مبادرة الشباب المستقل
منذ عام تقريبا ظهرت مبادرة من شباب جماعة الإخوان بالسجون المصرية ، سميت بمبادرة الشباب المستقل بالسجون المصرية،تدعوشبابها إلى التخلص من جميع الأيدلوجيات والانتماءات الحزبية، والعمل على الإفراج عن المسجونين وبخاصة النساء والمرضي،ولقد تابعت صفحة المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي فلم أجد إلا مراجعات لمواقف سياسية،واتهام لقادة الجماعة بعدم الرؤية، والتسبب في إدخال الجماعة في صراع مع الدولة المصرية الخاسر فيها هو الوطن،بل قرأت على الصفحة منشورات وتعليقات تدلل على أن الجماعة مازالت في عقل وقلب أصحاب المبادرة،وظللت ابحث عن مراجعات فكرية فلم أجد،لاسيما أن خطأ الجماعة في منهجها_ الذي هم منهج الخوارج الأول _منذ مؤسسها الأول حسن البنا إلى ظهوره جليا عند سيد قطب.
وأذكر أنني منذ حوالي ثلاث سنوات دخلت في حوار على وسائل التواصل مع الأستاذ عمرو عبد الحافظ _اسأل الله أن يفك أسره_وهو قائد مبادرة بعض شباب الجماعة بسجن الفيوم،وقد كان في بداية المراجعات فقلت له أن خطأ الجماعة في منهجها وأن أية مراجعات حقيقية لابد أن تتخلص من هذا المنهج الباطل،ولم يوافقني الرأي وقتها،ولكنه وفي طريقه إلى الحقيقة اصطدم بمنهج الإخوان،ووجدته شديد النقد له فقلت له إذا فقد وافقتني الرأي أخيرا ،فأجاب بنعم.
وحقيقة الأمر تظل مراجعاته الفكرية نبراسا لشباب الجماعة ،لقد ظل يكتب وينتقد ويراجع دون أن يطالب يوما الدولة بالإفراج عنه بل كان يلتمس الهداية لنفسه والشباب معه.
ولكنني قرأت منذ أيام قليلة رد الأستاذ محمد الريس قائد مبادرة الشباب على انتقادات واتهامات أحد قيادات الإخوان لهم فأعجبني الرد ،ووجدت فيه أساسا يمكن البناء عليه،جميل أن يدرك الشباب المبادرون ما يحاك ضد الوطن من مؤامرات،وجميل أن يدركوا أن الجماعة تاجرت بدمائهم،واعتبرتهم نعاجا تسوقها الجماعة ،وتضحي بهم في كل مناسبة،وجميل أن يعترفوا أن إعلام الجماعة بالخارج مجرد سبوبة للارتزاق،وممارسة التخدير لشباب الجماعة.
وإنني كما أطالب شباب المبادرة بمراجعات فكرية حقيقية،مؤكدا على كلمة حقيقية،والكف عن ذكر كلمة مصالحة التي تجعل من الجماعة ندا موازيا للدولة وهو أمر غير مقبول إلا في جمهوريات الموز،وعليهم أن يدركوا أيضا أن الدولة باتت قوية ،ولن تسمح بكيانات موازية من جديد،فإنني أطالب الدولة أيضا بالتفاعل مع هذه المبادرات خاصة وأنها مشاركة في كثير من الأوقات بالسماح لهذا التيار بالتمدد والسيطرة على المساجد والنقابات،والاستحواذ علي عقول الشباب في غياب كامل للمؤسسات الدعوية الرسمية.
والسؤال لماذا لا تطلق الدولة المبادرة وتخرج الشباب التائبين من السجون،بل وتسمح لمن ترك الجماعة في الخارج ،وتبرأ من فكرها ولم يمارس العنف، بالعودة إلى حضن الوطن مرة ثانية ،مع أخذ كل الضمانات التى تراها،وتشارك في إعادة تأهيلهم فكريا،وبهذا تضرب الدولة كثير من العصافير بحجر واحد، حفظ الله مصر، شعبها وجيشها وشبابها.