صحيفة أمريكية: محادثات أفغانستان مع طالبان تعكس تغير ديناميكية الدولة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن محادثات الحكومة الأفغانية مع حركة طالبان المسلحة تعكس التغير الحقيقي الذي طرأ على ديناميكية الشعب الأفغاني برمته، ورغبته في إتمام عملية السلام.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي نشرته اليوم الإثنين، أنه عندما اجتمعت حركة طالبان، أمس الأحد، للمرة الأولى مع مسئولين أفغان، فإن وفود الطرفين شكلوا لوحة متحركة لأفغانستان الجديدة التي تأسست منذ الإطاحة بحكم الحركة قبل 18 عامًا.
وأضافت: "إن إراقة الدماء وإحراز التقدم في تلك السنوات ارتبطا ببعضهما البعض، حيث إن العديد من الممثلين الجالسين على الطاولة جاءوا حاملين قصصا عديدة عن الفقد والشكاوى الشخصية"، مشيرة إلى أن الحوار بين الطرفين الذي يستمر اليوم هو أول حوار يشارك فيه مسئولون حكوميون أفغان بهدف كسر الجليد، وإجراء مفاوضات مباشرة بشأن مستقبل أفغانستان السياسي بعد انسحاب عسكري أمريكي متوقع.
ولفتت إلى أنه من بين المشاركين الأفغان مسئولين حاليين وسابقين فقدوا أفرادا من عائلاتهم في تفجيرات انتحارية، بجانب مسئول إعلامي رأى في السابق اشتعال النيران في حافلة ممتلئة بالموظفين.. منوهة بأن طالبان عندما كانت في السلطة، رفضت السماح للنساء بالعمل أو الذهاب إلى المدرسة، ولكن في الجلسة الرئيسية التي عقدت، أمس، اختلط كبار مسئولي طالبان باحترام مع المندوبات عن الحكومة الأفغانية.
وتابعت: "إنه في حين أن الجانب الأفغاني يرى إلى حد كبير طالبان كقوة تعمل بالوكالة تحت تأثير باكستان المجاورة، فإن طالبان تعتبر الحكومة الأفغانية دمية في يد الولايات المتحدة"، منوهة بأن توحيد رؤى الواقع تعد مهمة أساسية وهائلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه طال انتظار عملية السلام، التي تعد عاملًا أساسيًا لسحب القوات الأمريكية المتبقية، البالغ عددها 14 ألف جندي، وبدا في الأفق أنها تتحرك بسرعة مفاجئة.
يشار إلى أنه تم عقد معظم جلسات أمس خلف أبواب مغلقة، ولكن في نهاية اليوم، وصف المشاركون الجو بأنه محترم، حتى لو كانت التبادلات في بعض الأحيان متوترة.
وأعلن بعض أعضاء الوفد الأفغاني أنهم رأوا المزيد من التأكيدات من جانب طالبان بأنهم سيحترمون حق المرأة في العمل وفي التعليم، فيما شارك مسئولو طالبان في مناقشات حول القضايا، بدلًا من قراءة البيانات المُعدة سالفا كما فعلوا في المؤتمرات السابقة