ننفرد بنشر خطة "البغدادي" لاستنزاف أوروبا
رغم ظهور أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي في إصدار مرئي تحت عنوان "في ضيافة أمير المؤمنيين" والذي بثته مؤسسة الفرقان الإعلامية التابعة للتنظيم في أبريل الماضي، بدى مفاجيء حتى لأنصاره خاصةً وأن التوقيت الذي ظهر فيه غير متوقع، إلا أنه كان كاشفًا لخطة "البغدادي" في المرحلة القادمة.
حرق المراحل عبر عنها "البغدادي" بكلمات تحريضية عبر حديثه لأنصاره في الفيديو المرئي الذي وصلت مدته لأكثر من 18 دقيقه، بأنها "حرب استنزاف"، البعض فسرها وقتها، بأنها مجرد رسائل تحريضية لحث اتباعه على الاستمرار في المواجهه المسلحة والانتقام لخسائر التنظيم التي تكبدها في سوريا والعراق، خاصةً أنه لم يعلن صراحة عن تفاصيل هذه الحرب بشكل محدد، بل ظل حديثه في أطار التهديد والترهيب ومحاولة أثبات قوة تنظيمه.
لكن حديث البغدادي" لم يكن اهوجًا او مجرد تهديدات رنانة، بل كان له دلالة وكاشفًا عن خطة جديدةً ينوي التنظيم إرهابي تنفيذها خلال المرحلة القادمة، رسمها زعيم التنظيم لإنهاك أعدائه حسبما زعم.
حرب الإستنزاف
استطاع "أمان" الحصول علي نسخة مكتوبة من "خطة الغدادي" تكشف الأهداف التي يريد التنظيم الإرهابي استهدفها خلال الفترة المقبلة، والتي حملت عنوان "حرب استنزاف" لإنهاك ما اسماه العدو الكافر ( حسب زعمه) وهذا العدو حسبم زعمه لم يعد فقط الدول العربية بل توسعت دائرة الاستهداف لتشمل كافة دول التحالف الدولي.
وأطلق زعيم التنظيم على هذا النوع من الحرب أنها من أشرس الحروب ولايمكن النصر فيها إلا لصاحب النفس الأطول.
وأكد "البغدادي" في خطته:" أن حرب الاستنزاف اليوم من قبل طرف على طرف فقط، أي لايستطيع الطرف المستهدف صدها أو تفاديها أو الرد عليها أو إنقاذ نفسه مهما بلغت قدراته الاقتصادية أو الأمنية، خاصةً أنها تسعي لتفتيت كامل للعدو.
وأوضح "البغدادي" في خطته كيفية استنزاف العدو (حسب زعمه) على كافة الأصعدة، مع التركيز على الشق الاقتصادي باعتباره الركيزة الأساسية للدولة لتقدمها وتطورها.
الهجمات غير متوقعة
بدأت الخطة بشرح كيفية استنزاف العدو على الصعيد السياسي، وفي هذا الشق من الخطة تم التركيز على استمرارية الهجمات الإرهابية في كل مكان وخاصةً المناطق غير المتوقعة (التي لا تخضع بدرجة كبيرة للتأمين قبل قوات الأمن)، مشيرًا إلي أن استمرارية الهجمات سوف تزيد من خنق الشعوب على حكوماتها ومنها يزداد الضغط على تلك الحكومات وتدخل في دوامة تنازعات وتجاذبات سيساية داخلية.
وتابع هذه الأحداث قد تدفع العديد من التيارات السياسية المعارضة إلي التظاهرات وتستمر المواجهه بينهم وبين قوات الأمن، وقد يتطور الأمر ويتشكل جناح عسكري من المعارضة، وتتدخل دول لها مصالح تسعي للحفاظ عليها، فتحاول دعم تيارات على حساب أحر أو جماعات لتأمين مصالحها أو تحاول استغلال الحالة للتوغل في تلك الدولة.
