في يوم الأرض الفلسطيني.. محمود عباس يرسل تحية إلى الجامعة العربية لدورها في دعم القضية
ثمن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، دور جامعة الدول العربية في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وفقا لما نقله السفير الفلسطيني الدائم لجامعة الدول العربية، اليوم.
وسلط المندوب الفلسطيني الدائم السفير دياب اللوح، خلال كلمته بفعالية الأسرى الفلسطينيين بجامعة الدول العربية، الضوء على واقع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة يصل بعضها إلى حد وصف الجريمة عليها وفقاً للقانون الدولي.
واعتبر أنه ليس من باب المصادفة اختيار يوم الأرض، ليكون يوماً لأسرى فلسطين، فهم الأحق بإحياء يوم تأكيد فلسطينية الأرض وهويتها العربية، فالترابط ما بين الأسرى والأرض الفلسطينية، كان وما يزال وثيقاً، مضيفاً: "هم من انتموا إلى الأرض ودافعوا عنها وضحوا لأجلها فأفنوا بزهرات شبابهم وسنوات أعمارهم خلف القضبان، كما وساهموا في تكوين الشخصية الفلسطينية وتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الارتباط بالأرض الفلسطينية، فكان لهم دوراً بارزاً مبجلاً في مقاومة المُحتل على مدار تاريخ النضال الفلسطيني والسعي نحو حرية الأرض والإنسان".
ضرورة دعم الأسرى الفلسطينيين دوليا
وقال إن دعم الأسرى وإسنادهم، ليس واجباً فلسطينياً وعربياً فحسب، أو أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً فقط، وإنما هو مسؤولية دولية، خاصة وأن القانون الدولي منح الشعوب الحق في تقرير المصير، وكذلك الحق في مقاومة المُحتل، مردفاً:" وإن هذا الحق في النضال، يُسمى أصحابه (محاربو الحرية)، على اعتبار أنهم لا يحاربون من أجل العنف، بل لأن قوى أكبر منهم قد أجبرتهم على خوض الحرب لانتزاع الحرية والسلام وتحرير أرضهم المُحتلة".
وأشار من جانبه أنه لذا أضحت قضية الأسرى عنواناً رئيسياً من عناوين القضية الفلسطينية، وجزءاً أساسياً من نضال حركة التحرير الوطني الفلسطيني، وقضية محل إجماع وطني بين الكل الوطني الفلسطيني.
كما أكد أن الشعب الفلسطيني قدم أرقاماً خيالية من الأسرى والمعتقلين، لاسيما وأن الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى الاعتقالات كوسيلة للعقاب الجماعي وأداة لقمع الفلسطينيين وترهيبهم والانتقام منهم ووأد ثورتهم وإخماد مقاومتهم، حسب قوله.
وتابع: "كما ولم تقتصر اعتقالاته على المقاومين فحسب، وإنما شملت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، ولم تَعد هناك عائلة فلسطينية واحدة، إلا وقد ذاق أحد أفرادها مرارة السجن، بل هنالك من الأسر الفلسطينية التي تعرضت بكامل أفرادها للاعتقال"، مشدداً أنه يوميا يُسجل اعتقالات للاسرى والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
وأوضح المندوب الدائم لجامعة الدول العربية: "إذ يُقدر عدد من مروا بتجربة الاعتقال بنحو مليون فلسطيني، منهم سبعة عشر ألف من النساء، وأكثر من خمسين ألفاً من الأطفال، وما من فلسطيني مرّ بتجربة الاعتقال، إلا وتعرّض -على الأقل- إلى واحد من أحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي، هكذا تُفيد الوقائع وتُؤكد شهادات المعتقلين، بمن فيهم الأطفال والفتيات والنساء وكبار السن، وحتى المرضى والجرحى".
معطيات إحصائية للأسرى الفلسطينيين
أشار السفير دياب اللوح، إلى أنه تحل ذكرى "يوم الأسير" هذا العام في ظل تزايد الاعتقالات وارتفاع أعدادها، ووفقا لإحصائيات فلسطينية رسمية، فلقد سُجل العام الماضي 2021 اعتقال نحو (8000) فلسطيني، منها (2000) معتقل من المناطق المحتلة عام 48، ومن بينها (1300) طفل و(184) فتاة وامرأة. هذا واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الربع الأول من العام الجاري 2022 قرابة (1400) فلسطيني/ة، منهم ما يزيد عن (200) طفل وأكثر من (30) فتاة وامرأة.
وتابع: "وفي سياق الاعتقالات العامة، نلحظ استهدافاً إسرائيلياً متصاعداً بحق مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين خلال السنوات الأخيرة، وتحت ذرائع متعددة اختلقتها سلطات الاحتلال اعتقلت الآلاف من الفلسطينيين هناك"، مشيراً أن المعطيات الإحصائية تفيد بأن سلطات الاحتلال ما تزال تحتجز في سجونها قرابة 450 أسير مقدسي، منهم 45 طفلاً و14 فتاة وامرأة، و42 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وبينهم مَن مضى على اعتقالهم ما يزيد عن عشرين عاماً ، بل ثلاثين عاماً وأكثر، وهؤلاء جميعا يحتجزون في ظروف صعبة أسوة بالآخرين ويتعرضون لذات المعاملة القاسية.
وقال: "هذا بالإضافة إلى صدور مئات قرارات "الحبس المنزلي" والتي باتت تشكل ظاهرة آخذة بالاتساع في القدس، الأمر الذي حوّل مئات البيوت الفلسطينية في القدس إلى سجون، وجعّل من الأهالي المقدسيين سجّانين على أبنائهم القُصّر، تنفيذاً لشروط الإفراج التي فرضتها عليهم المحاكم الإسرائيلية، الأمر الذي أدى ويؤدي إلى بروز الكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية لدى الأطفال وذويهم".
الأسرى والمعتقلون في أرقام
ووفقاً لأحدث الإحصائيات الفلسطينية، فإن سلطات الاحتلال ما تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها نحو (4400) فلسطيني، موزعين على نحو 22 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، منهم (160) طفلاً، و(32) فتاة وسيدة، و(490) معتقلاً إداريا، دون تهمة أو محاكمة، ومن بين أولئك الأسرى يوجد (548) أسيراً، يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد المفتوح (مدى الحياة)، لمرة واحدة أو لعدة مرات، وأعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم لـ(67) مؤبّداً، ومن بين الأسرى عشرات من كبار السن وأكبرهم، ، والأسير فؤاد الشوبكي "أبا حازم" الذي يبلغ من العمر (82عاماً) وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه بالرغم من أنه قضى في السجن 16سنة من مدة حكمه البالغة 17 سنة، وفقا لكلمة المندوب الفلسطيني الدائم لدى جامعة الدول العربية.
تابع: "تفيد ذات الإحصائيات الرسمية أنه ومع نهاية مارس 2022، ارتفع عدد الأسرى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين سنة على التوالي ليصل إلى (152) أسيراً فلسطينياً، وهؤلاء يُطلق عليهم الفلسطينيون مصطلح "عمداء الأسرى"، ومن بينهم (35) أسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد، وهؤلاء يُطلق عليهم "جنرالات الصبر" بينهم(25) أسيراً معتقلين منذ ما قبل اتفاق "أوسلو" وقيام السلطة الوطنية في الرابع من مايو1994، ويعرفون فلسطينياً بالدفعة الرابعة، وهم الذين كان من المفترض الإفراج عنهم أواخر مارس من العام 2014 وفقا لتفاهمات فلسطينية _ إسرائيلية برعاية أمريكية، أي قبل ثماني سنوات"، لافتاً أن حكومة الاحتلال تنصلت من الاتفاق وتراجعت عن الإفراج عنهم وأبقتهم في سجونها حتى يومنا، مما رفع عدد الأسرى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين سنة ومازالوا في السجن إلى (17) أسيرا، بينهم (8) أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من خمس وثلاثين سنة بشكل متواصل، أقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس المعتقلان منذ كانون يناير1983، هذا بالإضافة إلى عشرات آخرين من الأسرى الفلسطينيين الذين سبق وتحرروا في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
الأطفال في سجون الاحتلال
كما نندد بما تقوم به دولة الاحتلال باعتقال الأطفال مع عدم مراعاة براءة طفولتهم واحتياجاتهم الخاصة، فواصلت استهدافهم، قائلا:" حيث أفادت هيئة شؤون الأسرى والمؤسسات الفلسطينية المختصة في تقريرها السنوي أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 1300 طفل خلال العام المنصرم، أغلبيتهم من القدس، نحو 750 طفلاً! وهذا يؤشر إلى تصعيد إسرائيلي خطير بحق الأطفال الفلسطينيين عامة، والمقدسيين خاصة، مما يشكل خطرا على واقع ومستقبل الطفولة الفلسطينية.".
أكد السفير الفلسطيني دياب اللوحـ أن ما زالت سلطات الاحتلال تحتجز نحو (160) من المعتقلين الأطفال ضمن ظروف سيئة جداً، وتعاملهم بقسوة وتحرمهم أبسط حقوقهم، وتُخضعهم للتعذيب، وتفرض عليهم أحكاماً جائرة مقرونة بغرامات مالية باهظة، مما يشكّل عبئاً اقتصادياً إضافياً على كاهل الأسر الفلسطينية.
الأسرى المرضى
ولفت إلى أنه فيما بلغ عدد المرضى قرابة (600) أسير/ة، يعانون أمراضا عديدة، وبين هؤلاء (300) أسير يعانون أمراضاً خطرة ومزمنة كالسرطان والشلل مثلاً، من دون أن يحظى أيٌّ منهم بأي قدر من العناية الطبية، في ظل تردي الأوضاع الصحية واستمرار الإهمال الطبي والاستهتار الإسرائيلي.
استطرد:" والأدهى أنه ومنذ انتشار جائحة "كورونا" في المنطقة قبل عامين تقريباً، لم توقف قوات الاحتلال اعتقالاتها للفلسطينيين، كما ولم تتخذ إدارة السجون الإسرائيلية الوسائل اللازمة لحماية الأسرى، ولم توفر سُبل الوقاية ولم تُجرِ أية تغيرات أو تحسينات على النظام الصحي أو الغذائي وقواعد المعاملة مما ساعد في وصول الفايروس إلى داخل السجون وانتشاره بين صفوف الأسرى، فأصاب وفقاً لتقديرات المؤسسات المختصة قرابة (1000) أسير فلسطيني، وهنا لابد من الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال مازالت تمنع زيارات أسرى غزة بذريعة "كورونا"، دون أن توفر لهم البدائل بما يضمن استمرار التواصل الإنساني بين الأسرى وذويهم".