أيام الفضل في مسيرته.. ذكريات عبد الرحمن الأبنودي في رمضان
شهر رمضان من الشهور التي لها طابع خاص عند مشاهير المجتمع من المثقفين والأدباء والشعراء والفنانين وغيرهم من أطياف المجتمع، وعادات وطقوس عند الشعراء، فالكثير منهم استقبله بالغزل والمديح من خلال تنظيم القصائد، بينما البعض كانت له معه ذكريات خالدة لن تنس.
ومن بين هؤلاء الخال أشهر شعراء العامية عبد الرحمن الأبنودي، الفائز بجائزة الدولة التقديرية فى عام 2001، وجائزة محمود درويش للإبداع العربى عام 2014، الذي كان حريصا على أن تكون مائدة الإفطار عامرة بالحب الذى يجمع كل أصدقائه.
عبد الرحمن الأبنودي رصد ذكرياته مع شهر رمضان في كتاب "أيامى الحلوة"، كما رصد طفولته وحياته الشعرية وبداية دخوله عالم الفن وكافة ما يتعلق بأمور حياته وحكايات لبعض الأفراد في القرية.
وعن عاداته وطقوسه خلال الشهر الكريم قال الخال: "هناك رمضان واحد فقط في طفولتي الذي شعرت بأنه الأكثر حظًا في حياتي وصاحب الفضل الكبير فيها حتى كتابة هذه الكلمات، فكان لا يوجد تلفزيون ولا راديو ولا حتى ساعة، كانت حياة شبه بدائية، إلا أنها كانت أيام عظيمة، فكنت أنا وأطفال القرية نلعب في أجواء شديدة الحرارة، ولكننا كنا لا نشعر بالحر بسبب انشغالنا باللعب والمرح، وكان ذلك في ساحة المسجد الصغير الوحيد بالقرية الذي كان بدون مئذنة".
وتابع: "عندما يؤذن المغرب، نقوم أنا والأطفال زملائي بالصياح داخل القرية في محافظة قنا، ونخبر الجميع بالإفطار ونقول (افطر يا صايم على الكعك العايم -عائم في السمن-، وسط الغناء والفرح وكأننا نود الطيران في السماء من الفرح، وهذا كان دور أطفال القرية أجهزة إخبار وإعلام الناس".
وبحسب ما قصه عن ذكرياته في رمضان، أكد الأبنودي في تصريحات له، أن ليالي شهر رمضان كانت تملؤها الحكاوي الجميلة على القهاوي مع شاعر الربابة أنذاك في البلد وسط المشاريب وازدحام الناس، وقال إن التراث هو أجمل ما أخذته من رمضان بعد أن قضى 40 عامًا في جمع السيرة الهلالية من جميع الأنحاء، وكان يرى أن رمضان الآن في الصعيد يفتقد النزعة التراثية بعد أن سيطر التلفزيون على الأجواء الريفية فأفسدها.
وخلال السنوات الأخيرة للأبنودي من حياته كان يكتفي بالقراءة والكتابة وبعض اللقاءات الرمضانية مع الأصدقاء الذين يستقبلهم من حين لآخر في بيته الحالي الكائن بقرية الضبعية على أطراف الإسماعيلية لاستحضار رمضان في الأيام الخوالي.
عبد الرحمن الأبنودي من مواليد 11 أبريل 1938، ورحل عن عالمنا في يوم 21 أبريل 2015، ويعدّ من أشهر شعراء العامية في مصر، كتب العديد من الدواوين الشعرية والتى زاد عددها عن 20 ديوانًا خلال مسيرته الطويلة، كما شارك فى بعض أعمال السينما والتلفيزيون سواء بكتابة الأغانى والأشعار، وغنى له كبار المطربين أمثال رشدى والعندليب ونجاة وشادية وصباح ووردة وفايزة أحمد ومحمد منير وعلى الحجار الذى كان نتيجة تعاونهما معا علامات بارزة خاصة فى تترات المسلسلات.