الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى القديس بنيامين الشماس
تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم، ذكرى القديس بنيامين الشماس والشهيد، وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: إسمه "بنيامين" وهو اسم عبري معناه "ابن الجنوب" أو "ابن اليد اليمنى" والجنوب هو إشارة إلى موقع أورشليم جنوب إسرائيل حيث البركة، وكذلك اليد اليمنى تشير إلى المباركة حيث يبارك الأب ابنه باليد اليمنى. فهو مجازاً "ابن البركة" وهو الاسم الذي أطلقه يعقوب على ابنه الثاني عشر من راحيل.
وتابع: وُلِدَ قديس اليوم بنيامين في بلاد فارس حوالي عام 329م ببلاد فارس (إيران حالياً)، لا يُعرف الكثير عن نشأته، لكن اسمه ظهر في قصص الشهداء على أنه شمّاس ومُبشِّر بكلمة الله، سُجِن في البداية مدة عام بعد اتهامه مع أسقف فارس بأنهما هدما معبداً لعبادة النار.
وأضاف: أطلِق سراح بنيامين على عهد الإمبراطور الروماني الشرقي ثيودوسيوس الثاني، بعد عام بشرط أن يكفّ عن التبشير باسم المسيح، إلا أن بنيامين أعلن أنه لا يمكنه الصمت وعدم التبشير من أجل خلاص البشرية، لذلك تم اعتقاله مرّة أخرى وتعرَّض منذ بداية عام 424م إلى ألوان من التعذيب دون مراعاة لشيخوخته، كان من أشهرها، وضع أعواد قصب مُدبّبة تحت أظافر أصابع يديه وقدميه لتنزيعها، وكذلك طعنه بأعواد أخرى مدببة ومربوطة بأخرى مُدبّبة من أكثر من جانب في معدته وأمعائه وإخراجها مرّة أخرى بعنف شديد، حتى تتمزق أحشائه، ومع تكرار هذا الألم الرهيب والنزيف إلى أن رحل.
نشأة الكنيسة الكاثوليكية؟
الكنيسة القبطية الكاثوليكية كنيسة كاثوليكية شرقية مستقلة وارتبطت بشركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بفرعها الشرقي، أي أنه مسموح للأقباط الكاثوليك بالاحتفاظ بعاداتهم وطقوسهم الكنسية القبطية.
وفي القرن السابع عشر وصلت الإرساليات الكاثوليكية الغربية إلى مصر وكان في طليعتها إرسالية الآباء الفرنسيسكان ، وتم لاحقا تأسيس إرسالية للآباء الكبوشيين في القاهرة عام 1630 م، ثم في عام 1675 م بدأ الآباء اليسوعيون نشاطهم الإرسالي بين مسيحيي البلاد. استقر بعض من هؤلاء المرسلين في الصعيد المصري ولاقوا هناك قبولا كثيرا بين جماعات من الأقباط هناك للدخول في الكثلكة، فقرر بابا الفاتيكان عام 1687 م تأسيس ولاية رسولية لهؤلاء الكاثوليك الجدد ووضعها تحت إشراف الآباء الفرنسيسكان، ومن ضمن هؤلاء الأقباط أًرسل عدد من الشبان إلى روما للدراسة بغية إعدادهم لاستلام المهام الكهنوتية لجماعتهم الناشئة.
وهكذا كانت أعداد الكاثوليك في مصر في تزايد، وفي عام 1741 م اعتنق الكثلكة أسقف أورشليم القبطي الأرثوذكسي الأنبا أثناسيوس، فكلفه بابا الفاتيكان البابا بندكت الرابع عشر برعاية جماعة الأقباط الكاثوليك برتبة نائب رسولي لم يكن عدد تلك الجماعة يربو على ألفي شخص، لاحقا عاد الأنبا أثناسيوس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولكن هذا لم يوقف من استمرار ونمو الأقباط الكاثوليك، حيث خلفه في إدارة شؤونهم صالح مراغي في الفترة ما بين 1744م و1748م، ومن ثم استلم الإدارة ثلاثة رؤساء للإرساليات الفرنسيسكانية، ثم استلمها أيضا أسقف جرجا الأنبا أنطونيوس الذي كان قبطيا أرثوذكسيا عام 1758م.
ومن بعده انتقلت لروكسي قدسي عام 1781 م، وبهذا الشكل توالى على رعاية وإدارة شؤون الأقباط الكاثوليك النواب الرسوليون حتى عام 1824 م عندما تمكن الفاتيكان من الحصول على سماح السلطات العثمانية- التي كانت تحكم مصر حينها- بتنصيب بطريرك للأقباط الكاثوليك، ولكن تلك الموافقة كانت حبر على ورق حتى حين، وفي عام 1829م سمح الأتراك للأقباط الكاثوليك ببناء كنائسهم الخاصة.