«كوميديا الطلاق».. «الدستور» تحقق في كوارث السوشيال ميديا على الحياة الزوجية
«إدمان السوشيال ميديا وسوء استخدامها من العوامل المسببة لزيادة حالات الطلاق».. بهذه الكلمات أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، على ضرورة إعادة النظر في استخدامنا السيء للسوشيال ميديا وأضرارها التى تصل للطلاق وهدم الأسرة والعلاقة بين الزوجين.
واستكمل في حديثه: «انكفأ كلُّ واحد من الزوجين أغلب أوقاته على جهازه وعالمه الافتراضى الخاص، واتَّخذه متنفسًا له فى تعدُّد العلاقات والصداقات التى تضرُّ كيان الأسرة، وكذلك نشر مختلف أحوال حياته وشئونه الخاصة»، خلال لقائه مع الإعلامى حمدى رزق، ببرنامج «مكارم الأخلاق فى بيت النبوة» المذاع على قناة صدى البلد.
ومن هذه العبارات التى تشير إلى أحد الأسباب الرئيسية في زيادة حالات الطلاق داخل المجتمع المصري ننطلق ونوجه التساؤلات إلى المختصين النفسيين للوقوف على علاقة إدمان السوشيال ميديا، وزيادة حالات الطلاق وأضرارها وكيفية الخروج من هذا المأزق.
محمد مهدي: السوشيال ميديا «باب سهل» للخيانة الزوجية
هناك أضرار عدة تنجم نتيجة إدمان السوشيال ميديا بين الزوجين من أولى هذه النتائج الانشغال، نجد أن الزوج ينشغل عن زوجته والعكس وهناك حالات تجد الطرفين ينشغلوا عن بعضهم بعضا بالسوشيال ميديا، حتى في حالة الحديث معًا يعلقون على ما شاهدوه عبر السوشيال ميديا مما يؤدي لفتور داخل العلاقة بالطبع، وهذا يعتبر الشكل الأول من أشكال ضرر السوشيال ميديا على الحياة الزوجية.
الخيانة الزوجية والسوشيال ميديا
الشكل الثاني، أن السوشيال ميديا تعتبر من العوامل التى سهلت الخيانة الزوجية، فالتعارف يبدأ بريء في البداية، ومن ثم يتحول لعلاقات عاطفية ميقة وأحيانًا يتطور الأمر لأكثر من ذلك، خاصة للأشخاص التى لديهم ميل لتعددية العلاقات فيجدوا في السوشيال ميديا فرصة كبيرة لهم لإشباع رغباتهم، بالتالي هدم الحياة الزوجية.
كما نجد السوشيال ميديا توثق الخيانة، فهو يكون في صورة شات أو في صورة تعليق وسبب خلاف كبير بين الزوجين، فمن السهل على الطرف الآخر أن يتأكد من هذا الأمر أو يستثار بشكل سهل مما يشتد الخناق والمناقشات الحادة بينهم مما ينتهي الأمر بالانفصال.
الشعور بالبطر من الحياة بسبب السوشيال ميديا
أما الشكل الثالث، يكمن في الشعور بـ«البطر» سواء من جانب الزوج أو الزوجة فيجد من يسافر بشكل دوري في دول كثيرة مع زوجته وتجد هي من تعيش في قصر مع زوجها، وغيرها من أشكال الحياة بالنسبة لهم سواء أشخاص مشاهير أو فنانين أو من يطلق عليهم بلوجرز في هذا التوقيت، مما يؤدي للمقارنات المؤلمة والموجعة.
أما الشكل الرابع، وهو وفقًا للدراسات الأخيرة، أن قضاء وقت كبير عبر السوشيال ميديا يسبب حالة من التوتر والاكتئاب مع اضطرابات النوم بالتالي حالة نفسية مضطربة، ويتعرضون لسرعة الاستثارة والعصبية ومنها للخناق على أسباب تافهة بالنسبة للأزواج.
جمال فرويز: الحالة الكوميدية لاستقبال الطلاق على جروبات السيدات والماميز إحدى الأسباب
خلق باب المقارنات
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، تُعد السوشيال ميديا وإدمانها من قبل الزوجين أو طرف منهم سبب رئيسي لزيادة معدلات الطلاق داخل المجتمع المصري، حيث فتحت باب للمقارنات بين أحوال الزوجين فتجد الزوجة أن أحوال الغير أفضل من أحوالها مع زوجها فتطلب الانفصال ويسيطر على ذهنها عدم الرضا والعكس بالنسبة للزوج المدمن للسوشيال ميديا، فقلة الثقافة والوعي لدى العديد من الأشخاص يؤثر عليهم مثل هذه الأمور بكل سهولة.
الكوميديا والحديث عن الطلاق
كما أن المعظم عبر السوشيال ميديا يتحدث عن الطلاق وكأنه «شيء عادي» ولا مانع منه وبسهولة، بل وبطريقة كوميدية فهذا تجده في معظم جروبات تجمعات السيدات والماميز، حتى الأسر نفسها في وقت سابق كان استقبال الطلاق أمر مزعج بالنسبة لها ولكن الآن الأمر أصبح منتشر للغاية فطريقة استقباله اختلفت بل ويوجد من يشجع عليه.
وتابع «فرويز» خلال حديثه: أن الحل ليس في القوانين بل في الوعي فالقوانين هناك من يخترقها من ضعاف النفوس، لذا لابد من وعي الأشخاص كيفية مواجهة السوشيال ميديا والسموم التى تتصدر منها لهدم الأسر.
إبراهيم مجدي: جروبات «خراب البيوت» هي السبب في زيادة معدلات الطلاق
ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، إن جروبات «خراب البيوت» كما أطلق عليها هذا الاسم هي السبب في زيادة معدلات الطلاق داخل المجتمع، حيث تجد الزوجة أو الزوج الذي ينشر مشكلته عبر منشور على إحدى هذه الجروبات، من بعدها سيل من التعليقات التى تنصح دون وعي ولا إلمام بالمشكلة نفسها ودون خبرة سابقة كافية للرد على مثل هذه الأمور الحساسة، فهناك من تنصح بترك المنزل، وهناك من ينصح بضرورة اتخاذ موقف ضدها أو ضده، وهناك من يترك كل هذه الحلول وينصح باللجوء للقضاء على الفور وغيرها من التعليقات التى أجدها كالقنابل الموجهة لقصف الحياة الزوجية بسرعة البرق.
لذا نصح الدكتور إبراهيم مجدي بضرورة توخي الحذر من مثل هذه الجروبات الهادمة، والحفاظ على الخصوصية، فكلًا منا يدرك كيف يمكن حل مشاكله داخل أسرته بينه وبين شريك حياته دون تدخل رواد افتراضيين قليلي الخبرة.
دينا الجابري: السوشيال ميديا السبب في فتور العلاقات
قالت الدكتورة دينا الجابري، أستاذ مساعد الطب النفسي، إن السوشيال ميديا تصدر صور وهمية للحياة فـ «البلوجرز» والمشاهير يشاركون مع المتابعين إما لحظات النجاح أو لحظات الحزن الشديد، فهي ترفع من سقف تطلعات الزوجين فهي خلقت حياة غير حقيقية بالتالي تؤدي لتأثير سلبي على علاقاتهم.
كما أن السوشيال ميديا خلقت فجوة في التفاهم والتجاوب والتلاحم ما بين الأسرة الواحدة، لذا لابد أن يتم إعادة النظر في نظرتنا لهذا العالم الافتراضي.
كيفية التخلص من إدمان السوشيال ميديا للأزواج
وبسؤال الدكتور محمد مهدي، استشاري الطب النفسي، حول كيفية التخلص من هذا الأمر أرجع الحلول إلى كسر حاجز الإنكار لدى الشخص والاعتراف بوجود مشكلة لديه، وهو إدمانه للسوشيال ميديا ومن ثم تحجيم عدد ساعات الجلوس ولا تتعدى الساعة بشكل يومي وأيام الإجازات ساعتين ولكن يتم استثناء من يشمل عمله الجلوس عبر السوشيال ميديا، الاستعانة بأشخاص ذوات ثقة للخروج من هذه الأزمة ومراقبتك في تحجيم استخدام السوشيال ميديا.