القائد الإدارى المتسامح فى بيئة العمل التنظيمية
إن القيادة الإدارية تعتمد على مجموعة من المفاهيم المتعددة، فهناك من يراها على أنها المهارات والقدرات التي يمتلكها القائد لتوجيه العمل الإداري وسلوك الموظفين، وتقوم على مبادئ علمية مع توفير إطار من الحرية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وينظر للقيادة على أنها التفاعل المتبادل بين أعضاء ومجموعة ما، والقادة هم أعضاء التغيير، وهم الأشخاص الذين يمارسون التأثير فى الآخرين أكثر من غيرهم (Gibson etat، 2003، 299).
وتحتاج المؤسسات بصورة عامة إلى القادة الذين تتسم تصرفاتهم بالأخلاقية، ويعملون على تنمية السلوك الأخلاقي، وتحفيز الموظفين على التعامل بمثل هذا السلوك فى العمل اليومى الإداري، علاوة على الحد من السلوكيات التي تتسم بالمعايير غير الأخلاقية والوقاية منها، كما يحدد القادة الأخلاقيون طبيعة القرارات التى يتم اتخاذها والطرق التى تتم بها، بالإضافة إلى الأهمية التى تمثلها الأخلاق فى صنع القرار، وعلى هذا الأساس فينبغي على المؤسسات اختيار واستقطاب القادة الأخلاقيين والعمل على تنميتهم وتدريبهم والحفاظ عليهم داخل المؤسسات، حيث يقوم القادة باستخدام أدوات التبادل الاجتماعي، وتقوية أواصر العلاقات لتفسير التفاعلات الاجتماعية والتأثير على سلوك الموظفين، وفى هذا السياق يشعر الموظفون بإحساس من الالتزام لتبادل السلوكيات مع القائد الذى يمثل المؤسسة.
كما أن توافر الذكاء الأخلاقي لدى القادة، الذي يعتبر أحد أهم أنواع الذكاءات، والذي يفسر ويصف السلوك الأخلاقي فى إطار مجموعة من القدرات هى: تقبل الآخر- أيًا كان - والتعاطف والضمير والتحكم الذاتي والاحترام والتسامح والعطف والعدالة والاحتواء، وهذه القدرات تساعد القيادي فى حل المشكلات التى يواجهها فى العمل الإداري، مثل: الصراع فى بيئة العمل، وتساعده على أن يبقى فى الطريق الصواب، ويتحلى بالتصرف السليم مع مرءوسيه، ويمكننا أن نميز تلك القدرات على أنها صفات يمكن أن يكتسبها القائد الإدارى المتسم بالتسامح.
القائد المتسامح والالتزام التنظيمى:
إن الحالة الوجدانية والإصرار والمثابرة الدافعة بشأن العمل هي مدى ارتباط الموظف بالعمل، حيث إن الالتزام التنظيمي يشير إلى بُعد القوة فى المستويات الأعلى من الطاقة والمرونة الفكرية والاستيعاب، والتركيز بشدة فى العمل لدرجة أن يصل الموظف لإحساس بأن وقت العمل يمر سريعًا دون أن يشعر به الموظف، بالإضافة إلى صعوبة قيام الموظف بفصل نفسه عن وظيفته، وهذا الالتزام التنظيمي يرجع إلى أثر القيادة المتسامحة الخلوقة على الموظفين، حيث يمكن تفسير العلاقة بين القائد المتسامح وبين الالتزام التنظيمي من خلال وضع القادة ثقتهم فى الموظفين ذوى المسئولية كوسيلة لزيادة الدافعية لديهم، ووضع احتياجاتهم للنمو فى الاعتبار، مما ينعكس على احساس الموظفين بالمسئولية أيضًا، فالقائد المتسامح يمثل نموذجًا يحتذى به الموظفون فى الالتزام التنظيمي، ما ينعكس على توجيه طاقاتهم نحو العمل.
القائد المتسامح والحد من الصراع فى بيئة العمل:
يعتمد القائد المتسامح على تعزيز التعاون بين الموظفين، حيث يبذل المساعي لتأكيد دعم اعتقاد الموظفين بأن أهدافهم– الشخصية تحديدًا- متوافقة أكثر منها متنافسة، كما تهدف إلى دفعهم إلى مناقشة خلافهم بصراحة، ووضوح وشفافية، الأمر الذي يؤدي إلى تحويل الصراع إلى الاتجاه الإيجابي للمؤسسة من أجل حل الصراعات والنزاعات بصورة ميسرة وسهلة، كما أن الاتفاق والتعاون يعتمدان على تقديم بعض التنازلات للوصول إلى نقطة التقاء مع الطرف الآخر، مثل: مواقف الصراع المتنوعة، ويمثل الاتفاق أعلى درجات الحكمة حين يصل الطرفان إلى اتفاق مرض نسبيًا.
