في ذكري ليلة "يوري" هذه الخطوات كانت البدايات لوصول الإنسان إلي القمر
يحتفل العالم اليوم بما يعرف بـ"ليلة يوري"، نسبة إلي رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين، والذي طار إلي الفضاء الخارجي في أول رحلة إلي القمر، وهو الاحتفال الذي يعرف باسم “حفلة الفضاء العالمية” والذي أقرته منظمة الأمم المتحدة في العام ٢٠١١.
وقبل هذه الرحلة الأولي، حلم الإنسان بالوصول إلي القمر، واكتشاف مجاهله وجغرافيته، وهل توجد حياة عليه أم لا، ومن أين جاء، وهل حقا كان جزءا من الأرض وانفصل عنها؟ كلها اسئلة طرحها العقل البشري وهو ينظر إلي هذا الجسم المضيئ الغامض.
ويشير الكاتب الأمريكي صمويل نيسون، في كتابه “أحداث شهيرة من التاريخ”، إلي أن الكاتب الروائي الفرنسي، أشهر كتاب الخيال العلمي في العالم، يرجع إليه الفضل في تنبيه العقل البشري إلي موضوع الملاحة في الفضاء، من خلال روايته الأشهر والمعنونة بـ “من الأرض إلي القمر”.
بيد أن أول تجارب علمية في هذا الحقل كانت علي يد العالم الروسي “كونستانتين تزيولكوفسكي” (١٨٧٥ ــ ١٩٣٥) الذي وضع أساس إمكانية استخدام الوقود السائل والأنبوب النفاث والقيادة بالجيرسكوب واستخدام مجاري الهواء لتخفيف السرعة والهبوط، وقد اعتبر الناس كلامه خرافة في أوائل هذا القرن.
أما “روبرت جودارد” الأمريكي، فكان أول من أرسل صاروخا في الفضاء بواسطة الوقود السائل عام ١٩٢٦، فارتفع إلي ٥٦ مترا في ٢٦ ثانية، ومن ثم تطورت صناعة الصواريخ، وهي أساس الأقمار الصناعية بفضل الألماني “فرنر فون براون” في أثناء الحرب العالمية الثانية لتكسب ألمانيا حربيا، ثم عمل علي تطويرها لاستكشاف الفضاء. وذهب إلي الولايات المتحدة الأمريكية للتقدم باختراعه في خدمة الإنسان والعلم.
وكان من ثمرات هذه التجارب أيضا، الصاروخ “جوبيتر” ذو الطبقات الأربع، وهو الذي استخدم لوضع أول قمر صناعي أمريكي (إكسبلورر رقم ١) في مداره في يناير ١٩٥٨.
وفي ١٣ سبتمبر ١٩٥٩ وصل أول صاروخ إلي القمر، وكان الجهاز سوفيتيا، أطلق عليه اسم “لونيك ٢” وكان يحمل أجهزة علمية ولاسلكية وزنها ٣٩٠ كيلو جرام، وكان الروس قد نجحوا قبل ذلك في إطلاق “سبوتنيك الأول” في أكتوبر ١٩٥٧، و “سبوتنيك ٢" في ٣ نوفمبر ١٩٥٧، وقد أتيح للكلبة “لايكا” التي عاشت لمدة أسبوع تدور في الفضاء، ولكن هذا القمر انتهي لاقترابه كثيرا من أجواء الأرض، ثم وقع. وتتابعت بعد ذلك الأقمار الأمريكية والروسية.
ــ مهمة تصوير الأجزاء المعتمة من القمر
وقام “لونيك ٣” في ٤ نوفمبر ١٩٥٩ بتصوير أجزاء من الوجه المعتم للقمر علي مسافة تتراوح بين ٧٠٥٢٢ و ٨١٩٥٨ كيلو متر. أما العمل الجبار حقا فكان رحلة الصاروخ “قوستوك ١” في مثل هذا اليوم من العام ١٩٦١ والذي بدأ بكلمة يوري جاجارين التاريخية “إنطلق”، وقد ألحقت به سفينة فضاء حملت الرائد يوري جاجارين أول رجل ينطلق إلي الفضاء، ثم “فوستوك٢” في السادس من أغسطس من نفس العام ١٩٦١، والذي حمل مواطنه الروسي أيضا “جيرمين تيتوف”، ودار حول الأرض أكثر من ١٧ دورة.
ثم كانت “الصداقة رقم ٧” القمر الصناعي السابع والستين من الأقمار الصناعية التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية، واستقلها “جون جيلين”، وأنطلقت الرحلة في ٢٠ فبراير ١٩٦٢ فدار بها حول الأرض ثلاث دورات في أربع ساعات و٥٦ دقيقة. ثم “فوستوك ٣” في العاشر من أغسطس من نفس العام ١٩٦٢، وكان رائده “أندريان نيكولاييف”، والذي أتم ٥٤ دورة حول الأرض، ورحلة الصاروخ “فوستوك ٤” الذي حمل رائد الفضاء الروسي “بافيل بوبوفيتش” في ١١ أغسطس ١٩٦٢ .
وفي ١٥ مايو من العام ١٩٦٣ نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إطلاق قمرها “الإيمان ٧”، وكان رائده “ليروي جوردون كوبر”، فدار ٢٢ دورة . وكانت رحلة “فوستوك ٦”، بقيادة رائدة الفضاء الروسية “فالنتينا يترويشكوفا” وهي أول إمرأة تسافر إلي الفضاء الخارجي للأرض في ١٦ يونيو من العام ١٩٦٣.