«كنت الصبي الوحيد في ورشته».. اعترافات بهاء جاهين عن علاقته بوالده
"بنوتي لصلاح جاهين ليست عادية، فأنا لست ابنه بالجينات فقط ولكني ابنه الشعري أيضا، وإذا كانت بنوتي الشعرية لصلاح جاهين يشاركني فيها الكثيرون، ممن تتلمذوا على يديه من خلال قراءتهم لقصائده، فإني أقر بأني كنت الصبي الوحيد في ورشة أسطاها صلاح جاهين".
حكى الشاعر بهاء جاهين عن علاقته بوالده، في مقاله بمجلة "الهلال" 2004.
وأشار بهاء جاهين إلى أن والده الشاعر صلاح جاهين كان دائم الحكي له عما مر به من تجارب وما استوعبه من خبرات وما استخلصه من تلك الخبريات والتجارب، قال: "حين كنا نمر بمناطق من القاهرة القديمة كان يلفت نظري للمآذن، ويشرح لي الفرق بين مآذن العصر المملوكي ذات الاستدرارات ومآذن العصر العثماني التي تشبه القلم الرصاص".
واستطرد بهاء جاهين، بأن والده الشاعر صلاح جاهين لم يكن مجرد أب بيولوجي، أو حتى شعري له، بل كان أبا ثقافيا أيضا، استقى منه الكثير من معارفه ومداركه، قال: "وآرائي في الفن والحياة، ومن أهم ما فعله في حياتي إهدائي الكتب، ومن أهمها روايات دستوفيسكي في ترجمتها العربية الرائعة التي قام بها سامي الدروبي ونشرتها هيئة الكتاب في أواخر الستينات وأوائل السبعينات، كنت حينها في الثالثة عشر وما زلت أذكر الثورة الفنية التي أحدثتها هذه الروايات في رأسي وأعتقد أنها هي التي صنعت مني شاعرا أو على الأقل فجرت الكامن المكنون في صدري من شعر".
حينما بلغ بهاء جاهين الـ21 عاما أهداه والده صلاح جاهين في عيد ميلاده دائرة المعارف البريطانية.
وروى بهاء جاهين ما تعرض له والده صلاح جاهين في أعوامه الأخيرة بالآلام المبرحة في العمود الفقري التي لم تكن تجدي معها المسكنات، في الوقت الذي كان لابد أن ينهي كتابة أشعار مسرحية إيزيس للحكيم التي أعاد المسرح القومي تقديمها في أوائل الثمانينات.