القائد المتسامح وتحقيق العدالة التنظيمية:
إن القائد المتسامح يستطيع أن يحقق العدالة التنظيمية بشقيها: عدالة منح المكافآت والحوافز التي يتحصل عليها الموظف، وعدالة الإجراءات أثناء تحصيل هذه الحوافز، فالموظفون يقيمون مدى العدالة المتوفرة داخل المؤسسات وفقًا لأساسين هامين هما "التوازن، والتصحيح"، فالتوازن يتم من خلال تقييم المخرجات المرتبطة بالموظفين مقارنة مع قيمة المدخلات فى المؤسسة، أما التصحيح فهو يشير إلى جودة القرارات أو الإجراءات التى تجعلها تبدو عادلة وملائمة للموظفين، ويستطيع القائد المتسامح أن يحقق العدالة التنظيمية من خلال الشفافية التي يتبعها فى سلوكياته مع موظفيه أثناء تحقيق عدالة التوزيع فى المكافآت والحوافز التشجيعية، بالإضافة إلى اتباع مجموعة من القواعد عند تحقيق العدالة فى الإجراءات واتخاذ القرارات، ومن أهم هذه الأسس:
• الأساس الاستئنافي: بمعنى خلق فرص لتعديل وتصحيح القرارات إذا ما ظهر ما يبرر ذلك.
• الأساس الأخلاقي: أي أن توزيع المصادر ينبغى أن يتم بناءً على المعايير الأخلاقية السائدة.
• الأساس التمثيلي: ينبغي أن تتسع عملية اتخاذ القرار لجميع آراء الموظفين ووجهات نظر المتعاملين.
• الأساس الحيادي: ينبغى عدم تقديم المصلحة الشخصية، وجعلها تؤثر على إجراءات عملية اتخاذ القرار.
القائد المتسامح ووضوح التعاملات مع الموظفين:
تعد المعاملات التى تتم بين القائد المتسامح ومرءوسيه بُعدًا من أبعاد الذكاء الأخلاقي، وهناك أربعة عوامل تحدد إدراك الموظفين لوضوح التعاملات، وهي: مدى وجود دوافع واضحة لاتخاذ القرارات، ومدى إخلاص القائد المتسامح وصراحته وعدم استخدامه للخداع فى تعامله مع موظفيه، ومدى احترام القائد المتسامح الموظفين، ومدى التزام القائد بحدود اللباقة فى تعامله مع الموظفين وعدم استخدام ألفاظ غير مناسبة لسياق العمل.
القائد المتسامح وتقبل الآخر:
ينبغي للقائد المتسامح ذي المهارات الإنسانية والاجتماعية، والذي يجيد فن التعامل مع موظفيه، أن يتقبل مرءوسيه ويتقبل اقتراحاتهم ويناقشهم فيها للوصول إلى أنسب الاقتراحات التي يمكن أن توجه سير العمل الإدارى فى المسار الصحيح، وفى اتجاه تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
القائد المتسامح والتعاطف والسعادة الوظيفية:
منحنا الله العقول والعواطف بشكل متفاوت ومتنوع ليستفيد الجميع من هذه الاختلافات فى جميع المجالات الإدارية والوظيفية، الأمر الأكثر أهمية هو قدرة القائد المتسامح على توظيف سمة التعاطف مع موظفيه.
فالعمل الإداري يستلزم وجود تعاطف بين القائد والموظفين حيث تعطيها جانبًا مهمًا فى العمل الإدارى.
