نص مقال «الجميلى» المتسبب فى إحالته للتحقيق باتحاد الكتاب
أحال علاء عبدالهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، الشاعر الجميلي أحمد، عضو مجلس الإدارة، إلى التحقيق بالاتحاد بسبب مقال كتبه الثاني عبر صفحته الشخصية على فيس بوك انتقد فيه الأول.
ويرصد "الدستور" نص المقال الذي تسبب في إحالة الجميلي للتحقيق:
أعلم قبل كتابتي هذا المقال، أنني سوف أكون من الخاسرين، من وجهة نظر بعض الأصدقاء، كما أعلم أنه لن يعلّق على مقالي هذا سوى أصحاب الرأي الذين لا يخشون أحدًا، سواء أكان ضد ما سأكتب أو معه، كما أعلم تمامًا أنه ربما تُدَبر لي مكيدة هنا أو تهمة هناك.
وأعي تمامًا أنه إن لم يحدث شيء من هذا كله فسوف أكون في قائمة المحظورين والمغضوب عليهم عند من يرى فيما سأقوله خروجًا على العادة والمألوف.
والحقيقة أن كل هذا لا يعنيني؛ فقد بدأتُ تعليمي في مدرسة "أحمد شحاتة حسن" الرجل الذي كان لا يهاب أحدًا مهما تكن سلطته.
في البداية يجب أن أعلنكم جميعًا أنني مِن أشد المعجبين بالشاعر الدكتور "علاء عبدالهادي"، رئيس اتحاد كتّاب مصر، معجب به في إدارته وترسيخ موقعه يومًا بعد يوم، برغم كل محاولات بعض الزملاء للنيْل منه وإبعادِه عن منصبه كرئيس للاتحاد، إلا أنه في كل جولة يكون هو الفائز، والفائز الأوحد!
كما لا أخفي عليكم أنني من محبّي هذا الرجل، إلا أنني أختلف معه في كثير من النقاط، ومن أهمها أنه يستطيع أن يطوِّع ما لم يكن مطيعًا ولا مطاعًا لصالحه، يُبعِد مَن يبعِد، ويقرّب مَن يقرّب في سبيل الحفاظ على موقعه كرئيس للاتحاد، وهي المهمة الأولى على أجندتِه.
ولا يعلم أحد سِر إدارته لـ "معاركه"، وأقصد حرفيًا كلمة "معاركه"؛ لأنها "معارك" خاصة لا علاقة لها بالاتحاد، وهي "معارك" قد تشوبها بعض تصفية حسابات، كما يرى البعض، لكنه قادر على تحويل الخاص إلى عام، وإقناع الناس أن كل ما يفعله يصب في صالح النقابة!
لكنني رغم كل ذلك أجدني متسائلًا: أي نقيبٍ هذا الذي يعادي معظمَ أعضاء نقابته؟!
أكثر من مرة تحدثتُ عن مصالحةٍ عامة، نجمع فيها شمل أعضاء النقابة، لكن النقيب، الذي أنا معجبٌ به أشد الإعجاب، كان ينهي حديثي بمحاولة إقناعي أن خلافه وعداءه مع الآخرين ليس عداءً ولا خلافًا شخصيًا، ومهما كنت أناقش وأجادل معه إلا أنه كان يصر دائمًا على إقناعي أن الجدل لم ولن يصل بنا إلى حلول، ليترك نقاشَنا وليدخل بي في شأنٍ آخر!
إلى أن تأكدت تمامًا ألا حل إلا بالمواجهة الحاسمة، ومن ثم دعوت الصديق الدكتور محمد الباز، والصديق الشاعر الأستاذ أحمد سويلم لافتتاح مقر مؤسسة برادايس الجديد، وهي مؤسسة ثقافية فنية إعلامية أهلية.
فبدأ سيادة النقيب يعاملني وكأنني ارتكبت جريمة في حقه الشخصي، متناسيًا أن مؤسسة برادايس ليست لها علاقة بالاتحاد، لا من قريبٍ أو بعيد، كما أنني حر في دعوة من أحب ومن أشاء، ولا أقبل الوصاية من أحد، فضلًا عن أنني ليست لي علاقة بصراعات الزملاء مع بعضهم البعض.
ومنذ تلك اللحظة التي ارتكبتُ فيها ما اعتبَره جريمة، بدأتْ الحرب عليّ، ولم تكن أولها ولا آخرها الحرب ضدي في الانتخابات الأخيرة لمجلس إدارة الاتحاد، تلك التي جرت منذ أيام، لكن ثقة كثير من الزملاء أحبطت تلك الحرب.
وإذا كان الأستاذ الدكتور رئيس الاتحاد قادرًا بعد كلامي هذا على تحويلي للتحقيق، فإنني لا بدّ وأن أتساءل، مُرَحبًا بالتحقيق، حتى متى يتم التحقيق مع كل مَن ينتقد الاتحاد وممارسات أعضائه؟!
نحن في الأساس نقابة فِكر، لكن لن يستقيم أن نطالب في الظاهر بحرية الكلمة، وعندما تمسّنا الكلمة نحاول قتْل صاحبها واتهامه والتحقيق معه!
يبدو أن معالي الدكتور ينسى وسط تلك الحروب "والمعارك" أن النقد حق لكل عضو في الجمعية العمومية، وأن النقد يقوّي من أداء المجلس ولا يضعفه.
أكتب هذا لطرح سؤال مهم: هل ستظل سياسة الاتحاد كما هي، ونحن في بداية دورة انتخابية جديدة؟ هل سينال كل مَن ينتقد أداء مجلس إدارة الاتحاد عقابه، إمّا بالفصل أو التحقيق معه وإرهابه؟!
أعلِنُ أمام الجميع أنني أحمل أمانة الثقة التي منِحت لي من الزملاء بالجمعية العمومية، وأنني مع حرية التعبير أيًا كانت، طالما لم تتجاوز هذه الحرية مستوياتها الطبيعية إلى السب والقذف، أو إلى شيء يعاقِب عليه القانون المصري وقانون النقابة، لا قانون الأشخاص، وإلا فإنني سأتقدم، أنا ومجموعة من الزملاء، لجمع توقيعات المخلصين لنقابتهم لعقد جمعية عمومية طارئة تناقش ما يحدث، أو تسحب الثقة من مجلسنا كاملًا!
وما دمنا بصدد القانون والاتهامات وما إلى ذلك، أريد أن أتوجه بعدد من الأسئلة على هامش ما أثير مؤخرًا من شائعات (لنعتبرها الآن شائعات) حول صدور حكم قضائي بالحبس ضد معالي الدكتور: تُرَى لو صدر حكمٌ كهذا على عضو من أعضاء مجلس الإدارة، غير معالي الدكتور، أو حتى صدر على عضو جمعية عمومية ... ألن يقوم مجلس الإدارة بإيعاز من الدكتور نفسه بتطبيق اللوائح والبنود والقوانين على هذا العضو؟ وخاصة أنه من دواعي إعجابي بمعالي الدكتور أنه يطبق القانون حتى على أقرب الناس إليه.
ألن يسرع بفصله، أو باستدعائه للتحقيق، أو بتجميد نشاطه، على الأقل، حتى الفصل في الحكم والقضية؟!
ألن تكون قضية كهذا ماسّة بالشرف والمواثيق؟!
ألن يخشى الدكتور على سمعة الاتحاد كما يخشى على سمعته؟!