في ذكرى ميلاده.. الروائي عبدالحميد جودة السحار يروي ذكرياته في رمضان
تحل اليوم ذكرى ميلاد شيخ القصاصين الكاتب والروائي عبد الحميد جودة السحار، فهو من مواليد 25 أبريل بالقاهرة في عام 1913، رحل عن عالمنا في 22 يناير 1974، ترك أعمالًا حفرت في ذاكرة التاريخ، استطاعت أن تغير في المجتمع.
السحار حصل علي بكالوريوس تجارة من جامعة فؤاد الأول عام 1937، بدأ سيرته الأدبية بكتابة القصة القصيرة من خلال مجلتين هما: الرسالة والثقافة، ثم ألف العديد من الكتب والروايات الإسلامية والاجتماعية والتاريخية، ومنها ما قدم للسينما في شكل أعمال فنية.
وبمناسبة ذكرى ميلاد السحار، فقد تحدث في أحد اللقاءات التليفزيونية الناردة عن علاقته بشهر رمضان وكيف كان يتميز به عن باقى زملائه، ومكانة هذا الشهر بالنسبة له.
فقال السحار: "فكرة الفانوس جاءت في القاهرة عندما كانت القاهرة تغلق أبوابها بالليل وكل حى يغلق بابه على نفسه، ويأمر المسؤولين أصحاب المنازل بوضع فانوس على كل منزل حتى تضيئ العتمة لأنه كان لا يوجد كهرباء في هذا التوقيت وكانت الفانوس به شمعة، ومن هنا جاءت فكرة الفانوس، لأن السهر كان في رمضان والتجمعات والحكاوي كانت لا تحلى إلا في رمضان فكان لابد من الإضاءة".
وعن ذاكرته مع شهر رمضان والطقوس التي كان يحرص عليها، فأضاف السحار: "عندما كان يهل علينا شهر رمضان كنت حريص على شراء الفانوس وكان أحيانًا على شكل قطار أو أى شكل آخر وكنا نعتز برجولتنا وكنا نطلب فوانيس غير فوانيس البنات، بحيث يكون مميز عن فوانيس البنات، وكنا نجتمع ونلعب ونلهو في الشوارع بالفوانيس ونغنى أغاني رمضان، وكان ليا عادة في رمضان كنت بكسر عين الجمل في كالون الباب فكانوا يجروا ورايا".
وتابع السحار: "وعندما يهل هلال رمضان كان يستعد بائعو الفطير ويتحولون إلى صنع الكنافة والقطائف فى هذا الشهر فكانوا يقومون ببناء فرن ويضعون عليه صنية ويصنعون الكنافة وكنا بنتفرج عليهم ونقف بجوار الفرن محاوطينه، وكان الحاجات المميزة، وأيضا عندما كان يقترب المدفع من الانطلاق كان أصحاب القهاوي يضعون الخشاف على الطاولات حتى يجد المارين في الشارع ما يفطرون عليه".
وأكمل: "ومن أهم الذكريات أن أعيان البلاد كانوا يفتحوا بيوتهم وتقدم فيها الشاي بالقرفة والمشروبات الساقعة، وكنا نجلس نستمع في هذه البيوت القرآن والتواشيح والإنشاد، والحكايات السيرة الهلالية والقصص النبوية".
واستطرد قائًلا: "أن مظاهر رمضان أثرت في تكوين وكتاباتي، وأن أول قصة كتبتها كانت بعنوان"قافلة الزمان" كانت تدور حول ذكريات رمضان والقاهرة التي عشت فيها، رمضان لما كنا صغار كان كل بيت يأتي بمقرئ يقرأ القرآن، وكان أشهر سورة تقرأ في هذا التوقيت هى يس.
ثم تطورت الليالي الرمضانية اختلف رمضان عن أيامنا، فقد تم افتتاح الإذاعة عام 1943، وكانت طوال الوقت تذيع قصص دينية وتواشيح وابتهالات، ثم بعد دخل التليفزيون وأهم برامج كنا نراها في رمضان، فرمضان كان الشهر الذي كان يؤثر في تأثير عميق، فعشت بين الأطفال ثم الشباب ثم الشيوخ، فكانت فرصة لأن أرى كل الثقافات.
ومن أعز ذكرى له في رمضان: "كان منزلنا به سلاملك يتجمع به الرجال ليستمعوا فيه إلى المقرئين والمنشدين، وفيه استمعت لأول مرة إلى الشيخ محمد رفعت وتأثرت بصوته جدًا، وعندما يقرأ في الإذاعة كنت أهرول لسماعه".
ويذكر أن السحار قدم أعمالا وكتابات كثيرة منها: فات الميعاد، أدم إلى الأبد، الدستور من القرآن، الله أكبر، الرسول - حياة محمد، أرملة من فلسطين، الشارع الجديد، كما عمل في مجال السينما منتجا ومؤلفا وكاتباً للسيناريو، وكان أول فيلم يكتبه وينتجه للسينما هو فيلم "درب المهابيل"، ثم كتب بعد ذلك العديد من الروايات للسينما منها: (شياطين الجو – النصف الآخر – ألمظ وعبده الحامولي – مراتي مدير عام – أم العروسة – الحفيد).
أما مجموعة محمد رسول الله والذين معه والتي قام المخرج أحمد طنطاوي بإخراج أول جزئين منها في مسلسل تلفزيوني شهير أذيع في الثمانينيات - فهي تتكون من الكتب الآتية: إبراهيم أبو الأنبياء، هاجر المصرية أم العرب، بنو إسماعيل، العدنانيون، وغيرها من الأعمال التي مازال صداها حتى الآن بين الناس.