«رأس البر لم يكن بها كهرباء أو بيوت».. ذكريات ثروت أباظة في رمضان
"ونتيجة لهذه الغارات هاجر من الإسكندرية كثير من أبنائها المصريين إلى مدن أخرى من مدن مصر كافة كما هجر الاسكندرية كثيرون من غير المصريين هجرة إلى غير رجعة وتركوا قصورهم أو بيوتهم لوكلاء عنهم ليبيعوها، وهكذا تدهورت أثمان هذه البيوت بصورة فادحة".
روى الكاتب ثروت أباظة، ذكرياته في شهر رمضان.
وقال لجريدة لـ "الأهرام" عام 1995، أن وزير الشؤون الاجتماعية إلى الإسكندرية ليشرف بنفسه على أوضاع المهاجرين ومحاولة اتاحة أماكن لهجرتهم، في الوقت الذي كان السماسرة ينتهزون فرصة وجوده ليعرضون عليه أن يشتري بيتا أو قصرا من التي رحل عنها أصحابها.
وأكد "أباظة" أنه تذكر هذا بمناسبة شهر رمضان الذي كان يستعد استقباله عام 1995، قال: "وقد تعجب من الصلة بين شهر رمضان وهذا الذي أرويه وإني أشهدك إلا تعجل بالعجب".
ولفت، إلى أن الإسكندرية أقفرت من المصطافين بعد أن هربوا إلى رأس البر التي تكدس بها المصطافون وكانت أسرته من بين الأسر التي اتجهت إلى رأس البر واتخذوه مصيفًا لهم، قال: "وكان رمضان في هاته الأيام يقبل علينا في شهور الصيف، وأظنك الآن قد علمت كيف تداعت الخواطر على قلمي فذكرت من ما كان من الوزير في مجال حديثي عن رمضان".
وحكى ثروت أباظة، أنه كان يصطاف مع عائلته في رأس البر في شهر رمضان، ولم يكن بها كهرباء أو بيوت وكانت البيوت عبارة عن العشش جدرانها من الغاب كان يطلق عليها اسم "الأكياب"، قال: "أين اكتسبت هذا الاسم والكيب نوع من الجدران يتخلل الفرجات التي فيها الهواء الندى حتى لا يحتاج ساكنوها إلى فتح النوافذ".
وأشار إلى أن والده كان يصحب إلى المصيف قارئ للقرآن من بلدتهم "غزالة" ووصف صوته بأنه كان ندى، بالإضافة إلى أنه كان شيخا خفيف الظل وكانوا يفطروا على صوته، إذ كان يرفع أذان المغرب من شرفة العشة التي كان يفطر فيها ثروت أباظة رفقة جيرانه الذين يصل إليهم صوت الشيخ على آذانه.