"شم النسيم".. بين عادة الإحتفال الجائز والتحريم المطلق
دعوات وفتاوى عدة خرجت حول الإحتفال بيوم "شم النسيم"، بين كونه عادة مصرية قديمة وجائز الإحتفال به، وأخرى بالتحريم المطلق، وما زال الصراع بين السلفيين ودار الإفتاء حول الإحتفال بهذا اليوم قائم بين التحريم والإباحة، حيث أكدت الدار أنه جائز، فيما يمتنع السلفيين عن الإحتفال به وتحريمه.
وخرجت دار الإفتاء، بعدة تغريدات عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، بفصل القول في جواز الإحتفال بهذا اليوم، بجواز الإحتفال به، والرد على الإدعاء بوجود فتوى سابقة لدار الإفتاء بتحرييم الإحتفال.
وأرفقت الدار في تغريداتها صورة قالت إن البعض ادعى انها فتوى لدار الإفتاء بتحريم الإحتفال بشم النسيم، مؤكدةً أن هذه الفتوى لا وجود لها على الإطلاق في فتاوى الدار منذ إنشائها حتى الآن.
وأوضحت الدار أن جميع الفتاوى الصادرة منها واضحة في إباحة الإحتفال بشم النسيم والمشاركة فيه شرعًا؛ سواء في ذلك الفتوى الصادرة في عهد المفتي الأسبق الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل عام 2001، أو الفتوى الصادرة في عهد المفتي السابق الدكتور علي جمعة لعام 2012.
وقالت دار الإفتاء، إن الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه-، كان يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب"، وابن زولاق في "فضائل مصر وأخبارها"، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف".
وبينت الدار أن ما يقال من أن مناسبة "شم النسيم" لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له؛ إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الإحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع؛ رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد، والسلوكيات المحرمة إنما هي فيما قد يحدث في هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة.
وعلى النقيض التام، يخرج السلفيون كل عام لتحريم الإحتفال بشم النسيم، ففي فتوى سابقة للداعية السلفية سامح عبدالحميد حمودة، أفتى بأن الإحتفال بعيد شم النسيم حرام شرعًا، لأنه ليس من أعياد المسلمين، ولا يجوز للمسلم أن يُشارك غير المسلمين في أعيادهم الخاصة بشرائعهم، ولا يجوز المشاركة في الاحتفال بشم النسيم ولا بيع الفسيخ للمحتفلين بهذا اليوم، ولا الذهاب للحدائق والمنتزهات للاحتفال بشم النسيم.
بينما شكك آخرون فيما ذكرته الدار عن حثّ عمرو بن العاص للمصريين على الخروج للربيع، قائلين أن ما ذكره ابن عبدالحكم فى كتاب فتوح مصر والمغرب، فقد ضعفه "ابن لهيعة"، قائلين إن "الحديث عن أحوال الناس بعد الرجوع من الجهاد وهو أمر خاص بالخيول كما فى الأثر المذكور سواء لإصلاح حافرها أو لمرعاها، وليس للتنزه أو مشاركة غير المسلمين فى إحتفالاتهم كما ذكر البعض".