لماذا فقد أحمد خالد توفيق قراءه بعد وفاته؟
فى 2 أبريل 2018 توفى العراب أحمد خالد توفيق بعد أن ظل متربعاً على عرش أدب الخيال العلمي لحوالى ربع قرن منذ صدور سلسلة "ما وراء الطبيعة" عام 1993 وحتي رحيله فى 2013؛ ولعل مسألة تسيده عرش أدب الخيال العلمي تعود لسبب رئيس إلا هو أن هذا النوع من الكتابة لم يكن ينافسه فيها أحد سوى نبيل فاروق الذى اِشتهر بالأدب البوليسي والخيال العلمي – والأخير بالمناسبة خريج كلية الطب جامعة طنطا نفس الكلية التى تخرج فيها أحمد خالد توفيق-.
المشهد الذى تضمن ذهاب عدد من الشباب الى قبر العراب أحمد خالد توفيق لا يعبر تماماً عن حقيقة أنه “جعل الشباب يقرأون”؛ على النقيض فما حدث أن العراب فقد مريديه بعد 30 يونيو 2013 أى قبل رحيله بخمس سنوات، وذلك عندما خرج الشعب المصرى على جماعة الإخوان الإرهابية فى ثورة الثلاثين من يونيو بعد أن اكتشف المصريين حقيقتهم وبالتبعية وإفتقادهم أحد أهم ما كانوا يرتكنوا إليه طوال سنوات إلا هو تعاطف المصريين الشعبى لهم فى ظل تصدير خطاب المظلومية الذى عرفت بها الجماعة الإرهابية تاريخياً، وهى جماعة اقترب منها العراب و وروج لها ضمنياً فى أعماله ومقالاته وقصصه الخرافية التى تذهب بالعقل وترسخ للإنفصال عن الواقع والتمسك بالأساطير وتغييب عقول قرائه من الفئة الأكثر إستهدافاً إلا وهي الشباب، وهى نفس الإستراتيجية التى أتبعتها الجماعة الإرهابية - استراتيجية تغييب العقول- .
فى السنوات التالية لثورة الثلاثين من يونيو خرجت علينا عشرات الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعى والتى حملت أسماء العراب وظلت تردد مقولاته و أفكاره وتروج لقناعاته المتطرفة منها وغير الواقعية، دون تفنيدها من قبل هؤلاء الشباب الذى استغل العراب ضعف ثقافتهم التى اتخذها مدخلاً للولوج الى عقولهم بالأساطير والخزعبلات، ولكن كل ذلك انتهى بكشف الشعب المصرى لسياسات الجماعة الإرهابية والخروج عليهم وهو ما افقدهم تعاطف المصريين مع خطاب المظلومية الذى اتخذوه دوماً طوال عقود.
أحمد خالد توفيق منذ 2013 يهرب من الواقع بالقصص والروايات والأساطير
فى أعقاب إندلاع أحداث 25 يناير 2011 ترك أحمد خالد توفيق أساطيره وذهب الى كتابة المقالات الساخرة، وهو ما تكشفه اعماله التى صدرت بكثافة فى تلك الفترة "الغث من القول" وهي مجموعة مقالات (32 مقالًا) صدرت عام 2010 عن دار ليلى، و"شاي بالنعناع " وهي مجموعة مقالات (17 مقالًا) صدرت عام 2012 عن دار ليلى، و"قهوة باليورانيوم" وهي مجموعة مقالات (18 مقالًا). صدرت عام 2012 عن دار ليلى، وبإندلاع ثورة الثلاثين من يونيو وكشف الشعب المصرى تدليس الجماعة الإرهابية توارى مرة أخرى أحمد خالد توفيق فى عالم الخرافات والأساطير عبر قصصه ورواياته وترجماته وهو ما برز فى أعماله الصادرة فى هذا العام؛ مثل "أكواريل" وهي مجموعة قصصية (9 قصص) صدرت عام 2013 عن دار سما، وكتاب" المقابر " الذى يعد ترجمة، و"رواية لـنيل جايمان" صدرت عام 2013 عن دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر.
فى عام 2014 صدر لأحمد خالد توفيق كتابين ولكن لا يضمان مقالاته الساخرة وهم "وساوس وهلاوس" وهو مجموعة مقالات (52 مقال) صدرت في يناير 2014 عن دار ليلى، و"تويتات من العصور الوسطى" وهو عبارة عن خواطر صدر عام 2014 عن المؤسسة العربية الحديثة.
وبالنسبة للروايات صدر له فى هذا العام "تأثير الجرادة" وهي رواية مصورة برسوم حنان الكرارجي عام 2014 عن كوميكس للنشر، و"الهول" وهي مجموعة قصصية (8 قصص) عن دار الكرمة، و"شربة الحاج داوود" مجموعة مقالات (30 مقالًا عن العلم وشبه العلم) عن دار الكرمة.
"إفاقة الدراويش".. 2015 بداية تراجع أعماله
شهد عام 2015 تراجع أعداد مريدي أحمد خالد توفيق من قرائه بعد ان اكتشفوا أمره، وهو ما تبين بعد ان صدرت له رواية واحدة هي" مثل إيكاروس" عن دار الشروق، وكتابين عبارة عن مقالات ليست ساخرة هم "ولد قليل الأدب" بالاشتراك مع محمد سامي ومحمد فتحي عن دار ليلى، و"أفلام الحافظة الزرقاء" مجموعة مقالات (35 مقالًا عن دار ليلى، و " www. " وهي مجموعة قصصية مكونة من 5 قصص يحكيها لنا فيروس كمبيوتر، بل هو كائن حى أراد أن يعيش هكذا، يجول بين الأجهزة والشبكة العنكبوتية، بل في الفضاء والعالم كله وليكشف أسرار وأمور مرعبة تنقلنا بتشويق إلى قلب عالم الجاسوسية.
كما شهد عام 2016 فقط صدور رواية واحدة لها بعنوان "في ممر الفئران" عن دار الكرمة، وكتابين له فى عام 2017 بعنوان "اللغز وراء السطور (أحاديث من مطبخ الكتابة)" عن دار الشروق، و"خواطر سطحية سخيفة (عن الحياة والبشر)" عن دلتا للنشر والتوزيع.
فى العام الذى توفى فيه العراب أحمد خالد توفيق صدر له رواية بعنوان "شآبيب" عن دار الشروق وهي تحمل طابع المغامرات والتشويق، وبعد وفاته صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "أفراح المقبرة " تضم (9 قصص) عن دار الكرمة ، وترجمة بعنوان "تشي جيفارا" وهى عبارة عن سيرة مصورة عن الزعيم الثوري إرنستو تشي جيفارا، رسوم وإعداد سبين رودريجز عن دار الشروق.