«الحجاج يأمر أعرابيا بالغداء».. طرائف تاريخية في شهر رمضان
وقعت بعض الأحداث الطريفة خلال شهر رمضان، روى الكاتب مصطفى عبد الرحمن في كتابه «رمضانيات» أن الحجاج خرج ذات يوم قائظ فأحضر له الغداء، فقال «اطلبوا من يتغذي معنا، فطلبوا فلم يجد إلا أعرابيا، فاتوا به فدار بين الحجاج والأعرابي حوار».
طلب «الحجاج» من الأعرابي أن يتناول الغداء «هلم أيها الأعرابي لتناول طعام الغداء»، فرد «الأعرابي»: «قد دعاني من هو أكرم منك فاجبته»، فسأله الحجاج: من هو؟ فرد الأعرابي: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائم، فرد الحجاج: أصوم في مثل هذا اليوم على حره، فرد الأعرابي: صمت ليوم أشد منه حرا، فرد الحجاج: أفطر اليوم وصم غدا.
سأل الأعرابي الحجاج هل يضمن له أن يعيش غدا، فرد الحجاج بان ذلك في علم الله، فرد الأعرابي: كيف تسألني عاجلا بآجل ليس إليه من سبيل، فرد الحجاج: أنه طعام طيب، فرد الأعرابي: والله ما طيبه خبازك ولا طباخك ولكن طيبته العافية، فرد الحجاج: بالله ما مثل هذا، جزالله خيرا أيها الأعرابي.
أمر الحجاج للأعرابي بجائزة
وجاء في الكتاب من الطرائف التي حصلت في شهر رمضان، أن أعرابي شوهد يأكل بالنهار في شهر رمضان، فقيل له: ما هذا؟ فقال الأعرابي: رأيت في كتاب الله "كلوا من ثمره" وقد خفت أن أموت قبل وقت الإفطار فأكون عاصيا.
وروى «عبد الرحمن» في فصل "طرائف رمضان"، أن رجلا ذهب إلى فقيه ليستفتيه، فقال له: لقد أفطرت يوما في رمضان بعذر، فقال له الفيقه: اقض يوما، قال: قضيت وأتيت أهلي وقد صعنوا «ميمونة» فامتدت إليها يدي وأكلت منها، قال: فاقض يوما آخر، قال: قضيت وقد أتيت أهلي وقد صنعوا "هريسة" فسبقني يدي إليها وأكلت منها، قال له الفقيه: الرأي عندي أنك لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.
كان من عادة عمر بن عبد العزيز وهو والي المدينة ان يصلي في رمضان الصلوات الخمس كلها في مسجد رسو الله، وبينما هو يصلي العصر رأى أعرابيا يأكل بجانب قبر السول، فدنا منه وقال له: أمريض أنت؟ قال: لا، فسأله: أعلى على سفر؟ قال الأعرابي: لا، فرد: فمالك مفطر والناس صائمون؟ قال الأعرابي: إنكم تجدون الطعام فتصومون، وأنا إن وجدته لا أدعه يفلت مني.