من نصر أكتوبر للحرب على الإرهاب.. العلاقات المصرية السودانية جذور ممتدة (تقرير)
يرتبط السودان مع مصر بعلاقات قوية، واشتد رباطها بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وجه جهوده لحماية أمن مصر القومي، ولأنه تمتد الحدود المصرية السودانية نحو 1273كم، لذا يمثل السودان العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر، فأمن السودان واستقراره يمثلان جزءًا من الأمن القومي المصري.
وعانى السودان لمدة 3 عقود من وضع اسمه في قوائم الإرهاب وشهد أشكالا متعددة من القيود، وكانت مصر المبادرة الأولى في طلب رفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب.
وفي سبتمبر 2019 طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في كلمته أمام الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إنه يجب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعدما شهدته من تطورات كثيرة خلال الفترة الماضية، بمختلف الأصعدة.
التفكير في مصالح الجوار متأصل في القيادة المصرية، فكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ينظر إلى أمن السودان من خلال حدوده لدول إفريقيا، وهو ما أدخل مصر في مواجهة شاملة مع الاستعمار القديم، وبالفعل بعد فشل عدوان عام 1956 انتهت الإمبراطورية البريطانية، ووقع الوفدان المصرى والبريطانى على اتفاقية الحكم الذاتى للسودان في 12 فبراير 1953.
وفي عام 1959 وقع الجانبان اتفاقية بناء السد العالي ولم يمانع السودان، بل وسافر "عبد الناصر" إلى الخرطوم ليعلن عن استقلال الشعب السودانى أمام البرلمان.
وفي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات قويت العلاقة بشكل أكبر، وكان هناك تعاون عسكري مشترك في حرب أكتوبر 1973، وبعدها تم تعزيز التعاون في كل المجالات بين الدولتين.
ظلت العلاقات بين المد والجزر حتى تولى الرئيس السيسي الذي سعى للحفاظ على حقوق الجوار، والتي بدأت بافتتاح معبر أشكيت في أغسطس 2014، حتى التعاون في مجالات الاستثمار والتعليم والصحة، فضلا عن موضوع الربط الكهربائي بين مصر والسودان.
ومن حرب أكتوبر للحرب على الإرهاب، دعمت السودان موقف مصر في الحرب على الإرهاب، ففي مايو 2019 تعهد الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني بتسليم كل المطلوبين أمنيا للأمن المصري، ووقع الجانبان اتفاقية لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب.