته بأبناءه، وقالت، أنه كان حنونا معهم، يترك لهم الحرية في أن يختاروا بحرية كاملة وتامة ما يريدون في كل شئونهم سواء في التعليم أو الزواج.
وقالت، أن الشائعات التي تناثرت حول علاقته بالمطربة نجاة، لم تؤثر عليهم كعائلة، بل كانوا يتجاهلونها، ولا يلتفتوا إليها أو يحاولوا الرد عليها.
وكان "إدريس" يطلب من زوجته أن لا تشغله بأمور البيت، وكانت هي تحاول إبعاده عنها بقدر الإمكان، قالت: "كنت حريصة على احتواءه، وكان حريصا على أن يكون بيني وبينه الحب والتفاهم".
وأشارت، إلى أنه كان أحيانا يدخل مكتبه ولا يخرج منه إلا بعد ثلاثة أيام، لا يلتق بأحد أبدا، وقالت بخصوص طقوس الكتابة: "كان يفضل الكتابة ليلا، وإذا جاءته نهارا كانت تغلق له النوافذ وتضي الأنوار لتهيء له الجو وكأنه ليلا، وفي بعض الأوقات كان يشغل نفسه بتفكيك الأجهزة وإعادة تركيبها، وكان يجلس ليكتب وأنا جالسة أمامه، وعندما أشعر أنه دخل وتعمق في الكتابة، أتحرك من أمامه دون أن يشعر بي".
وأكدت على غيرته الشديدة، قالت :"كان لديه كل أنواع الغيرة، إذا لاحظ أن شخص ما ينظر إلى يسألني لماذا ينظر، وتصبح مشكلة كبيرة بيننا".
أما ابنته، نسمة يوسف إدريس، فقد كشفت عن جانب آخر من شخصيته، وقالت، أنه كان مرهفا للغاية، فقد شاهدته وهو يبكي أثناء مشاهدة فيلم سينمائي، قالت في حوارها مع "الأهرام": " كان مرهف المشاعر، لدرجة أني شاهدته وهو يبكي من مشهد مؤثر في فيلم سينمائي وكنت أجلس بجواره في هذه اللحظة لمشاهدة التلفزيون".
ورفضت ابنة الأديب الراحل الوصف الذي أطلقه الناقد شعبان يوسف عليه بأنه ظلم أدباء كثيرون حوله بفضل علاقته بالسلطة التي كرست لوجوده واعتبرته الكاتب الأوحد، وقالت "نسمة": "ليست له علاقة بالسلطة، لكن أفكاره وموهبته".
وكان الأديب يوسف إدريس حسبما وصفته ابنته "بوهيميا" لا يتردد في أن يلبي نداءات نفسه مهما بدت الأمور غير منطقة للبقية، فمثلا، من الممكن أن يسافر إلى الإسكندرية فجرًا دون أي ترتيب.
وحكت، أن والدها كان ينوي السفر إلى السعودية لأداء العمرة بعد عودته من إنجلترا في رجلة علاجه الأخيرة، ولفتت إلى أن اتهامه بالإلحاد جاء من انتماءه لليسار.