باحثون يعيدون اكتشاف مذبح القرون الوسطى الأصلي لكنيسة القيامة
تستعد كنيسة القيامة بالقدس في24 لاستقبال الحجاج من مختلف أنحاء العالم للاحتفال بالنور المقدس وعيد القيامة المجيد.
وتعد كنيسة القيامة من أهم الكنائس في العالم، لأنها المكان الذي صلب وقام فيه يسوع المسيح، كما تعد من أقدم الكنائس الكبيرة في العالم حيث بنيت عام 335، ورغم أن أغلب الكنيسة القديمة هدمت نتيجة الحروب والزلازل، وأن ما نراه الآن هو المبنى الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلادي الذي بناه قسطنطين مناماخوس على أنقاض الكنيسة البيزنطية التي بنتها القديسة هيلانة، إلا أن بعض من أجزاء الكنيسة القديمة مازال موجود داخل الكنيسة الحالية.
ويقول عددًا من الخبراء الأثار الذين يجروا تنقيبًا في كنيسة القيامة إن رجال الدين الكاثوليك كانوا يستخدمون مذابح القرون الوسطي الأصلي لكنيسة القيامة حتى استعاد المسلمون القدس عام 1244، وبعد ذلك تم استخدامه من قبل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية حتى عام 1808 عندما تضرر في حريق.
وأضاف هؤلاء الباحثون وفقًا لموقع «the times of israel»، إنهم أعادوا اكتشاف القسم الرئيسي من مذبح القرون الوسطى المرتفع الذي كان يقف في قمة الكنيسة التي تعود إلى العصر الصليبي.
وأوضحوا أنه تم الكشف عن اللوح الحجري مقاس 2.5 × 1.5 متر المزخرف بشدة كجزء من أعمال التجديد في الموقع المسيحي المقدس، وتم بناء الكنيسة في المكان الذي يعتقد المسيحيون فيه أن المسيح قد صلب ودفن وقام مرة أخرى، وهو الحدث الرئيسي للإيمان الذي يتم الاحتفال به كل ربيع في عيد الفصح، الذي يصادف هذا العام في 17 أبريل.
ويعتقد الباحثون في «بازيليكا القدس» أن الزخارف الزخرفية الموجودة على الجانب الخلفي من اللوح تتوافق مع مذبح وصفته روايات الحجاج عن الكنيسة التي أسسها الصليبيون عام 1149، وكذلك مع الاكتشافات الأثرية السابقة. من المقرر أن يتم نشر البحث من قبل جمعية الاستكشاف الإسرائيلية في عام 2022.
ومن جهته قال أميت ريم، عالم الآثار الإقليمي في القدس لهيئة الآثار الإسرائيلية، والذي تجري أعمال التنقيب مع إيليا بيركوفيتش من الأكاديمية النمساوية للعلوم، أن اللوح الحجري مطعم بقطع من الرخام الثمين وقطع من الزجاج وقطع صغيرة من الرخام المصنوع بدقة، بالإضافة إلى أنه حدد الباحثون الزخارف على أنها تنتمي إلى طريقة "Cosmatesque" التي تجمع بين دوافع الفن الكلاسيكي والبيزنطي والإسلامي المبكر.
وأوضحت ريم أن الغرض من اللوح الحجري تم نسيانه لأنه كان يقع في زاوية كنيسة مظلمة، مستلقية رأسًا على عقب مع سطحها المسطح المغطى بالرسومات المتجه للأعلى. وقال إنه أصبح تقليدا بين الحجاج للتوقيع على سطح الحجر الأملس.
إعلان ترميم كنيسة القيامة؟
جدير بالذكر أنه أعلنت بطريركية الروم الأرثوذكس الأورشيليمية بالقدس في مارس الماضي، عن البدء في المشروع التاريخي لترميم أرضية كنيسة القيامة المقدسة ببركة من رؤساء الكنائس يترأسهم غبطة بطريرك المدينة المقدسة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، وحارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، وبطريرك الأرمن في القدس المطران نورهان مانوغيان.
وقالت بطريركية الروم في بيان لها: انه بعد تبادل الخطابات أمام باب القبر المقدس، اتجه الرؤساء الثلاثة لخلع الحجر الأول في الأرضية الحالية للإعلان عن البدء الرسمي لعمليات الترميم المقبلة.
وأعلنت الطوائف المسيحية الرئيسية الثلاث، التي تدير كنيسة القيامة في القدس عام 2019 في بيان مشترك إطلاق مشروع لترميم أرض الكنيسة المبنية، بحسب الإيمان المسيحي فوق قبر السيد المسيح.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك لرؤساء الطوائف المسيحية الرئيسية الثلاثة القيّمة على كنيسة القيامة (الروم الأرثوذكس، والفرنسيسكان الذين يمثّلون الكنيسة الكاثوليكية، والأرمن)، قال بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث إن أعمال الترميم تهدف إلى معالجة مشكلة الرطوبة فى الطابق السفلى من الكنيسة وتجديد أرضيتها.
وهذه الكاتدرائية، التي تعتبر أقدس موقع على الإطلاق بالنسبة للمسيحيين، تقع بالبلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل منذ أكثر من 50 عاماً ثم ضمتها إليها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي.
وفى بيانهم قال رؤساء الطوائف الثلاث: «نعلن ببالغ السرور موافقتنا على إطلاق مشروع لترميم وتجديد أسس القبر المقدس وأرضية كنيسة القيامة».
والمشروع الذي وافق عليه رؤساء الكنائس الثلاث يشتمل على مرحلتين الأولى تنطلق في سبتمبر ويجرى خلالها وضع الدراسات المتعلقة بالأعمال الواجب إنجازها، والثانية مرحلة تنفيذ هذه الدراسات وإنجاز أعمال الترميم.