«أمناء السر».. هؤلاء كتبوا القصة القصيرة فقط وقاطعوا الروايات
برغم انتشار الرواية الكبير الذي شهدته مصر في الفترة الأخيرة، واتجاه العديد من الشعراء والقاصين لكتابة الرواية طمعا في الانتشار، فإن هناك عددا من الكتاب القلائل الذين أخلصوا لفن القصة القصيرة ولم يقبلوا أن ينصاعوا خلف انتشار الرواية، وإخلاصهم لفن القصة جعل لهم شهرة كبيرة، وكان أولهم محمد حافظ رجب والذي رحل عن عالمنا خلال العام الماضي، وهناك الكثير من الأحياء لازال لديهم هذا الإخلاص للقصة القصيرة.
القصة القصيرة مثل ثوب محكوم على الجسد، لا يزيد ولا ينقص، ومن سماتها جملها المركزة، وكما قالت الكاتبة الشهيرة إيزابيل الليندي: "القصة القصيرة مثل السهم.. تنطلق مرة واحدة لتصيب الهدف"، هي جرعة شديدة التركيز في وصف لقطة ما، ومن هنا كان لهؤلاء الكتاب أسبابهم في الوفاء لعالم القص بعيدا عن عالم الرواية.
محمد المخزنجي
يطلق الدكتور محمد المخزنجي على ما يكتبه اسم "كتاب قصصي" وليس مجموعة قصصية وقال عن أسبابه: "كلمة «كتاب» توحى بأنه مخصص لسياق أو مناخ أو عالم معين جامع لحشد من القصص المختلفة، شىء يذكرنا بمفهوم «وحدة الموضوع» فى الكتب الفكرية، وقد فكرت منذ البداية فى لماذا لا تكون هناك «وحدة موضوع» فى الكتاب الإبداعى الأدبى، واكتفيت مع أول كتبى أن أحقق ذلك فى توزيع قصص كل كتاب على سياقات، كل سياق منها ينطلق من مناخ واحد تدور فيه قصص مختلفة.
ووصف المخزنجي أن القصة القصيرة لم تهجر، ولا يوجد فن يلغي فنا آخر، ووصف تمسكه بالقصة على أن كل واحدة هي بمثابة اختراع، وهذا صعب ولا يتأتى للكثيرين بسهولة، لذا تلعب الفكرة دوراً أساسياً ومحورياً فيها.
وأصدر محمد المخزنجي العديد من المجموعات القصصية هي "الآتي، قصص للأطفال، دار الفتى العربي، بيروت، 1983، الموت يضحك، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1988، سفر، سلسلة مختارات فصول العدد 65، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1989، البستان، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1992، أوتار الماء، مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2003، رشق السكين، طبعة دار الشروق، القاهرة، 2007، حيوانات أيامنا، طبعة دار الشروق، القاهرة، 2006، فندق الثعالب، قصص للأطفال، دار الشروق، القاهرة، 2010، رق الحبيب عن دار الشروق.
سعيد الكفراوي
ظلت القرية بكل ما تحمل من طقوس وعادات، هي مصدر أساس في كتابات سعيد الكفراوي، هو يكتب عما يعرف، وعما يعتقد، اشتغل في أغلب أعماله الإبداعية على فكرة تجاور الكائنات، التجاور المألوف والعادي والطبيعي والذي يمارسه أهل القرية، كتب عنه الناقد شكري عياد في دراسة نقدية عن مجموعة «سدرة المنتهى» يقول: "الخيال القصصي الذي يحوم حول تجليات الروح، يقبل بسهولة الخرافي والمعجز، لأنه ينتمي لنفس العالم الذي ينتمي إليه القصص الشعبى، حيث يتحاور الواقعي اليومي بتفاصيله المحددة، مع الأسطوري والخارق، في تآلفٍ تام، لذلك نجد الزمن كأنه الزمن البئر، فيه تنفطر تجارب، حيث يمثل الزمن البئر مفهوم الإنسان للخلود والحضارة".
وعن سبب إخلاصه لفن القصة القصيرة يقول سعيد الكفراوي في حوار أجري معه: أحببت كتابة القصة القصيرة واعتبرتها الشكل الأمثل للتعبير عن تجربتى (إن كانت هناك تجربة) طبعاً تمنيت أن أكتب رواية أردت لها الكمال، لذلك لم أكتبها أبداً.
أما عن مجموعات الكفراوي القصصية فهي" مدينة الموت الجميل (1985)، ستر العورة (1989)، سدرة المنتهى (1990)، مجرى العيون (1994)، دوائر من حنين (1997)، كُشك الموسيقى، يا قلب مين يشتريك، البغدادية، زبيدة والوحش (2015): مختارات قصصية، صدرت عن الدار المصرية اللبنانية، وتضم ستة من مجموعاته القصصية.
شريف عبد المجيد
عن سبب إخلاصه للقصة لقصيرة يقول شريف عبد المجيد: "القصة القصيرة هى أقرب لطريقتي في التفكير وأعبر بها عما داخلي وهى أقرب أيضا لفن الفوتوغرافيا الذي أمارسه وبالطبع لدي أفكار روائية وأكتبها في روايات وبالمناسبة ما يعنيني هنا هو التأثير والنجاح وليس الكم أو النوع الأدبي.
ويضيف: وأذكر هنا في السياق في المجال العالمي أليس مونور التى حصلت على جائزة نوبل ولم تكتب روايات وكذلك الكاتبين الكبييرين إبراهيم فهمي ويحيى الطاهر عبد الله الذي كتب روايات قصيرة قليلة، وبالتالي المهم أن يكون ما تكتبه له تأثير وقيمة بغض النظر عن النوع.
أما عن مجموعات عبد المجيد القصصية فهي ”مقطع جديد لأسطورة قديمة“، دار فكرة للنشر والتوزيع، الجيزة، 2002، ”خدمات ما بعد البيع“، دار ميريت للنشر، القاهرة، 2007.”فرق توقيت“، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الجيزة، 2010، ”جريمة كاملة“، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الجيزة، 2010، ”تاكسي أبيض“، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 2015، ”صولو الخليفة“، دار بدائل للنشر والتوزيع، الجيزة، 2017، ”بالحجم العائلي“، الهيئة المصرية العامة للكتاب..