وهنا يبدأ الأنهيار السياسي للدولة، ما يتيح للتنظيم فرصة أكبر في استغلال هذا الزخم لاستمالة الناس نحوه وتقوية جناجه العسكري، والعودة مرة اخري.
هجمات المناطق
وحول استنزاف العدو على الصعيد الأمني والعسكري، قال "البغدادي" أن استمرار داعش في توجيه هجمات للمناطق المتمركز فيها قوات الأمن، سيجعل الأمن في حالة استنفار دائم واستعداد، سيعاقبه اصرار ومتابعة في البداية بشدة لصد الهجمات ثم تبدأ تضعف لأسباب نفسية ومالية.
وللنجاح في تحقيق هذا الهدف، زعم "البغدادي" أن العدو لابد أن يصل لمرحلة التشنج العصبي الذي يجعله في حالة رعب مستمر يتلف أعصابهم العقلية والفكرية ما يجعله في حالة من التشتت والضياع، ووصف زعيم التنظيم الإرهابي هذه المرحلة بأنها "أن تترك فريسة في محيط مفتوح وينتهي بحلقة من الغابات المظلمة.. لاتعلم الفريسة من أي إتجاه سيخرج لها الوحش.. وكيف سيكون شكله وطريقة هجومه)، مما يجعله يستسلم طواعيةً للافتراس بعد أن أتلفت أعصابه من الخوف والرعب، مشيرًا إلي أن "لم يقتله الخوف والرعب سيقتله داعش".
التصعيد الاقتصادي
وأطلق "البغدادي" على الصعيد الاقتصادي بأنه عصب وأساس حرب الاستنزاف ورأس الحربة في الهجوم على أعداء التنظيم، ويتم التركيز فيه على أهداف ذات طابع اقتصادي، مشيرًا إلي أن هذا النوع من الاستهداف سيجبر العدو (حسب زعمه) على الهزيمة في أسرع وقت وباقل التكاليف المادية والبشرية المحسوبة على التنظيم بالعكس النسبة التي ستتكبدها الدول.
وحدد "البغدادي" الأهداف الاقتصادية الرئيسية التي سيركز التنظيم على استهدفها خلال المرحلة المقبلة، وهي كالآتي: آبار النفط والغاز ومصافيها وخطوط إمدادها، خطوط وطرق التجارة العالمية "البرية والبحرية" وإن أمكن الجوية، مناجم الخام والمعادن ومصافيها ومعاملها، استهداف منافع الدولة الاستثمارية (سكك حديد – مترو – مطارات- مواني- محطات كهربا – محطات مياه – الطرق والجسور والإنفاق والسدود).
علاوةً على مصالح وإدارات حكومية (مصلحة الضرابب والدخل – مصلحة الجمارك – البنوك المركزية)، واستهداف الشركات الاستثمارية الحكومية والخاصة والأجنبية ومنها ( البنوك – الفنادق – شركات التأمين – مجمعات تجارية وسياحية – شركات الاستيراد والتصدير – المصانع – تعطيل المحاصيل الزراعية والمنتجات المحلية)، وتخريب وإرهاب أي فعاليات محلية أو دولية تقام في أي دولة.
هذه الحرب حسب تعبير "البغدادي" تهشم للعظام وتفتيت للمفاصل، ستكون مؤلمة للعدو لايستطيع التعامل معها أو الاستعداد لها، وصفهًا بأنها حرب الثقب الأسود لأعداء التنظيم الإرهابي.
وزعم "البغدادي" أن التنظيم الإرهابي بدأ مرحلة الهجوم الشامل والحرب الشاملة العالمية بعد أن كانت حربه محدودة في مواقع وأهداف مكشوفة لعدوها.
وهذه الخطة حسبما أدعت بعض المواقع التابعة للتنظيم، تم توزيعها على كافة أفرع التنظيم الإرهابي في الدول العربية والأجنبية على حد سواء لتنفيذها.