الطريق إلى الجمهورية الجديدة (1).. قرار وإرادة سياسية
شهدت الأراضي المصرية خلال السنوات السبع الماضية ملحمة بناء وتعمير غير مسبوقة في تاريخها، وتمكنت القيادة السياسية لدولة 30 يونيو من مضاعفة الرقعة المأهولة بالعمران في مصر من 6% (على أكثر تقدير)- لنحو 14 % من إجمالي مساحة الجمهورية، وفق مخطط استيراتيجي قومي عمل في إعداده نحو 3 الاف مهندس وخبير من كل الاقاليم المصرية، وهو ما يدعونا أن نقول أننا أنشأنا جمهورية جديدة وليس مدينة أو مدينتين.
بحسب ما روته لنا د.مها فهيم أحد فريق إعداد المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية لمصر 2052، كنا نسمع دائما جملة "الارادة السياسية" – تقصد أيام الرئيس الراحل مبارك -، وكنا نتسائل هل يوجد شئ اسمه نظام سياسي ليست لديه إرادة سياسية، وفهمنا معني الجملة مع مجئ الرئيس السيسي وقرارته التي لم يكن يتوقعها أحد، فقط كنا نحلم ببعض المشروعات الاجتماعية التي يمكن ان تحسن من مستوى معيشة المواطنين الذين يمثلون الغالبية من الشعب المصري، مثل تكافل وكرامة و100 مليون صحة.
يعيش المصريون منذ آلاف السنين حول وادي النيل، وعندما قررو انشاء مدن جديدة مثل العاشر من رمضان وأكتوبر والسادات وما تبعهم من مدن جديدة في تلك الاونة التي تعد في مطلع ثمانينات القرن الماضي، حينها لم يكن هناك مخطط استراتيجي للتنمية على المستوى القومي، وصارت الأمور تنمو بشكل بطئ جدا في هذه المدن اللهم الا مدينتين أو ثلاثة نما بشكل كبير، لكن الأمر لم يرقى لحل أزمة الزيادة السكانية المطردة وعدم توافر وحدات سكنية تكفي وتناسب كل الشرائح المجتمعية.
في 2008، قام فريق من الهيئة العامة للتخطيط العمراني بعمل رؤية لعمل مخطط استيراتيجي قومي للتنمية العمرانية لمصر وانتهى من إعدادها فريق عمل بقيادة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الحالي والذي كان يشغل منصب القائم بعمل رئيس هيئة التخطيط العمراني وقتها، وتمكن فريق مدبولي من إعداد المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية لمصر 2052 في عام 2009، لكن الإرادة السياسية وقتها لم ترقى لدرجة تنفيذه.
ظل المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية لمصر 2052 حبيس الإدراج حتى جاء الرئيس السيسي على رأس الحكم وطلب تنفيذ المخطط على الفور، مدعوما بإرادة غير مسبوقة تمت ترجمتها على الأرض بميلاد جديد للدولة المصرية في العام 2022 الذي وصفه تحديث المخطط الاستراتيجي ببداية الجمهورية الجديدة، وهناك الكثير من التحديات والحكايات التي يجب أن يعرفها كل مصري في هذا الشأن، الأمر الذي دعانا لتوثيقه في “الدستور” عبر حلقات نكتبها يوميًا خلال شهر رمضان.