محللون سياسيون: لقاء العقبة ناقش الأمن الإقليمي في وقت مفصلي من تاريخ المنطقة
قال الكاتب و المحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي، إن العنوان الأبرز في اللقاء الرباعي في العقبة مساء الجمعة الماضية هو الأمن الإقليمي بجوانبه المختلفة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أنه ستكون النتيجة النهائية لهذا اللقاء وغيره من اللقاءات في الاجتماع المنتظر بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الذي سيجمعه بوزير الخارجية الأمريكي بلينكن في المغرب.
وتابع أن الملفين البارزين في الأمن الإقليمي هما الحديث المتواتر والمتداول عن قرب توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وإيران والملف الآخر فيما يخص الأمن الإقليمي هو الاعتداءات المستمرة الحوثي لتهديد الأمن الإقليمي وأمن الطاقة، من خلال استهداف المنشآت البترولية السعودية وكأنه بذلك يهدد الأمن العالمي في لحظة الجميع يبحث عن حل لخطر الطاقة الناتج عن الحرب الأوكرانية.
- اللقاء الرباعي له أبعاد سياسية وأمنية ودولية
ومن جانبه قال عبد القادر النايل الباحث السياسي الأردني، إن اجتماع العقبة في الأردن الذي جرى بضيافة الملك الأردني وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ، و الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، ومصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، وشخصيات رفيعة المستوى من المملكة العربية السعودية يأتي في وقت حساس ومفصلي من تاريخ المنطقة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الدستور" أن اللقاء الرباعي له أبعاد سياسية وأمنية ودولية، و يطمح لتعزيز التعاون عبر طريق الشام الجديد الذي وقع بعد سلسلة اجتماعات في مصر والأردن والعراق والذي يربط البصرة أقصى العراق بعمان والقاهرة بريا وهو يعكس حالة إيجابية مهمة لشعوب المنطقة وفي مقدمتها تحسين الأوضاع الاقتصادية للشعوب وتوحيدها لأن فيه إجراءات ميسرة للتواصل.
وأشار إلى أن هذه الوحدة لها دلالتها المهمة على دول الخليج لأن العراق يمثل العمق الاستراتيجي لامنها، فضلا عن مناقشة الأزمة الغذائية التي تعصف بالعالم وستتعمق في الأشهر القادمة بسبب الحرب الأوكرانية الروسية التي اتخذت الدول العربية المجتمعة موقفا حياديا يدعو إلى السلام حاضرة في حوارتهم لما فيه مصلحة الشعوب في تأمين الغذاء وإيجاد وسائل فاعلة للتغلب عليها ولاسيما أن جميع هذه الدول إذا تعاونت بشكل كبير لديها إمكانيات هائلة من الزراعة والموارد الطبيعية التي يؤهلها دورها أن تنهض بالاعتماد على أنفسها.
- بحث الكثير من القضايا والمتغيرات الإقليمية و العالمية
أما المحلل السياسي العراقي واثق الجابري، فقال إن لقاء العقبة كان لقاء رباعي عربي أخوي يأتي في سياق جملة من المشتركات الإقليمية والدولية وتبادل المصالح لاسيما وهناك جملة من الاتفاقيات العربية السابقة بين الدول الأربعة، من أجل تبادل المصالح وعلاقات مشتركة على مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية والصناعية والعراق يحتاج إلى الطاقة الكهربائية والأيدي العاملة والخبرات ومنها الخبرات المصرية تحديدا.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن اللقاء الرباعي تناول الكثير من القضايا والمتغيرات العالمية، أبرزها، توحيد الصف العربي تجاه هذه القضايا، وتابع الحكومات العربية مسئولة تجاه شعوبها وتجاه المنطقة الاقليمية والعالمية، مشيرا إلى أن الحرب الاوكرانية تنعكس على الواقع العربي بالتأكيد، مؤكدا أن الدول العربية تستطيع تجاوز الازمة العالمية الاوكرانية،واختتم: اللقاء الرباعي يصب في مصلحة الدول العربية.
فيما قال الدكتور اياد المجالي الباحث الأردني في العلاقات الدولية والمحلل السياسي إن قمة العقبة في وقت حساس، قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لذلك ناقش القادة العرب الأربعة ابرز ملامح التحديات المشتركة سياسياً واقتصاديا على شعوب المنطقة.
وأشار إلى أن أبرز هذه التحديات التي تجعل صانع القرار يبحث عن بدائله السياسية مع شركائه الإقليمية خاصة أن المتغيرات الكبرى، أصبحت تفرض علي شعوب المنطقة وقادتها اتخاذ مواقف جريئة تراعي مصالحها وامنها الجيوسياسي وتلزم القادة اتخاذ إجراءات وقرارات تفاعلية على شكل تحالفات وتكتلات جديده تبحث عن سبل حماية المنطقة من آثار هذه المتغيرات .