باحث إسلامي: 4 سيناريوهات تنتظر داعش بعد مقتل "البغدادي"
يقول عمرو فاروق، الباحث في شئون الحركات المسلحة، إن "هناك عددا من السيناريوهات المنتظرة لمصير تنظيم داعش الإرهابي عقب الإعلان عن مقتل زعيمه، أبوبكر البغداي، خلال غارة نفذتها قوات النخبة الأمريكية".
وأضاف فاروق، في تصريحاته، أن "السيناريو الأول قيادة مؤثرة، وهو أن يستمر تنظيم داعش وبقاؤه على ما هو عليه في ظل وجود قيادة قوية لديها القدرة على الهيمنة وتستطيع السيطرة على مفاصل التنظيم وإعادة ترتيب الأوراق داخل البيت الداعشي، لاسيما إذا تم تنصيب أبوعمر قرداش، الذي تم تعيينه نائبا للبغدادي خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد إصابة البغدادي، خاصة أنه يعتبر قائدا عسكريا بحكم كونه ضابطا سابقا في الجيش العراقي، وتولى مسئولية الجهاز الأمني في داعش، كما أنه مرجع شرعي سابق لتنظيم القاعدة، ما يؤهله لوضع التنظيم في مرحلة جديدة، والقضاء على الخلافات والصراعات الداخلية التي تعصف بالكيان وفروعه، المشتعلة بين ما يعرف حاليا بتيار الأنصار وتيار المهاجرين".
وتابع: "السيناريو الثاني: أن تكون القيادة ضعيفة، وهي تحول التنظيم داخل سوريا والعراق إلى مجموعة من الخلايا العنقودية، وفق استراتيجية "الذئاب المنفردة" أو "خلايا التماسيح"، والتعايش مع فكرة التكييف الكموني، ومحاولة التخفي في التضاريس الطبيعية الصعبة داخل المناطق الصحراوية على الحدود السورية العراقية والبقع الجغرافية القريبة، مكونين جيوبا جديدة، والاتجاه لتعديل التكتيك وفق ما يسمى حرب العصابات".
وأوضح أن السيناريو الثالث: استقلال الفروع، وهو بقاء بعض الفلول الداعشية في سوريا والعراق، تحت قيادة ضعيفة، مع إعلان انفصال فروع وولايات التنظيم المنتشرة في نطاقات جغرافية ممتدة داخل إفريقيا وآسيا، والمنطقة العربية، واستقلال قيادات هذه الفروع عن التنظيم الأم، وتحويلها لكيانات ونسخ جديدة من التنظيم بمسميات متعددة، تحمل نفس التوجهات والأفكار والأدبيات، ما يعد محاولة لخلق زعامات تكفيرية متطرفة جديدة تمنح الساحة الجهادية المسلحة زخما خلال المرحلة المقبلة.
واختتم بقوله: "السيناريو الرابع: التفكك الكامل، وهو تفكك التنظيم بكل مكوناته وفروعه وولاياته، سواء داخل سوريا والعراق أو في أي نطاق جغرافي آخر، وتماهي عناصره وخلاياه في مكونات أخرى ينتج عنها نسخ جديدة من التنظيم الأم تحمل نفس التوجهات والأطروحات التكفيرية في ظل وجود العديد من المرجعيات التي تعمل على بقاء وبلورة الفكرة التكفيرية لدى الأجيال الجديدة، لاسيما من يطلق عليهم "أشبال الخلافة"، الذين يمثلون وقودا للتنظيمات الجديدة خاصة داخل إفريقيا، التي وظفها داعش لعمليات الاستقطاب والتجنيد للأجيال الجديدة وفقا لاستراتيجية الإخوان في تجنيد الأطفال والمراهقين.