هجوم سلفي على الجماعة الإسلامية بسبب "وفاة" رئيس تونس
ملامح معركة بدأت تلوح في الأفق بين السلفيين والجماعة الإسلامية، عقب هجوم عدد من أبناء التيار السلفي على الجماعة، عقب نشر أحد قادتها البارزين مقالا يمتدح فيه الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، الذي وافته المنية منذ أيام.
واستغرب أبناء التيار السلفي دعم قادة الجماعة الإسلامية للسبسي، رغم اتخاذه العديد من القرارات التي رأوها مخالفة للشرع، مثل مساواته الرجل بالمرأة في الميراث، وموافقته على أن تتزوج المسلمة بغير المسلم بشكل طبيعي، الأمر الذي نفاه قادة الجماعة الإسلامية، وأكدوا أن مقال عضو المكتب السياسي سيد فرج، ما هو إلا حديث عن الموقف السياسي للسبسي، بعيدا عن مواقفها الشرعية التي أثارت جدلا واسعا.
لم يشفع هذا التوضيح لدى السلفيين للتوقف عن الهجوم على الجماعة، وكان على رأس المهاجمين سامح عبدالحميد حمودة، الداعية السلفي، وأحد مؤسسي حزب النور، الذي قال، في تصريحات صحفية له: "نُعزي "الجماعة الإسلامية" في مُصابها وما وصلت إليه من ضياع، فهي تمثل التحول من غشم الصدام المسلح إلى مدح من عبث بأحكام الشرع، فمنذ قليل نشرت "الصفحة الرسمية لحزب البناء والتنمية" كارثة منهجية أصابت الجماعة، وهذا يدل على أن المنشور لا يُعبر فقط عن شخص، بل هو اتجاه للحزب الجهادي الجامد".
وأضاف: "الإخوان لحسوا عقول قيادات في جماعة أشهرت السلاح ودمرت وخربت وآذت مصر والمصريين بجهل وغشم، واليوم تطرفوا في الجانب الآخر، جانب التميع والتفسخ والانحطاط، تخيلوا أن المنشور يمتدح رئيس تونس، الذي اجتهد في العبث بأحكام الشريعة، ويُثني عليه بتداول السلطة، فهل تداول السلطة يجُبُّ مصائبه؟، هل ديمقراطيته تغفر له ما تقدم وما تأخر؟".