دلائل القدرة الالهية تفحم المذاهب الهدامة
ان قدرة الله- تعالى- على كل شىء واضحة لدى كل مؤمن فان الله - سبحانه - هو الذى خلق السموات والأرض وبيده مقاليد كل شىء وهو المحيى والمميت وهو على كل شىء قدير وهو الذى يبعثنا بعد الموت وأدلة البعث كثيرة وواضحة تمام الوضوح ولا ينكرها الا جاحد أو معاند فالله- سبحانه- خلق الانسان من عدم وهو الذى يحييه ويبعثه وهو الذى خلق الانسان من سلالة من ماء مهين ومن نطفة ضعيفة قادر على اعادته بعد موته ولقد جاء ابى بن خلف الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفى يده عظم رميم وهو يفته ويذره فى الهواء وهو يقول: يا محمد أتزعم أن الله يبعث هذا ؟ قال- صلى الله عليه وسلم- : نعم يميتك الله- تعالى- ثم يبعثك ثم يحشرك الى النار. ونزلت هذه الايات من أخر سورة ( يسن)
( أولم يرى الانسان أنا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهو رميم قل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) ولايات عامة فى كل من أنكر البعث والألف واللام فى قوله- تعالى-:( أولم ير الانسان) للجنس يعم كل منكر للبعث ولقد مات أبى بن خلف على الكفر والضلالة كما أخبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأن الله- تعالى- الذى أنشأ تلك العظام البالية أول مرة وهو الذى يحييها ويبعثها وهو بكل خلق عليم يعلم يعلم العظام فىةسائر أقطار الأرض وأرجائها أين ذهبت وأين تفرقت وتمزقت؟ .
وفى هذه الايات الكريمة استدلال على البعث وعلى اعادة خلق الاجساد وذلك بالتنبيه والاشارة الى خلق السموات والأرض فالسموات السبع بما فيها من الكواكب السيارة والأرض وما فيها من جبال وبحار وقفار وأشجار وأنهار فى خلق هذا الكون الفسيح والملكوت الكبير أكبر دليل على البعث والنشور وعلى اعادة الناس لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس فخالق هذه المخلوقات وهو الله- سبحانه وتعالى- قادر على خلق الناس واعادتهم وبعثهم بعد موتهم فهو الذى بدأ الخلق وهو الذى يعيده وهو على كل شىء قدير.
والايات الكريمة تؤكد وضوح الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة على قدرة الله العزيز الحكيم وعلى البعث واعادة الناس والايمان بالبعث أو اليوم الأخر من صميم العقيدة الاسلامية ومن أركان الايمان بالله- تعالى- ففى حديث جبريل حين سأل الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن الايمان قال:( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وفى رواية قال: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الأخر).
وهو- سبحانه- المنزه عن الخلق الملك القدوس اليه يرجع الأمر كله له الخلق والأمر وله المرجع والمأب وهو العادل الذى يجازى كل انسان بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر له كل شىء واليه ترجعون.
انها قدرة الله- تعالى- الذى يفعل ما يشاء ويخلق ما يشاء فهو الفعال لما يريد لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء فكيف ساغ لأولئك الجاحدين والمعاندين أن ينكروا البعث؟ وشواهده من الوضوح بمكان بحيث لا ينكره صاحب عقل ولكن انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور لقد اتضح دليل البعث مت خلق الانسان ووجوده بعد العدم وبعد أن لم يكن شيئا مذكورا وهذا دليل على أن البدا من العدم أكبر والقادر على خلق الانسان من العدم وعلى خلقه أول مرة قادر على اعادته وعلى البعث والنشور والحساب ومن خلق الانسان.