فالعلاقة تؤسس على أهم المبادئ الأخلاقية المتسمة بالدفء والتقبل والاحترام إلا أننا نجد أن توفر المناخ المتسم بالتعاطف والمشاركة فى المشاعر هو باب العملية الإدارية، فالمشاعر الإنسانية تقسم إلى شقين: أحدهما مشاعر إيجابية وأخرى سلبية، أما الشق الإيجابي فيتمثل فى التعاطف الوجداني الذي يقوم على تفهم مشاعر الموظفين الخاصة حول الخبرات والمواقف الوظيفية المهمة على أحسن وجه، ومساعدتهم على فهمها، وفهم الأوضاع والحالات التى تدفع الموظف على تبني بعد المواقف المحددة لهذه لمشاعر القوية وتجريبها، وهناك حالات ينبغى للقائد المتسامح الانتباه إليها كحالات الحزن والإحباط والإحساس بالمرح والسعادة، ومن ثم ينبغي على القائد أن يتفهم هذه المشاعر، ويتعاطف معها وجدانيًا ويشارك أحاسيسه خلال عمله الإدارى مع مرءوسيه من أجل استمرارية العمل، وتحقيق النجاح وهناك اتجاهان للتعاطف، أولهما: الاتجاه المعرفي ومن خلاله يمكن للقائد أن يتفهم ويضع الاحتمالات الدقيقة الخاصة بمشاعر الموظفين، أما الاتجاه الثانى: فهو عبارة عن استجابة انفعالية للخبرات الوظيفية المدركة من جانب الموظفين، إذن الاتجاه الثاني يركز على البعد الانفعالي، ومن الفوائد الرئيسية للتعاطف الوجداني بالنسبة للقائد المتسامح (فهم الذات، التقدير والتفهم الإيجابي للآخر، التكييف الانفعالي والاجتماعي، الرضا عن العلاقات الوظيفية مع الزملاء...)، ومن ثم كل ما سبق يسهم فى تحقيق السعادة الوظيفية، ويسهم فى معرفة احتياجاتهم الشخصية والوظيفية، مما ينعكس على أدائهم الوظيفي والوصول به إلى أعلى المستويات من خلال هذا القائد الإداري المتسامح.
*كاتب إماراتي
القائد المتسامح والالتزام التنظيمى:
إن الحالة الوجدانية والإصرار والمثابرة الدافعة بشأن العمل هي مدى ارتباط الموظف بالعمل، حيث إن الالتزام التنظيمي يشير إلى بُعد القوة فى المستويات الأعلى من الطاقة والمرونة الفكرية والاستيعاب، والتركيز بشدة فى العمل لدرجة أن يصل الموظف لإحساس بأن وقت العمل يمر سريعًا دون أن يشعر به الموظف، بالإضافة إلى صعوبة قيام الموظف بفصل نفسه عن وظيفته، وهذا الالتزام التنظيمي يرجع إلى أثر القيادة المتسامحة الخلوقة على الموظفين، حيث يمكن تفسير العلاقة بين القائد المتسامح وبين الالتزام التنظيمي من خلال وضع القادة ثقتهم فى الموظفين ذوى المسئولية كوسيلة لزيادة الدافعية لديهم، ووضع احتياجاتهم للنمو فى الاعتبار، مما ينعكس على احساس الموظفين بالمسئولية أيضًا، فالقائد المتسامح يمثل نموذجًا يحتذى به الموظفون فى الالتزام التنظيمي، ما ينعكس على توجيه طاقاتهم نحو العمل.
القائد المتسامح والحد من الصراع فى بيئة العمل:
يعتمد القائد المتسامح على تعزيز التعاون بين الموظفين، حيث يبذل المساعي لتأكيد دعم اعتقاد الموظفين بأن أهدافهم– الشخصية تحديدًا- متوافقة أكثر منها متنافسة، كما تهدف إلى دفعهم إلى مناقشة خلافهم بصراحة، ووضوح وشفافية، الأمر الذي يؤدي إلى تحويل الصراع إلى الاتجاه الإيجابي للمؤسسة من أجل حل الصراعات والنزاعات بصورة ميسرة وسهلة، كما أن الاتفاق والتعاون يعتمدان على تقديم بعض التنازلات للوصول إلى نقطة التقاء مع الطرف الآخر، مثل: مواقف الصراع المتنوعة، ويمثل الاتفاق أعلى درجات الحكمة حين يصل الطرفان إلى اتفاق مرض نسبيًا.
القائد المتسامح وتحقيق العدالة التنظيمية:
إن القائد المتسامح يستطيع أن يحقق العدالة التنظيمية بشقيها: عدالة منح المكافآت والحوافز التي يتحصل عليها الموظف، وعدالة الإجراءات أثناء تحصيل هذه الحوافز، فالموظفون يقيمون مدى العدالة المتوفرة داخل المؤسسات وفقًا لأساسين هامين هما "التوازن، والتصحيح"، فالتوازن يتم من خلال تقييم المخرجات المرتبطة بالموظفين مقارنة مع قيمة المدخلات فى المؤسسة، أما التصحيح فهو يشير إلى جودة القرارات أو الإجراءات التى تجعلها تبدو عادلة وملائمة للموظفين، ويستطيع القائد المتسامح أن يحقق العدالة التنظيمية من خلال الشفافية التي يتبعها فى سلوكياته مع موظفيه أثناء تحقيق عدالة التوزيع فى المكافآت والحوافز التشجيعية، بالإضافة إلى اتباع مجموعة من القواعد عند تحقيق العدالة فى الإجراءات واتخاذ القرارات، ومن أهم هذه الأسس:
• الأساس الاستئنافي: بمعنى خلق فرص لتعديل وتصحيح القرارات إذا ما ظهر ما يبرر ذلك.
• الأساس الأخلاقي: أي أن توزيع المصادر ينبغى أن يتم بناءً على المعايير الأخلاقية السائدة.
• الأساس التمثيلي: ينبغي أن تتسع عملية اتخاذ القرار لجميع آراء الموظفين ووجهات نظر المتعاملين.
• الأساس الحيادي: ينبغى عدم تقديم المصلحة الشخصية، وجعلها تؤثر على إجراءات عملية اتخاذ القرار.
القائد المتسامح ووضوح التعاملات مع الموظفين:
تعد المعاملات التى تتم بين القائد المتسامح ومرءوسيه بُعدًا من أبعاد الذكاء الأخلاقي، وهناك أربعة عوامل تحدد إدراك الموظفين لوضوح التعاملات، وهي: مدى وجود دوافع واضحة لاتخاذ القرارات، ومدى إخلاص القائد المتسامح وصراحته وعدم استخدامه للخداع فى تعامله مع موظفيه، ومدى احترام القائد المتسامح الموظفين، ومدى التزام القائد بحدود اللباقة فى تعامله مع الموظفين وعدم استخدام ألفاظ غير مناسبة لسياق العمل.
القائد المتسامح وتقبل الآخر:
ينبغي للقائد المتسامح ذي المهارات الإنسانية والاجتماعية، والذي يجيد فن التعامل مع موظفيه، أن يتقبل مرءوسيه ويتقبل اقتراحاتهم ويناقشهم فيها للوصول إلى أنسب الاقتراحات التي يمكن أن توجه سير العمل الإدارى فى المسار الصحيح، وفى اتجاه تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
القائد المتسامح والتعاطف والسعادة الوظيفية:
منحنا الله العقول والعواطف بشكل متفاوت ومتنوع ليستفيد الجميع من هذه الاختلافات فى جميع المجالات الإدارية والوظيفية، الأمر الأكثر أهمية هو قدرة القائد المتسامح على توظيف سمة التعاطف مع موظفيه.
فالعمل الإداري يستلزم وجود تعاطف بين القائد والموظفين حيث تعطيها جانبًا مهمًا فى العمل الإدارى.
فالعلاقة تؤسس على أهم المبادئ الأخلاقية المتسمة بالدفء والتقبل والاحترام إلا أننا نجد أن توفر المناخ المتسم بالتعاطف والمشاركة فى المشاعر هو باب العملية الإدارية، فالمشاعر الإنسانية تقسم إلى شقين: أحدهما مشاعر إيجابية وأخرى سلبية، أما الشق الإيجابي فيتمثل فى التعاطف الوجداني الذي يقوم على تفهم مشاعر الموظفين الخاصة حول الخبرات والمواقف الوظيفية المهمة على أحسن وجه، ومساعدتهم على فهمها، وفهم الأوضاع والحالات التى تدفع الموظف على تبني بعد المواقف المحددة لهذه لمشاعر القوية وتجريبها، وهناك حالات ينبغى للقائد المتسامح الانتباه إليها كحالات الحزن والإحباط والإحساس بالمرح والسعادة، ومن ثم ينبغي على القائد أن يتفهم هذه المشاعر، ويتعاطف معها وجدانيًا ويشارك أحاسيسه خلال عمله الإدارى مع مرءوسيه من أجل استمرارية العمل، وتحقيق النجاح وهناك اتجاهان للتعاطف، أولهما: الاتجاه المعرفي ومن خلاله يمكن للقائد أن يتفهم ويضع الاحتمالات الدقيقة الخاصة بمشاعر الموظفين، أما الاتجاه الثانى: فهو عبارة عن استجابة انفعالية للخبرات الوظيفية المدركة من جانب الموظفين، إذن الاتجاه الثاني يركز على البعد الانفعالي، ومن الفوائد الرئيسية للتعاطف الوجداني بالنسبة للقائد المتسامح (فهم الذات، التقدير والتفهم الإيجابي للآخر، التكييف الانفعالي والاجتماعي، الرضا عن العلاقات الوظيفية مع الزملاء...)، ومن ثم كل ما سبق يسهم فى تحقيق السعادة الوظيفية، ويسهم فى معرفة احتياجاتهم الشخصية والوظيفية، مما ينعكس على أدائهم الوظيفي والوصول به إلى أعلى المستويات من خلال هذا القائد الإداري المتسامح.
*كاتب إماراتي