كيف أصبحت ماليزيا طوق النجاة للإرهابيين بأمر من تركيا وقطر؟ (تقرير)
بعد انكشاف أمر تركيا وقطر فيما يخص دعمهما التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والضغط الدولي الذي شاهده البلدان للتخلي عن مواقفهما الداعمة لهذه الجماعات، أصبح البلدان في موقف حرج أمام العالم خصوصًا بعد مقاطعة الدول لهما وتعطل مصالحهما الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ولم يعد لديهما حل سوى وجود ملجأ آخر للتنظيم الإخواني الإرهابي وأذرعه المسلحة حتى يحافظا على علاقتهما به في الخفاء ومحاولة كسب ود دول العالم لهما مرة أخرى، لهذا فقد قررا إرسال عناصرهما الإخوانية إلى ماليزيا التي تعتبر أرضًا خصبة للتنظيم الإخواني الإرهابي نظرًا لوجود تمثيل إخواني قوي بها، وانتشار العديد من الشركات الاقتصادية التي تمدهم بالتمويل بشكل خفي في أراضيها.
- بداية التنظيم الإخواني الإرهابي في ماليزيا
تسلل عناصر التنظيم الدولي للإخوان الإرهابيين إلى ماليزيا مثلما تسللوا إلى الدول الأخرى، فقد بدأوا فكرهم في الانتشار على الأراضي الماليزية مع قيام ما يسمى بالصحوة الإسلامية الماليزية التي انطلقت في فترة السبعينيات من القرن الماضي.
- حركة الشباب الإسلامي
لم يختلف منهج الإخوان المسلمين في ماليزيا كثيرًا عن باقي الدول التي تسللوا إليها، فقد نمت الحركة الإسلامية الخاصة بهم بشكل واسع في الجامعات الماليزية، وبدأت تنظيماتهم الإرهابية بحركة الشباب الإسلامي في ماليزيا عام 1971 التي تعتبر أولى وأهم الحركات التي خرجت من عباءتهم.
استغلت هذه الحركة أحداث الشغب التي حدثت في بالنج وكدا عام 1974، للعب دور الإخوان الإرهابي المعهود في تحريض الشعوب على حكوماتهم من خلال فتح الملفات الشائكة كالفقر والتخلف وعدم التطور لتمرير مبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع لحل هذه الملفات.
- الحزب الإسلامي الماليزي
وفي عام 1951، تم تأسيس الحزب الإسلامي الماليزي (باس) ليكون بمثابة الذارع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في ماليزيا والذي يترأسه حاليًا (عبد الهادي أوانج) رئيس حكومة ولاية ترنجانو بماليزيا.
يحكم هذا الحزب العديد من الولايات الماليزية منها "ترنجانو دار الإيمان"، و"كلنتن دار النعيم" حيث يحكمها الحزب من 36 عامًا وأيضًا "ولاية سلانغور دار الإحسان"، كما يشارك الحزب في حكم ولاية "كيدا أو قدح دار الأمان" وولاية "براق دار الرضوان".
وقد انتشر العديد من الجمعيات والمنظمات الإخوانية الأخرى في ماليزيا منها جمعية إصلاح ماليزيا وجماعة الأرقام.
- قطر تأمر جنودها الإخوان بالانتقال إلى ماليزيا
في عام 2014 وبعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدة ومن بينها قطر، أمرت الأخيرة عددًا من قيادات الجماعة الإرهابية المقيمين بها بمغادرة البلاد خلال شهر، وتوقع العديد من الخبراء احتمالية انتقالهم إلى ماليزيا أو جنوب إفريقيا أو إندونيسيا لأنها الدول الأكثر احتضانًا لعناصر الجماعة الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو في مصر.
- وزير الداخلية الماليزي يرحب بالإخوان
في عام 2017 أعلن أحمد زاهد حميدي، وزير الداخلية الماليزي في تصريحات إعلامية ترحيبه باستضافة عناصر الجماعة الإرهابية في بلاده، وأبدى موافقته على أن تصبح كوالالمبور المأوى الجديد لعناصر وقيادات الإخوان الإرهابيين، ليعطي بذلك إشارة خضراء للتنظيم الإرهابي لمروره إلى الأراضي الماليزية رغبة في رفع الحرج عن حلفائهم (تركيا وقطر) خصوصًا بعد أزمتهما الأخيرة مع دول الخليج.
بعد هذه التصريحات، بدأ التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية يرسل قياداته في زيارات إلى كوالالمبور ومن بينهم راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية الذي تم سحب الجنسية السودانية منه، ثم نظمت الجماعة الإرهابية اجتماعًا لهم في ماليزيا وتحديدًا في ولاية (كيلانتان) تحت مسمى "الاجتماع الدولي لتضامن الأمة الإسلامية في آسيا"، وذلك بالتعاون مع حكومة الولاية واتحاد علماء المسلمين كخطوة استباقية لإعلانهم الموافقة على انتقالهم لماليزيا.
- الإخوان الإرهابيون يفضلون ماليزيا
وأعلنت قيادات الجماعة الإرهابية عن أن ماليزيا هي الخيار الأفضل لهم لأن الحزب الإسلامي الماليزي يتبنى نهجهم ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنظيم الدولي الخاص بهم، وأمر التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية في نفس العام 2017 عناصره بالانتقال إلى كوالالمبور، وقالت صحيفة عكاظ السعودية، إنها علمت من مصادر مطلعة أن التعليمات الإخوانية الجديدة تنص على مغادرة قطر إلى ماليزيا، وبريطانيا.
كما أكدت الصحيفة في نفس العام أن هذه التوجيهات صدرت أثناء انعقاد اجتماع لقيادات التنظيم الدولي الإرهابي في تركيا.
- مؤتمرات التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية
احتضنت ماليزيا خلال السنوات السابقة من 2013 حتى 2018، وخصوصًا بعد سقوط ورقة الإخوان الإرهابيين في مصر بعد ثورة 30 يونيو عناصر التنظيم الدولي الإرهابي، كما أكدت التقارير أن حركة حماس الإرهابية تبحث – هي الأخرى – عن حليف غير عربي لها في ماليزيا، بعد سقوط الإخوان الداعمين لهم في مصر، ودولة حاضنة لها عوضًا أو على الأقل بموازاة إيران بعد أن أصبحت المصالحة الإيرانية الأمريكية تظهر جلية أمام العيان.