من الإلحاد إلى داعش.. كيف يتم جذب الشباب؟
لا تستغرب عندما تسمع فى حوار مع داعشى أنه كان ملحدا أو سكريا ماجنا قبل أن ينضم لداعش أو إحدى أخواتها !!.
ولا تندهش عندما تجد أنه انضم للمجاهدين أو المهاجرين كما يسمون أنفسهم لتأثره بفيديوهاتهم وأناشيدهم على اليوتيوب !!.
الموضوع بالفعل كان فى منتهى السهولة خصوصا فى أعقاب إعلان ما أسموه دولة الخلافة فى ٢٠١٤ ، هذا الحلم الذى داعب خيال الكثيرين فظنوه نصرا للدين.
هذا الشاب الذى كان غارقا فى حياة مادية لاهية وجد في هذه التنظيمات مايشبع به خواءه النفسى وفراغه الروحى فتم سلب وعيه وتسطيح فكره وعزله شعوريا عن الواقع بمعلومات مغلوطة واستدلالات باطلة.
أفكار صورت الإسلام وكأنه جاء لحكم الناس وليس لهدايتهم .. هذا الذى سعى فى الأرض فسادا فكفر وفجر ولم يفرق فى قتله بين مدنى وعسكري، تم سحبه من عاطفته فاقتنع بأنه أحد أبطال العصبة المؤمنة التى ستقيم حكم الله.
هذا الحكم الذى زال عن الوجود لصالح أحكام وضعية فرضها الاستعمار الكافر بواسطة عملائه من الحكام الطغاة !!.
يستدلون فى ذلك باستدلالات غاية فى الخلط و التسطيح فبلاد المسلمين فى نظرهم مرتعا للمفاسد والمنكرات بأوامر من حكامها الذين أرادوا إبقائها ضعيفة ارضاءا للغرب الصليبى !!.
وعليه فهم العدو القريب الذى يجب التخلص منه لإقامة دولة الإسلام، هم فى ذلك ينكرون أى مظهر من مظاهر التدين الفطرى النقى فى بلاد المسلمين ولايرون صروح العلم الشرعى التى نشرت العلم والفقه شرقا وغربا وخرجت منها البعثات لأوربا والعالم للتعريف بدين الله ونشر هدايته.
هذا الشاب عند اختلاطه بأفراد التنظيم يحدث له نوع من الانبهار.. يبهره اجتهادهم فى العبادة وتلاوة القرآن، وإن فيهم أطباء وشهادات عليا ومنهم ميسورو الحال تركوا بلادهم وأهلهم من أجل الجهاد وإعلاء راية الدين !!، لذلك فهو لا يتعب نفسه كثيرا فى البحث والتدقيق فيما يصب فى عقله من معلومات فهو ليس بأفقه من أميره الذى يحفظ القرآن ويتكلم بالآية والحديث وليس بأكثر وعيا من الأطباء والمهندسون فى التنظيم!!.
ولو ترك نفسه لفطرته السليمة التى خلقه الله عليها لأنكر هذا الفساد بلا معلم ، ولرفض فكرة انقطاع الدين عن الوجود فمظاهر الدين وعلماؤه ملىء السمع والبصر.
الاسلام دين الفطرة ، قيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي الأديان أحب على الله؟ قال:: الحنيفية السمحة "، ومحال أن يأمر سبحانه بكل هذا الفساد ، ومحال أن يكون الطريق الى رضاه بالقتل والحرق وتحقير المخالف وتخريب العمران.
هذه النماذج الخادعة حذر منها صلى الله عليه وسلم وجعلها من أكثر ما يخيفه على أمته عندما قال : (أن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردئا للإسلام ، غيره الى ما شاء الله ، فانسلخ منه ، ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك قيل أيهما أولى بالشرك الرامى أم المرمى؟ قال بل الرامى ).