أجواء رمضان المميزة تعود إلى الجزائر بعد عامين من الجائحة
عادت الأجواء الرمضانية إلى طبيعها في كل بيت جزائري هذا العام مع بدء تخفيف الإجراءات الاحترازية المفروضة جراء فيروس كورونا، حيث بدأت العائلات في التجمع مرة أخرى على مائدة الإفطار للاحتفال بالشهر الكريم بعد عامين من التباعد الاجتماعي بسبب الجائحة.
ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط الأجواء المميزة التي تنفرد بها الجزائر في شهر رمضان الكريم، وكذلك المظاهر الاجتماعية، التي يتوارثها الأجيال عبر العصور، وتنطلق هذه الأجواء بدءا بالمنازل، التي تتزين بالزينة الخاصة بالشهر الفضيل لاستقبال الضيوف، الذين يجتمعون بها للجلوس والسهر عقب الإفطار، وتفوح من بين جدرانها روائح البخور.
ويبدأ اليوم الرمضاني في الجزائر عقب الانتهاء من ساعات العمل، حيث يحرص أرباب البيوت على شراء الخبز الطازج والحلوى الرمضانية، فيما تجتمع ربات البيوت معا لإعداد مائدة الإفطار، والتي تضم أشهر المأكولات الجزائرية الشعبية، ولعل ما يميز المائدة الجزائرية في شهر رمضان هي أصناف المأكولات الشعبية التي تتواجد في كل بيت جزائري في مختلف الطبقات الاجتماعية، فلا فرق في مكونات المائدة بين الطبقات الأكثر ثراء وتلك الأكثر احتياجا.
ومع ارتفاع أصوات المآذن في الجزائر لصلاة المغرب، يبدأ الصائمون على المائدة بالإفطار بتناول التمر بالحليب، حيث يعتبر التمر الذي تشتهر به ولايات الجنوب الجزائري هو الحاضر الرئيسي في المائدة الرمضانية، ثم يذهبون لأداء صلاة المغرب، قبل البدء بتناول "الحساء"، الذي يعتبرونه طبقا لا غنى عنه في مائدة الإفطار، حيث يكون حاضرا في هذه الموائد، ويتم طهي هذا الحساء باللحم والتوابل المحلية.
ويأتي عقب ذلك "البوراك"؛ وهو عبارة عن "سمبوسك" باللحم، وكذلك سلطة البيض و "الحميس" الذي يتكون من الفلفل على نوعيه الحار والحلو، بالإضافة إلى الطماطم، الثوم، الزيت والملح، مع الخبز والكباب.. كما تضم هذه المائدة الرمضانية طبق "الطاجين" الحلو، وهو طبق عبارة عن الزبيب والبرقوق المجفف والمشمش، بالإضافة إلى المكسرات.
وعقب تناول الإفطار يجتمع الرجال للذهاب إلى المساجد من أجل أداء صلاة التراويح، ويعودون إلى منازلهم، عقب الانتهاء من الصلاة، للتجمع لتناول الشاي، الذي يعتبر أحد أبرز العادات الجزائرية في الشهر الكريم، ويتم تقديمه مع حلوى "الشامية" أو "قلب اللوز"، وهي على غرار "البسبوسة" وكذلك حلوى "الزلابية" .. أما "السحور" على المائدة الجزائرية، فتقتصر على تناول "الكسكسي" بلبن الرايب مع احتساء القهوة.
و ما يميز السهرات الرمضانية بالجزائر أيضا هي الجلسات العائلية، لاسيما في أول وثاني أسبوع من الشهر الفضيل، ومن أبرز المظاهر الاجتماعية في هذا الشهر هي حرص الأسر الجزائرية على البدء في شراء ملابس جديدة بداية من منتصف هذا الشهر، استعدادا لقرب حلول عيد الفطر المبارك.
وتدب الحركة في شوارع الجزائر في النصف الثاني من رمضان، وتتميز بحركية مميزة واستثنائية، استعدادا للاحتفال بالعيد كما تنشط المحلات التجارية والأسواق إلى ساعات متأخرة من الليل، ليكون رمضان هذا العام مختلفا لدى الجزائريين عن العامين السابقين نتيجة الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا.