برلماني: مقابلة المدارس الخاصة مزعجة وغير منطقية
أكد النائب علاء عصام، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أنه يزعجه للغاية ونحن في القرن الـ 21 أن يشاهد مدارس تقوم بعمل مقابلات شخصية للأهل تشترط فيها أن يكون كلا من الأب والأم تعليم عال وأعضاء في نوادي معينة، ويعملون في وظائف راقية وغيرها من الشروط الغريبة وغير المنطقية، التي لابد أن تتحقق لقبول طفلهم الصغير في المدرسة.
وتساءل علاء عصام في مقال له نشر على الموقع الرسمي لموقع تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تحت عنوان: "مهزلة انترفيو المدارس الخاصة"، قائلا: ماذا لو كان الأب اضطر لسبب معين مفاجئ أن لا يكمل تعليمه؟، فمثلا توفي والده في سن صغير واضطر للعمل ثم أصبح بعد ذلك رجل أعمال ومقتدر وذو سمعة طيبة والأم متعلمة بقدر كافي لأن تذاكر للطفل، مضيفا: "فما المانع من أن يُقبل الطفل في المدرسة، فهل ذنب الطفل أن والده لم يُكمل تعليمه وهل ذنب الزوجة أنها قبلت أن تتزوج إنسان حاصل على معهد سنتين مثلا، وكأنها ارتكبت جريمة".
وتابع: "وسؤالي الثاني لماذا تشترط بعض المدارس أن يكون الأب يعمل في وظيفة راقية وبأي معيار تم تحديد الوظائف الراقية وللحقيقة أرى تمييزا طبقيا في هذه المقابلات الشخصية ومخالفة صريحة للدستور، كما أن هناك تمييز بين أبناء الطبقة الواحدة الغنية والفقيرة فما الذي يعيب أن يكون ابن جزار المقتدر ماليا تلميذا في مدرسة محلية أو دولية، وأطالب وزارة التربية والتعليم بأن تراقب المدارس الخاصة وتعاقب أي مدرسة تضع مثل هذه الشروط لقبول الطلاب".
ولفت إلى أن هناك البعض يدافع عن مثل هذه الشروط بحجة أن أبنائهم لابد وأن يعيشوا مع أطفال من أوساط راقية، وللأسف من يفكرون بهذه الطريقة لا يعرفون أنهم في حاجة للتربية والتعليم من جديد، وهم أنفسهم الذين يجب أن يتم إعادة تقويم فكرهم وسلوكهم، لاسيما وأننا تجاوزنا مثل هذه الأفكار الطبقية، موضحا أنه حسب الدستور جميع المواطنين يحق لهم أن يعلموا أبناءهم، وأن كل الأديان لا تفرق بين إنسان وآخر وتدعوا للعلم والقراءة، وأنه في الواقع العملي نشاهد في هذه المدارس التي تقيم الأبناء بمناصب آباءهم تنتشر فيها ظاهرة الغش والسلوكيات الفاحشة وبعض أبنائهم يتحولوا لمدمنين.
وأوضح أشار علاء عصام إلى أن هناك حجة أخرى مضحكة للغاية تشير إلى أن عدم تحدث الآباء اللغة الإنجليزية والفرنسية سيحرم الطفل من المذاكرة في المنزل، حيث إن عدم معرفة الأم باللغات المختلفة سيؤثر بالسلب على مستواه التعليمي، لافتا إلى أن المضحك هنا أن المدرسة هي المكان الأساسي للتعلم والمنزل للجلوس مع الأهل وممارسة الحياة الطبيعية، وأن يذاكر الطفل ما تعلمه بمفرده كما تعلم في المدرسة، كما أن أغلب الأطفال في المدارس الخاصة يأخذون دروس خصوصية بسبب انشغال الأم والأب، وأصبحت الدروس في المدارس اللغات بزنس مريب وأصحاب المدارس أنفسهم شركاء فيه، ولهذا فهذه الحجة مضحكة وليس لها معنى على الإطلاق.
وأردف: "وفي ظني أن الإنسان يولد طيبا وفيه الخير وسلوكه مستقبليا يكون نتيجة تفاعلات تحدث في بيئته فمن الممكن أن يكون الطفل ابنا لرجل يعمل في شركة دولية، ويتحدث لغات ويرتدي ملابس غالية ويتحدث الإنجليزية بطلاقة وبسبب أنشغال الأب والأم عن ابنهم يتحول المدمن أو صاحب سلوك عنيف أو إيمانه بوطنه ضعيف، بينما قد يحدث العكس فمن الممكن أن يكون والد الطفل لا يتكلم لغات وليس ثريا ولكن ابنه يصبح من الأوائل وذو سلوك قويم".
وذكر النائب علاء عصام أن أغلب الشخصيات المؤثرة في مجتمعنا وعالميا لم يكن آباؤهم متعلمين أو في مناصب مرموقة ومنهم: "محمد صلاح ونجيب محفوظ وأحمد زويل" وغيرهم كثر، بل كان أهلهم مهتمين بهم وداعمين لأبنائهم بكل ما يملكون، مؤكدا أن التفرقة الطبقية في المدارس الخاصة لها تأثير سلبي على فكر الطلاب والشباب وينمي في داخلهم الطبقية والاستعلاء والنزوع الشخصي.