مع اقتراب شهر رمضان.. ضحايا «الياميش» الفاسد يتحدثون لـ«الدستور»
مع اقتراب شهر رمضان خلال العام الماضي، قامت بسمة.م، ثلاثينية، بالبحث عن تجهيزات رمضان في عدد من الأسواق والمحلات، رغبة في توفير النفقات وقتها وبسبب ارتفاع الأسعار، ودلتها إحدى جيرانها على صديقة تبيعه بأسعار خاصة.
ابتاعت بسمة منها كميات بسبب رخص الأسعار: «الأسعار عندها كانت غريبة ونفس الحاجة بره كانت بأضعاف الأسعار، عشان كدة اشتريت كميات كبيرة تكفي شهر رمضان بأكمله وحاجات للأولاد يأكلوها».
لم يمر سوى أسبوع على استخدام تلك المنتجات حتى انتهت صلاحيتها: «كانت جايبة منتجات مفروض تتعدم لأن صلاحيتها كانت هتنتهي بعد إسبوع وطبعًا مفيش حد بيبص على الصلاحية ودا اللي حصل معايا».
تختتم: «بدأت أعراض تظهر على أولادي لأنهم أطفال ومش بياكلوا كميات كبيرة وحاولت أرجع للست دي عشان أفهم منها رفضت الكلام وقالت أن دا سوء تخزين ومقدرتش اشتكي لأنه شغل خاص مش عليه رقابة».
حالة بسمة تتكرر كل عام مع اقتراب شهر رمضان، والذي تبدأ فيه جهود الدولة في مواجهة «الياميش» الفاسد، الذي يتم بيعه في الأسواق والمحلات بلا رقابة عليه، ويكون له ضحايا يقومون بتناوله دون النظر إلى مكوناته أو صلاحيته ويتضررون بشكل كبير منه.
واتساقًا مع ذلك، قامت الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة، بالتنسيق مع إدارات وأقسام شرطة التموين وفروعها الجغرافية بمديريات الأمن وقطاع الأمن العام، حملاتها التموينية المكبرة؛ لضبط الجرائم التموينية.
أسفرت الحملات عن ضبط 1282 قضية تموينية متنوعة، من بينها 5 قضايا حجب سلع غذائية بإجمالي مضبوطات بلغت أكثر من 8 أطنان «دقيق – زيت طعام – سكر – مسلى – مكرونة – أرز - ياميش».
إلى جانب 85 قضية بيع بأزيد من السعر بإجمالي مضبوطات بلغت 53 طن أسمنت وأكثر من 72 طن «دقيق – زيت طعام – سكر – مكرونة – أرز – فول – أعلاف»، و4 قضايا الاستيلاء على السلع المدعومة بمضبوطات بلغت أكثر من طن «دقيق مدعم – أسمدة مدعمة»، بإجمالي مضبوطات بلغت قرابة 135 طن – 2595 عبوة – 91386 قطعة – 16 إسطوانة بوتاجاز.
وبالفعل هناك ضحايا لتلك المنتجات والتي أصبحت تجارة كل عام مع اقتراب الشهر الكريم، لاسيما أن المواطنين يقومون بالشراء من أماكن غير موثوق فيها ويكونوا ضحايا لتلك المضبوطات الفاسدة.
مروة.ع، إحدى السيدات اللاتي وقعن في فخ ياميش رمضان الفاسد أيضًا، والتي ابتاعته من أحد المجمعات الاستهلاكية قبل أن يتم غلقها بإسبوع واحد: «المجمعة جنب البيت ودايمًا بشتري منها كل حاجة حتى ياميش رمضان».
وأضافت: «لكن السنة اللي فاتت بعد ما اشتريت الحاجات وبسعر أقل من الخارج، فوجئت بعد إسبوع بغلق المجمعة وتشميعها من التموين، ولما سألنا عن السبب قالوا إنها بتبع منتجات فاسدة ومنتهية الصلاحية».
وتابعت: «اضطريت أرمي كل المنتجات اللي أنا جبتها من الجمعية رغم أن صلاحيتها كانت لسه متاحة لكن خوفت يكون فيه منتجات ليها أضرار بيبعوها من غير ما يقولوا وبقيت اشتري من عربيات الحكومة».
وفي الوقت الحالي ومع اقتراب شهر رمضان أعلنت وزارة التموين أن منافذ كلنا واحد تقدم السلع الغذائية لا سيما مستلزمات رمضان بأسعار مخفضة، في أكثر من 750 فرعًا بمبادرة "كلنا واحد" على مستوى الجمهورية.
وتوفر المبادرة سلعًا غذائية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50%، فيما تم التنسيق مع مسئولي عدد من الكيانات الصناعية والتجارية الكبرى والموردين، وإنشاء 4 سرادقات بالميادين الرئيسية إلى جانب التنسيق مع مسئولى عدد من الشركات لإقامة معرض ثابت لمنتجات تلك الشركات بساحة مجاورة لقاعة المؤتمرات التابعة لهيئة استاد القاهرة الدولي.